صفحة الكاتب : علي جابر الفتلاوي

الثعلب الامريكي يريد استمرار اللعب في الارض العراقية
علي جابر الفتلاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد اشهر وبالتحديد نهاية عام 2011 ، ينتهي السقف الزمني لبقاء القوات الامريكية في
العراق ، بموجب الاتفاقية الامنية المعقودة بين الحكومة العراقية والحكومة الامريكية
،وفي حينها عدت الاتفاقية من سلبيات حكومة المالكي من قبل بعض الاطراف السياسية ،رغم
موافقة جميع الاطراف الاخرى على الاتفاقية من خلال مجلس الوزراء والبرلمان السابقين
،وفي رأيي ان عقد الاتفاقية هو من الانجازات الكبيرة التي حققتها الحكومة السابقة
بقيادة المالكي ،رغم الانتقادات الواسعة التي تعرض لها المالكي وقت عقد الاتفاقية من
قبل المعارضين لها ،لكننا اليوم اصبحنا ننتظر تنفيذ بنود الاتفاقية من قبل حتى الذين
عارضوا توقيعها ، والشعب العراقي معروف موقفه منها، فالغالبية من الشعب العراقي أيّد
الحكومة في توقيعها الاتفاقية ، ويتطلع اليوم الى  التخلص من وجود المحتل ليصبح العراق
كامل السيادة ، سيما وان العراق في طريقه للتخلص النهائي من البند السابع الذي فرض على
العراق من قبل مجلس الامن بسبب غزو المقبور صدام للجارة الكويت ،واليوم اذ نسمع اعداء
الحرية من البعثيين شركاء صدام في جرائمه ، وهم يحاولون استغلال فضاء الحرية لينقضوا من
جديد على الشعب العراقي ، وبدفع وتشجيع من قوى دولية واقليمية معروفة للشعب العراقي ،
ومن هذه القوى الظالمة للشعب والتي تدفع بهذا الاتجاه ، القوات المحتلة للعراق ،وموقفها
في انتفاضة 1991 معروف ومكشوف لكل ابناء الشعب العراقي ، واليوم فقد تحول الامريكان من
موقف الوحش المفترس الى موقف الثعلب الماكرليلعبوا لعبتهم الجديدة ، بغية ابقاء قواتهم
في الارض العراقية ولكن يريدون هذه المرة بطلب عراقي ، فأخذوا يدفعون بهذا الاتجاه ،
وهذا ما صرح به بعض السياسيين العراقيين علنا ، واشّرته زيارات المسؤولين الامريكيين
الاخيرة الى العراق ومنهم كيتس وزير الدفاع ومولن رئيس الاركان ،فهم من باب مصلحتهم لا
مصلحة الشعب العراقي يسعون لتجديد بقاء قواتهم في العراق ،وكذلك من مصلحة بعض الاطراف
السياسية المساندة للوجود الامريكي والمدعومة من بعض دول الاقليم العربي ، والداخلة في
الحكومة بأسم المشاركة (المحاصصة)، لان هؤلاء مرفوضون من غالبية الشعب العراقي ، لكنهم
يصولون ويهاجمون الحكومة وهم مشتركون فيها، لان الامريكان يسندون ظهورهم ،ويتكلمون بلغة
بعثية صريحة من دون خوف او حياء من الشعب المكتوي بنار البعث الدموي ،فالامريكان هم
الذين يدفعونهم كي يحتلوا مواقع مهمة في الدولة العراقية الفتية كي يمارسوا التخريب
وتعويق البناء ،تحقيقا لمصالحهم التي تتوافق مع المصالح الامريكية في المنطقة ،   جاءت
زيارات المسؤولين الامريكيين وهم يقدمون ( النصائح ) من اجل ان تطلب الحكومة العراقية
من الامريكان البقاء فترة اخرى ، لان الوقت اخذ ينفذ بالنسبة اليهم ،وفي هذه المرحلة
يحاول الامريكان خلع جلد الوحش الكاسر ، واستبداله بفرو الثعلب الماكر الذي يتصيد في
الغفلات لينقض على فريسته ،لكن الشعب العراقي لا يمكن ان يستغفل ، ولا القادة السياسيين
الوطنيين ، سيما وان الشعب عاش تجربة الوجود الامريكي ، التي جلبت الويلات للشعب والوطن
،فالقرار السياسي العراقي غير متحرر بالكامل ، من النفوذ الامريكي الذي يضع بصماته على
هذا القرار ،ويتدخل الامريكان في الصغيرة والكبيرة ،تحقيقا لمصالحهم ومصالح حلفائهم ،من
دول واحزاب اوكتل واشخاص ، ومن هؤلاء الحلفاء الذين هم في الواقع حلفاء الامس ايام
المقبور صدام ، حزب البعث الذين عاثوا في العراق خرابا وفسادا ،فالتأثير الامريكي
باتجاه اشراك البعثيين في الحكم ظاهروواضح ،والشعب مشخص لهذا التوجه ،وهذه الحالة واحدة
من التدخلات الامريكية في الشأن العراقي ، اضافة الى تدخلاتهم الاخرى كأشاعة الطائفية ،
ومحاولة التأسيس لديقراطية المحاصصة التي تقوم على التمايز الديني والمذهبي والعرقي ،
ومحاولة تكريس هذا النظام الممزق لوحدة الشعب ، والذي يخلق المنازعات والصراعات التي
تخدم اعداء الشعب العراقي ، وتخدم المصالح الحزبية والشخصية الضيقة ،ولا نريد هنا ان
نحصي ما عاناه الشعب من وجود الامريكان ومن تدخلاتهم الكثيرة في الشأن العراقي ،
والضغوط التي يمارسونها على الحكومة ،وعلى الشخصيات السياسية الوطنية ، لكن باختصار
نقول ان الشعب ينتظر اليوم السعيد الذي يخرج فيه اخر جندي اجنبي من ارض الوطن ، وينتظر
الشعب ان يتمتع القرار العراقي بالارادة الكاملة من غير أي تأثير خارجي ، وينتظر الشعب
ان يتخلص من كثير من السلبيات التي اضّرت بمصالح الشعب بسبب وجود المحتل ، ومن هذه
السلبيات المحاصصة في الحكم ، والتزوير في الانتخابات ، ودعم شخصيات سياسية مرفوضة من
الشعب على حساب الارادة الشعبية ، لا لشئ الا كونها مدعومة من دول النفوذ الامريكي في
المنطقة ،ومن سلبيات وجود المحتل ايضا حماية المفسدين والسراق وفي بعض المواقف حماية
الارهابيين ،وهذه السلبيات وغيرها كثير ، لا يمكن التخلص منها الا برحيل الاحتلال ،
حينها سيمضي الشعب الى الامام لبناء دولة القانون ، ودولة العدالة والرفاهية والعيش
الكريم للجميع ، بغض النظر عن الدين او المذهب او القومية او المناطقية ، دولة تسعى
للاقتصاص من المجرمين ومن المتعاونين معهم ،وابعاد اصحاب الفكر البعثي الشوفيني عن
مواقع القرار ، وتحويل الهيئات المستقلة الى مستقلة حقيقة لا في الاسم فقط ،ومحاربة
الطائفية والعنصرية ، وتحرير الارادة الوطنية من أي نفوذ اجنبي ، وبناء البنى التحتية
التي تنعش الاقتصاد بعيدا عن الفساد والمفسدين والنفعيين والمتاجرين بقوت الشعب ، الذين
لا يهمهم شئ سوى جمع المال الحرام ،عليه فالشعب يعي لعبة الثعلب الامريكي الجديدة ،
ويرفض أي تجديد للقوات الامريكية ، تحت أي ضغط وفي ظل أي ظروف ربما يحاول ان يخلقها
المحتل ليعطي المبرر لتجديد بقائه ، وان تأكيد قيادات العراق الوطنية العسكرية والمدنية
على ان القوى الامنية قادرة لحماية العراق وشعبه من قوى الشر والارهاب الداخلية
والخارجية ،لهي رسالة اطمئنان للشعب العراقي الذي يثق بقيادته السياسية الوطنية الحكيمة
والنصرالدائم للشعب العراقي انشاء الله تعالى .

A_fatlawy@yahoo.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي جابر الفتلاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/04/26



كتابة تعليق لموضوع : الثعلب الامريكي يريد استمرار اللعب في الارض العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net