صفحة الكاتب : بشرى الهلالي

يا طبيبي.. (صواب دلّالي كلِف)
بشرى الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ اسبوع وانا اعاني آلاما في الحنجرة، وبعد ان تفاقم الورم أسفل اذني، قررت زيارة طبيبي المتخصص بامراض الاذن والانف والحنجرة. وهذه ليست المرة الاولى، فقد سبق ان عالجني هذا الطبيب من ازمة صحية قبل سنتين، فهو دقيق في تشخيصه، مبالغ في اهتمامه بالمريض، شحيح في مايصفه من علاج، أي انه لا يسلك مسلك بعض الاطباء في كتابة (جريدة) من الادوية للمريض، بل يكتفي بوصف ابسط انواع الدواء، ومتابعة حالة المريض الصحية، وهذا أمر افضله أنا أيضا، ولكن (ليس دائما). وكعادته، طمأنني بأن الامر بسيط ووصف لي (كبسولات) متغاضياً عن توسلاتي بأن يصف لي (كم أبرة)، بعد ان أعياني الألم وأقعدني عن ممارسة عملي وحياتي. لكن طبيبي، الذي يفضل الطبخ على نار هادئة، لا تقلقه معاناة المريض أو ألمه، بل يصر على تطبيق نظريته بالعلاج البطئ، الذي تتضح فعاليته بعد حين. ولا أنكر فضله في شفائي من المرض سابقاً في رحلة علاج استمرت شهراً ونصف شهر تقريبا، كنت أراجعه فيها اسبوعيا ليقوم بتغيير الدواء وزيادة فعاليته تدريجياً، مما جعلني اشعر بأني (فأر) تجارب لهذا الطبيب المتميز.
عندما ثار الشعب المصري على حكم الاخوان، وخرج بالملايين لمؤازرة السيسي، كتبت مقالا، قلت فيه اننا نحتاج الى كم (سي سي) لينهض شعبنا، أي الى حقنة تشفيه وتوقظه من غيبوبته، فطالما آمنت بأن شعبنا ليس جبانا او مهزوما بل (عليلا)، كونه تعرض الى شتى انواع الفايروسات والالتهابات التي قلما تعرض لها شعب آخر، والتي خلفت في جسده جراحاً لن تندمل بسهولة. فعملية القتل البطئ لارادة الشعب وهويته وانسانيته، استمرت عشرات السنين على ايدي انظمة الحكم السابقة و اللاحقة، وربما لهذا السبب، لم تصبح التظاهرات مليونية بعد، لأن فايروس الخوف مازال يعتاش على بعض الخلايا، فيتوكأ البعض على حائط (السلامة) بانتظار النتائج التي أيقن هذا البعض انه لن يكون جزءاً منها بكل الاحوال.
اذن فحالة هذا الشعب (العليل) مستعصية وخطيرة وتحتاج الى طبيب مغامر، وليس كطبيبي، أي لايكتفي بالفحص والتحليل والتشخيص والعلاج (خطوة خطوة) تجنباً للمضاعفات الجانبية.
يقال (الم ساعة ولا عذاب عمر)، فما الذي يمكن ان يحدث بعد؟ وهل سيصل الوضع الى أسوأ من دولة بخزائن فارغة، واراض محتلة، وجيش يقاتل (على حب الله)، واقتصاد مجهول المصير في ظل تردي اسعار النفط في دولة لاتملك غير النفط؟
صرحت احدى النائبات ب(تشفي) على احدى القنوات التلفزيونية (ان اصلاحات العبادي هي فيسبوكية فقط، ولم يتم تطبيق أي منها فعلياً حتى الآن). وبعيدا عن مشاعر الاحباط، فقد مر شهر، والسيد العبادي يعالج الشعب ب (جرعات) مخففة وفي علاج طويل الامد، في حين يخرج الشعب كل جمعة ليصرخ (ياطبيبي .. صواب دلالي كلف) لاتنفع معه المهدئات، ولن يدرك هذا (الصواب) من يعيش بسلام في احضان حزبه، في منطقته الخضراء، ومجلس وزرائه بينما يتقلب الشعب على الجمر ليلاً و نهاراً، بانتظار حقنة فعالة تعيد اليه عافيته التي سلبتها فايروسات المنطقة الخضراء

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بشرى الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/09/03



كتابة تعليق لموضوع : يا طبيبي.. (صواب دلّالي كلِف)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net