صفحة الكاتب : قصي شفيق

ظاهرة "السيلفي" اضطراباً نفسياً يغزو مواقع التواصل الاجتماعي
قصي شفيق

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لو رجعنا بدايةً الى مفهوم المصطلح وبداياته ولماذا استخدم وتم تسليط الضوء عليه عالمياً فأصبح حديث الشارع السياسي والثقافي والرياضي والفني وحديث السوشيال ميديا وماهي التبعات التي اثرت سلبا على تداول المفهوم بشكل عشوائي وهل استثمر نفسياً كعلاج دوائي روحي سلوكي عن طريق الممارسة او نعكس سلباً من حيث الاستخدام والالتقاط الصوري الشخصي للإنسان المستخدم لهذه الظاهرة عن طريق الاجهزة الذكية وتحت شعار (سيلفي) تعود اصول كلمة سيلفي الى اللغة  الإنجليزية: Selfie) أو "الصورة الذاتيةأو "الصورة الملتقطة ذاتيا"،  وهي عبارة عن صورة شخصية يقوم صاحبها بالتقاطها لنفسه باستخدام آلة تصوير أو باستخدام هاتف ذكي مُجهزة بكاميرا رقمية، ومن ثم يقوم بنشرها على الشبكات الاجتماعية (فيس بوك، تويتر، إنستاجرام وغيرها)، وذلك لاعتمادها كصورة رئيسية في ملفه الشخصي أو لتسجيل حضوره في مكان مُعين أو إلى جانب أشخاص مُعينين، أو حتى للتعبير عن حالة نفسية مُعينة. عادة ما تكون هذه الصور عبارة عن صور عفوية لا تتسم بأية رسمية، ويقوم صاحبها بالتقاطها عبر الإمساك بآلة التصوير بيده وتوجيه الكاميرا إليه أو عبر توجيهها إلى مرآة عاكسة في حال ما إذا لم يتوفر الهاتف الذكي على كاميرا أمامية. حسب ما جاء من موقع الموسوعة ويكيبيديا.
فقد تحولت هذه الظاهرة التي كانت تستخدما سابقا لكن لم يسوق لها اعلامياً على انها ظاهرة بل كانت حالة من حالات الشعور بالنفس وهي رغبة نحو اعطاء صورة ايجابية للنفس من خلال تصويرها يومياً وسرعان ما انتشرت هذه الظاهرة  فأصبح العالم كله في حاله إدمان للصورة الذاتية ومواقع التواصل بهوس جنوني مع استخدام عبارات تختلف عن مفهوم التقاط الصورة ومن الاشعارات ( اشعر بالحزن اشعر بالحريق اشعر بالسعادة اشعر بالفرح وغيرها من العبارات التي اصبحت تدار من خلال عمليات الويب التي تسهل للمستخدم السيلفي ان يغور في مواقع التواصل الاجتماعي للاستخدام اكثر صور مثيرة للجدل والدهشة مما دفع الشركات المصنعة للأجهزة الذكية والاستخدامات مثل العصى وغيرها.
فقد أشارت الدراسات والبحوث العلمية الرصينة لهذه الظاهرة أن انتشار هذه الظاهرة بشكل واسع وحاد في صفوف بعض الشباب، قد يشير إلى الإصابة باضطراب عقلي لدى مدمنيها. عندما يتجاوز الأمر إلى أن تصبح حالة مزمنة،وقد شخصت الدراسة حالة ناشط فيسبوكي تويتري انستغرامي فقد السيطرة على نفسه أمام رغبته الجامحة في تصوير نفسه "على مدار الساعة"، ومشاركة الصور في المواقع الإجتماعية، ل 10 مرات في اليوم على الأقل بشكل مستمر.
فمع اقتراب نهاية سنة 2013 اعتبر قاموس أكسفورد الإنكليزي المرجعي تعبير سيلفي (كلمة العام) وأعطاها تعريفاً الافادة منه هو ( صورة ملتقطة ذاتياً بواسطة هاتف ذكي) وتنتشر على السوشيال ميديا.
 
ويعتبر محرك البحث "ياهو!" أنه في العام 2014 ستلقط حوالي 880 مليار صورة أي 123 صورة لكل واحد من سكان الأرض. ويتوقع أن يكون الكثير منها من نوع "سيلفي".
 وفي بريطانيا أشارت دراسة طلبتها شركة "سامسونغ" الكورية الجنوبية لصناعة الهواتف أن 17 في المئة من الرجال و10 في المئة من النساء يلتقطون صور "سيلفي"، "لأنهم يرغبون أن تكون لديهم صور جميلة لأنفسهم". وهنا المفاد ان انتشار هكذا ظاهرة في العالم العربي اخذ بشكل عشوائي يومي والحاجة الملحة الى مواكبة الحركة العالمية ما يسمى (الموضة) لعل الهاجس العربي التقليدي يذهب دائما وراء تجريب الاشياء المراد منها الترويض النفسي والمشاطرة نفسياً بالالتقاط الصور بما معنى انا قد التقاط سيلفي اجمل منك وهنا تبدا البحث عن صورة اخر يجرب بها انها لم تأخذ سيلفي من قبل مكان ما توظف الصورة الذاتية للشخص اصبحت صور مع الاشياء بشغل غرائبي عبثي وهذا ان دل على شيء فانه يدل على الاستخدام وعدم الوعي بالظاهرة بشكل الذي يعطي للحالة واقع فقد اصبح مرضاً واضطراباً يومياً جزء من حالة وسلوكي يومي يمارس اذن نستطيع في خلاصة القول ان نذهب علينا النظر ان كان الإدمان يخرج من سيطرة الانسان العربي يؤدي الى الانطواء  كحالة مرضية مثلما هو الحال بالنسبة لأمراض الإدمان الأخرى، فإن وجود هاجس يومي للمستخدم السيلفي من نوع ما لا يمكنه لوحده أن يكون سببا للإدمان، بل هناك دائما عوامل أخرى تلعب دورا في ذلك. وفي حالة الإدمان على السيلفي فإنه يصيب في العادة الناس الذين يعانون  الوقوع في ممارسة التي تصل الى حد عدم التخلص منها وتصبح جزء من سلوك فردي فعلينا ان نحدد ماهو سر الادمان  لالتقاط الصور الذاتية للنفس؟ وما هو الدور الذي يتعزز ايجابياً لنا اثناء اخذ السيلفي؟ تساؤلات كبيرة تفتح لنا المجال لنرى الاشياء بجمالية مثالية تبتعد عن الوقوع بالاضطراب السلوكي والإدمان على ظاهرة سوقت لنا عالمياً وتأثرنا بها وأصبحت سلوكي يمارس باستمرار لغرض اعطاء صورة ايجابية للنفس انا جميل انا ايجابي انا استحق الحياة بصورة ذاتية لي ومن حولي وتحت عنوان انا سيلفي انا اجتماعي. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قصي شفيق
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/05/11



كتابة تعليق لموضوع : ظاهرة "السيلفي" اضطراباً نفسياً يغزو مواقع التواصل الاجتماعي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net