إلى كافة المثقفين والكتاب العرب ....مع التحية
عامر هادي العيساوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
على مر التاريخ تصدى الكثير من علماء الدين والتاريخ والاجتماع وفي جميع أنحاء العالم لتفسير حركة التاريخ والمحركات التي تدير عملية تطور المجتمعات فكانت النتيجة عدد من النظريات التي اتفقت جميعا على أن الصراع هو الذي يحرك التاريخ ولكنها اختلفت في تحديد شكل ذلك الصراع فبعضها زعم بأنه صراع عقائدي بين الخير والشر وبين الحق والباطل وبعضها زعم بأنه صراع طبقي بين البرجوازية المستغلة (بكسر الغين ) من جهة والبروليتاريا المستغلة (بفتح الغين ) من جهة أخرى وان ذلك الصراع سينتهي بإقامة (دكتاتورية البروليتاريا ) التي ستفضي في آخر المطاف عبر التطور السلمي إلى إقامة المجتمع( الشيوعي) الذي سيشمل العالم بأسره وهذه كما هو معلوم فلسفة الماركسيين ...لقد أثبتت الوقائع التاريخية في العالم بطلان تلك النظريات وأكاد اجزم بان ذلك الصراع منذ فجر التاريخ يدور بين فئتين موجودتين دائما في أي شعب من الشعوب وكلتاهما شريرتان ومستبدتان ووحشيتان أحداهما تمسك بزمام السلطة والأخرى (تجاهد ) من اجل إسقاط الأولى وهي عادة أكثر شرا ووحشية وخبرة في الاستبداد والظلم من أختها الحاكمة لأنها عندما تصل إلى السلطة ستعمل أضعاف ما فهلت غريمتها لأنها ستمارس نزعة الانتقام من (أزلام النظام المباد ) بالإضافة الى نزعة الظلم المتأصلة في نفوس البشر ...
وأما الشعوب فهي دائما ترزح تحت هاتين الفئتين في وضع خانع ومستكين ومستسلم لنزواتهما بقدرية عجيبة وتمدهما (بالمجاهدين والشهداء والجرحى والمفقودين ) كلما احتاجت ديمومة الصراع الى المزيد من الدماء ,,
وحين وجد طغاة الغرب ان شعوبهم بعد تطور الوعي لديها لم تعد تستجيب للعنف في حسم صراعاتهم على السلطة ابتكروا وسيلة خبيثة يسمونها في ادبياتهم بال(الديمقراطية ) وبذلك صارت صناديق الاقتراع وسيلة لاختيار (الديكتاتور ) الذي سيمارس الاستبداد الناعم داخل البلاد وفي نفس الوقت يمارس أقصى درجات الوحشية والهمجية خارج الحدود للاستحواذ على المجالات الحيوية التي ستخصص للنهب والسلب والقتل ونشر الدمار في بلدان الشرق النائمة ...
وقد يتصدى لي احد فيقول ...واين تضع الأنبياء والأوصياء والرسل والمصلحين من هذا الغبار الذي أثرته في التاريخ ؟؟؟ وهنا أقول ؛
ان الأنبياء والمصلحين الذين نجحوا في إنشاء دول العدل والمساواة في زمن معين انحرفت دولهم وعقائدهم ومعتقداتهم بعد رحيلهم مباشرة فقد تسلمها الناس من بعدهم واشغلوا فيها معاولهم حتى أصبحت تتلائم مع مصالحهم ونفوسهم المجبولة على الطمع والظلم ,,,وهذا ما يفسر ظهور عشرات الفرق والمذاهب والمدارس في الإسلام بعد فترة قصيرة من وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام رغم ان الله واحد والإسلام واحد والقران واحد كما هو معلوم ....وبمرور الزمن ظهرت نسخ دولية للإسلام كالنسخة الصهيونية (الوهابية ) والنسخة التركية والنسخة الإيرانية والنسخة العربية ....الخ أما النسخة الأصلية المحمدية فقد ركنت تماما واصبحت غير قابلة للتطبيق بسبب ذهاب المجتمعات الإسلامية بعيدا في الانحراف والفساد,,,
ولعل من اكثر مصاديق (تغالب الشر ) وتفوق الحاكم اللاحق على الحاكم السابق في درجة الظلم والقسوة ما حصل للعراق الجريح خلال قرن من الزمان ...إن العراقيين يحنون الى الماضي ويزدرون الحاضر ويخافون المستقبل .....
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
عامر هادي العيساوي

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat