"أنا ابن أمي" عبارة رددتها في كل المحافل سعيداً ممتناً فخوراً لسنوات طويلة وما زلت حتى الآن وسأظل إن شاء الله حتى آخر نبض في قلبي ألحنها وأغنيها.
هي الزوجة الثالثة لأبي بعد قصة حب عنيفة ملتهبة، تحكي لنا فصول عشقها وهي فرحة مبسوطة رغم أنه رحمة الله عليه كان ثلث زوج وربع أب نظرا لعدله بين زوجاته وعمله وسفره الدائم.
أتذكرها الشابة الحنونة الرقيقة منهمرة الدموع لأقل موقف مؤثر كيف كانت رابطة الجأش قوية حازمة وهي تدفن حبها وعشقها تواريه الثرى وكأنها تقمصت الصديق أبو بكر ، وكأني سمعتها تقول " من كان يحب زوجي فإن زوجي قد مات ، وأطفالي أحياء يستحقون حبكم ورعايتكم فأحبوهم".
حَرِصت على تعليمي القراءة والكتابة قبل المدرسة بسنوات، وأفاضت عليّ من ثقافتها وخبرتها وعلمها ما أسهم في صقل شخصيتي وتشكيل وجداني وتنمية وعيي وتوسعة مداركي.
نذرت روحها وحياتها لتربيتنا وتعليمنا ، حرَّمت متع الدنيا على نفسها فانصهر شبابها بداخلنا وذابت أنوثتها فينا فتحولت إلى آدم البيت وكبيره بحزم وشدة الأب وحنان وعطف الأمومة.
في أول لقاء مع من أصبحت زوجتي لاحقا وقبل أن أقدم لها نفسي ومؤهلاتي وإمارات حبي قلت لها بكل عزة وفخر " أنا ابن أمي" واللي مالوش خير فى أمه مالوش خير في حد ، إياكِ وإغضابها فسأنتصر لها مظلومة أو ظالمة.
إن أردت الكتابة عنها دون بخس فلن تكفيني المجلدات وستجف الأقلام وتنفذ الصحف قبل أن أوفيها حقها، هي أمي وزوجتي وصديقتي وأختي وأبي وأخي ، هي الدنيا وما فيها، والآخرة ونعيمها.
إلى أمي : كل يوم اسمع فيه صوتك هو عيد وفرح وبهجة أحمد الله عليها ، دعواتك هي سندي ، وابتهالاتك شموع في ظلمة الأيام ، وصدرك الملاذ والملجأ ، أطال الله في عمرك ومنحك موفور الصحة ، يا ست الحبايب يا "أم أميرة".
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat