صفحة الكاتب : كاظم فنجان الحمامي

لماذ الأوديسا وماذا تعني
كاظم فنجان الحمامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صرنا نحن العرب أضحوكة للعالم كله, وملطشة للرايح والجاي, ولن تقوم لنا قائمة بعد مسلسل التخاذل والتهاون والإذعان, الذي انتهجته الحكومات العربية المتواطئة حتى النخاع مع البيت الأبيض, والتي تطوعت منذ زمن بعيد لتلعب دور العبد المطيع لآلهة (البنتاغون), والخادم الذليل لكهنة (الناتو), منحوا أمريكا ما لا تستحقه من ولاء وسيادة مطلقة, وأعطوها قواعد عسكرية, وامتيازات واسعة, لم تكن تحلم بها, ولم تمنحها لها أي دولة آسيوية أو أفريقية من قبل, حتى صارت أمريكا شيخ مشايخ شيوخ الخليج, وسلطانة البحر الأحمر من قناة السويس حتى باب المندب, ومن القرن الأفريقي إلى رأس الحد, ومن جزيرة خوريا موريا إلى جزر القمر, فبسطت نفوذها على بحر العرب وخليج عمان ومضيق هرمز, وأصبحت صاحبة الكلمة الفصل في الصغيرة والكبيرة, وصارت تصول وتجول بأساطيلها وقواعدها الجوية والبحرية والأرضية, وتتلاعب بثرواتنا وتتحكم بمستقبلنا, والمضحك المبكي أن فقهائنا هم الذين يعطونها شارة العبور لاقتحام حدودنا, يشرعون لها غزواتها وغاراتها على العراق, يمهدون لها الطريق نحو دارفور, يتآمرون معها في قطع أنفاس أطفال غزة, يتحمسون من اجلها ضد حماس, يتسلون معها في غض الطرف عن خلايا الإرهاب, يسمحون لهم بالتسلل باتجاه العراق فقط, يزرعون الفتن الطائفية, حتى تمادوا الى حد بعيد في تأمرهم على هذه الأمة, التي أنهكتها الحروب, ومزقتها الدسائس, وبعثرتها الفتن, فوقفوا في نهاية هذا الفلم المفزع مع الحشود العسكرية التي هرعت للاستيلاء على حقول النفط الليبي. 
 
كانت الضباع الفرنسية أكثر شراهة للاستحواذ على الغنيمة, فراحت تستحضر قواتها في الخفاء, لتضرب ضربتها الاستباقية, وهي أول من أطلقت على هذه الحرب اسم (لارمتان), وتعني الرياح القوية القادمة من أفريقيا, واختلفت معها التماسيح البريطانية الشقراء, فأطلقت عليها اسم (إيلامي), بينما أسمتها القوات الكندية (العملية المتحركة), بيد أن التسمية الامريكية للغارات العسكرية (فجر الأوديسا), هي التي حظيت بالقسط الأكبر من الترويج الإعلامي, والملفت للانتباه أن العرب كانوا أول من قرع طبول (فجر الأوديسا), وما أدراك ما (الأوديسا). 
نحن نعلم أن (الأوديسا) كلمة يونانية الجذر, تعني الرجل المتهور الغاضب, وهي أيضا مدينة أوكرانية, مازالت تتباهى بانتصارات اليهود المحدودة على كتائب الإمبراطورية العثمانية في معركة (القرم), وتعد من المعاقل الرئيسة ليهود الاشكناز, ورب قائل يقول أنها إشارة إلى الملحمة اليونانية, التي انشدها (هوميروس) في القرن الثامن قبل الميلاد, وتحكي في احد أجزائها عن غضب إله كاذب في البحر الأبيض المتوسط, اسمه (بوصيدون), وهناك تفسير آخر يقول: أن (أوديسي Odyssey) مفردة انجليزية, تعني المهمة الشاقة, التي تستغرق وقتا طويلا, وتحتاج إلى التسلح بالحكمة والصبر والمجازفة. أما المعنى العام لرمزية (الأوديسا) وحرب طروادة, فيعني شن الغارات الأولية من الداخل اعتمادا على زمر الخيانة, واعتمادا على عصابات الغدر والعمالة في تمهيد الطريق للغزاة, وفتح بوابات الحصون المغلقة بوجه القوات القادمة من جهة البحر الهائج.
 
نحن إذن أمام تسميات مريبة, لا تخلو من الإشارات العقائدية, ولا تخلو من الرموز الوثنية, فهل اشتركت الجيوش العربية مع فيالق الغزاة لاسترداد المجد الروماني المفقود على ضفاف السواحل الليبية ؟؟, أم أنها اشتركت معها لاستعادة مجد انتصارات يهود (أوديسا) في معاركهم ضد المسلمين ؟؟, أم أنهم تخندقوا مع جيوش الإفرنج لإحياء ذكرى الإله (بوصيدون) في ملحمة (الأوديسا)؟؟.
وما سر هذا التوقيت المتوافق مع الغارات الهمجية, التي تعرضت لها بغداد في مثل هذه الليالي المشئومات ؟؟, وما الداعي لتصريحات الشيخ يوسف القرضاوي, التي عبر فيها عن تأييده المطلق لعمليات (فجر الأوديسا) ضد ليبيا ؟؟. وما سر هذا الانسجام العجيب بين فتاوى الشيخ القرضاوي في الحرب على العراق والحرب على ليبيا وتطابقها مع قرارات البيت الأبيض ؟؟. وما سر الرغبة الجامحة التي أبدتها بعض دول مجلس التعاون الخليجي في دعم حرب الأوديسا, وسعيها المحموم للاشتراك الفعلي في محاورها القتالية, والوقوف في صف القوى الهمجية المعادية للعرب والمسلمين ؟؟. 
لقد اختلط علينا الظلام, ولم نعد نميز الخيط الأسود من الخيط الأبيض, وضاع الخيط والعصفور, وصرنا نقف على أبواب سنوات خدّاعات تداخلت فيها الخنادق, واختلط فيها الأفق مع انعكاسات السراب الكاذب في هذا التيه السياسي المتلون. .
 
 
أنا لو كنت رئيسا عربيا... لحللت المشكله وأرحت الشعب مما أثقله أنا لو كنت رئيسا... لدعوت الرؤساء ولألقيت خطابا موجزا عما يعانى شعبنا منه وعن سر العناء ولقاطعت جميع الاسئله... وقرأت البسمله وعليهم وعلى نفسي قذفت القنبلة 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كاظم فنجان الحمامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/24



كتابة تعليق لموضوع : لماذ الأوديسا وماذا تعني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net