صفحة الكاتب : عماد يونس فغالي

نشوة انتظار!
عماد يونس فغالي


هوذا "غمام الانتظار" يُطلُّ مولودًا ثالثًا  للعقيد الحبيب توفيق نعيم يزبك، ينضمّ إلى ديوانين طال انتظارهما شقيقًا، يحتلُّ مكانته الإبداعيّة على مرتبة الفكر إصدارًا ألمعيًّا.
يفتتح الشاعر مؤلَّفه بلقاءٍ عابقٍ بالعرفان، وطافحٍ بمشاعر الحبّ البنويّة. "غمام الانتظار"، افتتاحه لقاءٌ بوالده
"الحاضر معي أينما حللتُ،    
كلماته في ذاكرتي محفورة...".
إهداءُ توفيق نتاجه إلى والده أبي ناظم الذي
"شفتك يا بيّي بالحلم بكّير
بين الوعي واللاوعي لحظة
مجلّل بِغَيم الأبيض بمشلح كبير
مرصّع قوافي وغلّة سنينَك...".
عودٌ إلى ما طبع فيه والدُه من مزايا إنسانيّته التي علقت به على
"... طريقك بالحياة
كانت بأشواك الألم تلبس مجد
والشعر خَزَنْتو بذاكرتي أناة".
لوحاتٌ ثلاث حدّدت هويّة الشاعر البنويّة، وأبانت امتداداتٍ شاعريّة تتواصل متراقصةً عبر انتظاراتٍ متلاحقة، يقول فيها:
انتظرْتُكَ مع كلّ صباحٍ
تأتي لتوقظني.
انتظرتكَ عند كلّ ظهيرة
تأتي من المدرسة...
وتعطيني نصحكَ...
انتظرتُكَ عند المساء
لتحنو إليّ..."    
ويترافق حضور الوالد حتى اليوم
"تسكن فكري وعقلي وقلبي...
وكلمات كثيرة قلتَها لي
حاضرة في ذاكرتي وخيالي ما حييت...".
ويلتفت الشاعر نحو قريته الحبيب في تحيّةٍ ملؤها انسكاب روح، في مشهديّاتٍ وُلدت على "صخرةٍ مواجِهة لوادي ميزلا شمالي القرية..."، حيث كان يجد نفسه جالسًا ينتظر "العتمة الآتية تحمل المجهول، يرقب شيئًا عبر النظر إلى الغيم والضباب". مشهديّاتٌ وُلدت أفكارًا لم يكن يستطيع التعبير عنها، انتظرها "فكرةً أو مادّةً للكتابة، عبر الغمام..."
هي حصارات التي زرع الكتابَ كتاباتٍ فيها، ترسم لوحةَ وفاء، بل اعترافٍ بانبثاقٍ منها شاعرًا وإنسانًا! كتب في قصيدة "يا ضيعتي وفانا دين" ما يشبه سلّةَ وفاءٍ كاملة، حمّلها منابع الإلهام الفكريّ منذ ما يقارب الأزل. وعلى بيدرها سيّدةٌ سماويّة تنهل لأولادها "من الباري رضى ورحمات". صورة ابن القرية ربيبِ الإيمان العميق وناهل الكلمة من "مصدر الخيرات"، سكَبَ
"الشعر فيكِ ساكن من سنين
مجد القوافي بأجمل الآيات".
تصوّرْتُه عملاقًا قُدَّ من صخر حصارات، ساجدًا على ترابها، رافعًا يديه في صلاةٍ خاشعة يملأه فيها الوحي الكونيّ فكرًا يتجسّد أبياتًا يناجي فيها إله حبّه، ونصوصًا أدبيّة تهتف تحيّاتٍ وعرفانًا!
رفع الكتابُ إلى أئمّةٍ أعلام، ملأوا دنيا الفنّ درًّا ثمينًا، إكبارَ الشاعر وإجلاله! وله مع كلّ واحدٍ منهم وقفةٌ يعتزّ بها! مقالاتٌ بسيطة تُظهر مدى علاقة المؤلّف بالوجه الذي يهديه سلامًا، وعمقَ تعلّقه برفعة شأنه منارةً يستضيءُ بها، لا هو وحسْب، لكن جميع الذين يمرّون على الكتاب زيارةً! إلى ميخائيل نعيمة والشاعر القرويّ، فأديب صعيبي وعصام حدّاد، وغيرهم من أهل القلم والريشة والإزميل، انحناءةٌ قادرةٌ قيمةً وإبداعًا!
العقيد توفيق يزبك، أثبتَّ نفسكَ أميرَ قلم! لا تحتاج مبايعةً، والريشةُ تربّعت بين أصابعكَ، على طبيعيّةٍ خلاّقة نشأتَ فيها!
في هدأةِ ليلكَ، في صومعةِ موحياتكَ الأدبيّة، حيث تروح في سكرات الحبّ بين الأرض والإنسان، هاتِ بعد! فلَنا في رحيقِ معصوركَ حقّ! وعلى تقدمة فكركَ الذبيح، لنا في قربانكَ رفعةٌ إلى عَلُ. هناكَ الجمالُ نشوةٌ نتوق إليها إن بعُدَت!
                                                                              


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد يونس فغالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/05/02



كتابة تعليق لموضوع : نشوة انتظار!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net