في الخامس عشر من مايو المقبل تستعد فعاليات عربية مختلفة لتنظيم مسيرة كبرى زاحفة
نحو مدينة القدس المحتلة من قبل(كلاب بني صهيون),أرجو أن لاتستفزكم العبارة,فهم
عاملونا كما تعامل الكلاب في شوارع المدن العربية والقرى الفقيرة,وليس كما تعامل
الكلاب في عواصم الغرب .
هذا التاريخ جيد جدا,وإذا كانت الشعوب العربية فجرت ثورات غضب عارم في وجه حكوماتها
المتهرئة,لأسباب ترتبط بالجوع والحرمان والتهميش والقمع والإذلال, والمنع من
المشاركة السياسية ,وسواها من مصائب أحاقت بالبلاد العربية المنكوبة بحكامها
وبشعوبها التائهة في صحراء الفساد والتخلف والتعصب والطائفية..
فإن أسباب الثورة, والإحتجاج ,والتظاهر ,والزحف نحو فلسطين أكبر ,وأخطر لأنه جزء من
حراك هدفه التعريف بحقارة ونذالة اليهود ,وخسة الغرب المتحالف معهم على حساب الشعوب
العربية,فهذه المسماة إسرائيل نشأت بقرار أممي صنعته إرادة الغرب المتمثل
بالبريطانيين والأميركان, رغبة منهم في تأكيد مصالحهم الحيوية في المنطقة وعلى صعد
شتى,وحتى لو أدى ذلك الى تدمير المنظومة العربية ,وهتك بنيانها القومي والعقائدي
والمجتمعي ,وتخريب ثقافتها ,وتاريخها.
الزحف نحو فلسطين في الخامس عشر من مايو المقبل ,تمن تحدّث به العرب منذ أشهر
وإنساقت له الألسن والأسماع,ومن أيام ثورة تونس وماتلاها من أحداث, كانت الرغبة
عارمة في الإشارة الى إمكانية متوفرة تعوض عن صواريخ حماس وحماسة حزب الله
,والحركات الدينية وقوى المقاومة التي نجحت إسرائيل ومعها الغرب في تصويرها على
إنها عمليات إرهابية تستهدف هتك (الملابس الداخلية) لأبناء دولة إسرائيل الربانية.
وليست صورة أسطول الحرية ببعيدة عن الأذهان ,ولا صورة أطفال غزة مقطعي الأوصال,وهما
صورتان توفران رؤية مغايرة ,وتؤكدان أهمية الحراك المصبوغ بصبغة الشعبية
والجماهيرية,وحين يكون قادما من بلدان الجوار العربي والمحاذية للأرض المقدسة, حيث
لايكون بمقدور إسرائيل أن تحشد إعلامها القذر, وغربها الحقير لتصوير العرب إنهم
مجرد جماعات من الرعاع والإرهابيين القتلة,وإذا كانت واشنطن ولندن وعواصم غربية
أخرى تدعم الحراك الثوري الشعبي في عواصم العرب فإن الزحف المسالم للجماهير العربية
نحو القدس سيمثل حرجا بالغا لتلك العواصم الباغية التي يكيل ساستها بمكيالين.
ماحدث لأطفال غزة كان مبررا بالنسبة لهم, لأنه إرتبط بصواريخ حماس وخطف جلعاد شاليط
,وكان من المتوقع أن ينسحب غولدستون بتقريره الممج ,ويعود لنصرة أبناء طائفته
اليهودية ,بعد تصويره كبطل وصانع سلام محتمل,لكن ماحدث لأسطول الحرية على شواطئ غزة
,والقتل الذي طال النشطاء الترك,كان صورة معبرة عن وحشية إسرائيل وحقيقتها
الداعرة,وتعبير واضح عن أهمية الحراك السلمي لأنه يعطل آلة الحاكم ,كما حدث في بلاد
العرب,وآلة المحتل كما قد يحدث آجلا في فلسطين السليبة.
فكرة رائعة أن تسير الجموع العربية بملايين تحمل الرايات واللافتات وأغصان الزيتون
وتجتاح فلسطين حتى تصل القدس عاصمة الديانات الثلاث وتكشف زيف إسرائيل وعهرها.
hadeejalu@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat