صفحة الكاتب : عبد الزهره الطالقاني

((عين الزمان)) جرح العراق النازف
عبد الزهره الطالقاني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
مازال جرح العراق النازف يتدفق دما ويلون خارطته باللون الأحمر ، هذه الدماء التي نزفت في شماله ووسطه وجنوبه ، امتزجت مع بعضها ولايمكن لاحد ان يفرق بينها .
(2538) عراقيا سقطوا بين شهيد وجريح في شهر نيسان الماضي وحده ، هذه الأرقام لم تعلنها الحكومة العراقية أو اللجان المتخصصة في البرلمان العراقي بل هي إحصائية الأمم المتحدة ، التقرير الخاص بالعراق أشار الى ان هناك (812) شهيدا خلال شهر نيسان ، و(1726) جريحا ، جروح بعضهم خطيرة من غير أولئك الذين تسببت لهم اعاقات.
هذه التضحيات نتيجة أعمال إرهابية بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة واحزمة ملغومة .. وبعض الشهداء والجرحى سقطوا نتيجة المعارك مع داعش . هؤلاء الضحايا جلهم في بغداد فقد بلغ عدد الشهداء الذين سقطوا في بغداد بين شهيد وجريح (1165) وهذا يعني نصف العدد الكلي من الضحايا ، فقد استشهد (319) شخصا و جرح (846) آخرين .. وبقية الضحايا من محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين ونينوى ، مايشير الى ان العمليات الإرهابية تستهدف المدنيين . فقد بلغ عدد الشهداء المدنيين (536) شهيدا ، وعدد الجرحى (1456) جريحا ، بينما سقط (30) شهيدا من أفراد القوات الأمنية ، و (58) جريحا ، ونظرة تحليلية اولية للارقام المذكورة ، نجد ان جُل الضحايا من المدنيين ، فهم مستهدفون في كل مكان ، مايدل على خسة داعش والجهات الداعمة  لها ، سواء في الداخل ام الخارج.
في كل شهر يصدر تقرير الأمم المتحدة ليعلن عن مزيد من الشهداء والاف من الجرحى ، حتى ان ضحايا الأشهر الثلاثة الماضية التي سبقت نيسان بلع (10,181) شهيدا وجريحا.
جرح العراق كبير ، والدماء تسيل من ابنائه انهارا ، فمنذ سبعينيات القرن الماضي والجرح يتسع شيئا فشيئا ، حتى جاءت الثمانينيات ليتسع جرح العراقيين اكثر ، حيث سقط اكثر من مليون ونصف المليون شهيد نتيجة حرب ظالمة استمرت ثماني سنوات ، وجُرح وتعوق وتيتم وترمل ملايين العراقيين والعراقيات . ولم يكتف طاغية العراق بما سال من دماء ، بل انه استمر في غيه حتى غزا الكويت عام 1990 ، ليسلط على العراقيين سلاح الدول الكبرى في اطار تحالف دولي شارك فيه الاشقاء البغاة ، ليمطروا العراقيين بمزيد من الموت والدمار ، فعاد سيل الدم يتدفق انهارا ، وانهارالبناء الذي شيده العراقيون بعرقهم  واموالهم ، وهكذا وسوى الموت الذي حل بالعراقيين بالمجان فان الطاغية ، ووبدعم من زمرة البعث المجرم ، استخدم كل خبثه وجبروته في قتل المزيد من العراقيين ، وزج الالاف منهم في السجون ،  وأصدر القرارات الارتجالية باعدامهم من محاكم صورية تفتقر الى ابسط شروط العدالة التي يجب توفرها في المؤسسات القضائية. 
تقرير الأمم المتحدة أشار الى ان عدد الذين سقطوا خلال عام 2014 وحده بلغ اكثر من ( 26 ) ألف شهيد وجريح فكيف بالاعوام الـ( 11 ) التي سبقت هذا التأريخ ..
هل هناك شعب في هذا العالم فقد من أبنائه هذا العدد من الضحايا ؟ 
وهل ان هناك دماءً سالت كدماء العراقيين ؟ .. 
وهل ان جرحا استمر ينزف اكثر من خمسين عاما كجرحهم ؟.. 
الحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه ، ونساله جل وعلا ان يزيل عنا هذا الغم ، وهذا الهم ، فقد نفد صبرنا وما عاد لنا على الصبر قدرة .. فقدنا اعز ابنائنا ومازلنا نفقد المزيد ، فقدنا امننا واستقرارنا وتساوى لدينا ان نعيش او لا نعيش ، الموت يحيط بنا ومازالت دسائس الاشقاء تزيد جرحنا ألما ونزفا ، ومازالت قلوبنا يعتصرها الالم على ما فقدنا ، وما سنفقد في الأيام القادمة ، فالموت مازال مستوطنا ارضنا وبلادنا ، ولم يغادرنا وهو يفتك بنا وكأنه صار جزءا من يومنا وحياتنا يطوق اعناقنا فهل من خلاص؟ 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الزهره الطالقاني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/07



كتابة تعليق لموضوع : ((عين الزمان)) جرح العراق النازف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net