صفحة الكاتب : د . طالب الصراف

هل المذاهب الاسلامية مجوسية؟ كما يقول مفتي السعودية !
د . طالب الصراف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يقول عبد العزيز ال الشيخ مفتي السعودية “يجب ان نفهم ان هؤلاء (الايرانيون ) ليسوا مسلمين، فهم ابناء المجوس وعداؤهم مع المسلمين امر قديم وتحديدا مع اهل السنة والجماعة”. فاذا صح هذا القول فان المذاهب السنية الاربعة اصبحت مطعونة بمصادر تشريعاتها الاسلامية التي هي؛ القرآن وتفاسيره، والسنة النبوية، والاجماع والقياس، فان الاغلبية المطلقة من علماء السنة غير عرب امثال الطبري من محافظة طبرستان من شمال ايران وهو صاحب اشهر كتابين في التآريخ وتفسير القرآن الكريم وفقيه ايضا ولقب بامام المفسرين ٢٢٤ - ٣١٠هجرية  ،وابو حنيفه صاحب القياس واحمد بن حنبل الذي كان ابوه وجده يعملان في (مرو) في بلاد فارس، وكذلك الرازي والزمخشري وابو احمد العسكري والحاكم والبغوي واصحاب الصحاح السته دون استثناء واحد منهم كالبخاري ومسلم النيسابوري وابن داود وابن ماجة و النسائي والترميذي، وقد ولد اصحاب الصحاح الستة في وسط ايران او شمالها ولا يوجد بينهم عربي فكلهم من الناطقين بالفارسية التي اشتقت منها اللغات الآرية الاوربية وليست السامية.واما الشعراء الفرس امثال ابي نؤاس وبشار بن برد وعلماء النحو العربي كسيبويه وابن درستويه والمبرد، وابو حامد الغزالي الفيلسوف والفقيه صاحب كتاب احياء علوم الدين واحد زعماء المدرسة الاشعرية التي اعتمدها مؤتمر (غروزني) الاخير لاهل السنة والجماعة، وتوجد قائمة طويلة تضم علماء الاسلام (السنة)من اصول ايرانية - مجوسية كما يقول مفتي السعودية - في جميع الاختصاصات، وقد كانوا على المذاهب السنية منذ فجر الاسلام، وقد قننوا تلك المذاهب والتشريعات الاسلامية في كتب مطولة حتى اصبح يقال “ ان علماء السنة الاوائل من الفرس وعلماء الشيعة من العرب بزعامة ال بيت النبي محمد (ص) عليهم اجمعين”.وان استثنينا احد هؤلاء العلماء من تهمة مفتي الوهابية فلابد ان يكون ذالك العالم المسلم من علماء بغداد او الكوفة او البصرة اي من ابناء العراق الجار الشقيق الى ايران حيث اختلطت الانساب كما ذكرنا عن احمد بن حنبل حتى مجيئ الدولة الفاطمية في مصر التي ازدهر فيها العلم واتهمت هي الاخرى بالمجوسية، واليقين الذي لا يقبل الشك ان الدولة الفاطمية هي التي شيدت اكبر مركز للدراسات الاسلامي واكثرها شهرة في مصر، اذ شيد الفاطميون جامعتها منارة العلم في القاهرة التي سميت بجامعة (الزهراء) تيمنا بفاطمة الزهراء عليها السلام والتي يطلق عليها اليوم اسم جامعة (الازهر)،وقد توقفت الدراسات فيها بعد الحرب التي شنها القائد (الكردي) وليس (العربي) صلاح الدين الايوبي على الشيعة كما تفعل اليوم الوهابية الصهيونية في حربها على كافة الطوائف الاسلامية بتوجيه من مؤسسات الصهيونية العالمية ودول الاستعمار لنشر الجهل وقتل العلم والمعرفة. اما الشيعة فقد فضلوا ان تكون مصادر التشريع الاسلامي عندهم هي القرآن كما عند اخوانهم السنة ويفضلون اخذ الاحاديث من ال بيت النبي محمد (ص) حيث يعتبرونهم أئمة معصومين وليس من الذين يطلق عليهم وعاظ السلاطين كعبد العزيز ال الشيخ “بالفرس المجوسيين” نعم انهم ايرانيون ولكنهم جهابذة وفطاحل الفكر والفقه السني . ومن هنا فعلى امام الوهابية ان يفتح عينيه جيدا ليقرأ التأريخ الصحيح وليس المزور، الا ان الله اغشى واعمى قلبه ومن معه في الدنيا والاخرة كما قال في كتابه العزيز:”وجعلنا من بين ايدهم سدا ومن خلفهم سدا فاغشيناهم فهم لا يبصرون”.  

اما فرقة الوهابية المنشقة عن الاسلام والتي رفضها مؤتمر (غروزني) فهي مؤسسة استعمارية صهيونية اصبحت واضحة في عصر التواصل الاجتماعي وسهولة الاتصالات والحصول على المعلومات بسهولة عنها، اذ لا تسطيع اي مؤسسة استخبارية دكتاتورية حجبها عن معرفة الشعوب لها وعن نشاطاتها، فالذي يريد معرفة تأسيس دولة العائلة السعودية اثناء الاحتلال البريطاني للمنطقة فعليه بمراجعة فترة الجنرال كوكس حين كان مسئولا لشؤون المستعمرات البريطانية في الجزيرة العربية والعراق، وكيف كان امير ال سعود عبد العزيز خادما لبيرسي كوكس وجون فيليبي، وتنفيذ وتلبية ال سعود لكل ما تريده الصهيونية والدول الاستعمارية لانشاء الكيان الصهيوني والحفاظ على امنه والقضاء على الثوار الفلسطينيين. وقبل هذا كيف قام المستشرقون بتأسيس الفرقة الوهابية وتبني محمد بن عبد الوهاب ثم كيف تم التزاوج بين حكم ال سعود ومشروع الفرقة الوهابية وتقاسم الادوار في ادارة حكم الجزيرة العربية حيث انفرد ال سعود بالسلطة التنفيذية وال الشيخ بالبدع الدينية اللا اسلامية.ومن هنا يمكن القول :لقد تأسست الفرقة الوهابية كايديولوجية لتشويه معالم الدين الاسلامي وتسهيل بناء الكيان الصهيوني والدفاع عنه وحمايته، وهذا ما  نشاهده اليوم من تعاون واضح وصريح بين الكيان الصهيوني وال سعود. 

ان ما قاله مفتي ال سعود الوهابي باتهام الشعب الايراني وعلماءه بالمجوسية يتطلب من الشعوب الاسلامية وقياداتهم الدينية من زعماء للتشريع والفتوى ان يلقنوا الوهابية درسا اشد واقوى من مقررات مؤتمر (غروزني) الذي استبعد الوهابية ولم يجعل لها موطأ قدم في المؤتمر المذكور. ويمكن لاهل السنة والجماعة المطالبة بوضع الكعبة الشريفة وقبر النبي محمد (ص) برعاية دول اسلامية وقلع هذه الشجرة الملعونة المتمثلة بالعائلة السعودية التي ترقى جذورها الى دولة بني صهيون، فالوهابية هي الفتنة التي قال الله عنها “وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين لله..البقرة ١٩٣. “ ومن هنا جاء مؤتمر غروزني ليكون طلقة الرحمة في قلب الوهابية لانهاء شرعنت حكم العائلة السعودية وهيمنتها على اغلب الحكومات والشعوب الاسلامية التي كانت تدين سابقا للازهر الشريف. ومنذ هذا المؤتمر اصبحت الحكومة السعودية والفرقة الوهابية في عزلة تامة عن المذاهب الاسلامية السنية الاصيلة، وانهاء هيمنة الوهابية على أهل السنة والجماعة، وقد سبب هذا المؤتمر حدوث ردود فعل متشنجة للوهابية السعودية نتيجة لهذا الاحباط الذي اصاب العائلة السعودية الوهابية التي كفرت كل المسلمين واتهمتهم بالشرك بسبب زيارتهم لقبر النبي محمد (ص) والتبريك بالحجر الاسود في الكعبة.

 ان سبب اتهام المسلمين بالشرك والكفر هو وسيلة الفرقة الوهابية الصهيونية التي تدافع بها عن نفسها، لان ال سعود الوهابيين انفسهم يشجعون على الشرك والكفر لتحالفهم مع الكفرة والمشركين كما شاهدنا بالعين المجردة على شاشات التلفزة لقاءات ال سعود مع رئيس وزراء الصهيونية نتنياهو، وكذلك مع اعضاء المخابرات العالمية التي سخرت السعودية الوهابية لسفك دماء المسلمين في كافة الاقطار العربية والاسلامية بل حتى في الاقطار الاخرى باستخدام وتوظيف البترودولار لهذه المهمة، الا ان اعمالهم الاجرامية الارهابية هذه التي انفقوا عليها المليارات من الدولارات قد اخفقت واحبطت لانهم هم المثل الاعلى في الارهاب والشرك والكفر والاجرام، فكانوا الوهابيون من الخاسرين رغم كل المليارات من الدولارات التي انفقوها على بعض الحكومات وعلى من يدعون بانهم رجال دين سلفين، كل ذلك من اجل ان تكون الفرقة الوهابية هي وحدها التي تمثل اهل السنة والجماعة دون منازع. ومن ثم قامت الوهابية بتحريف الاسلام الحقيقي وشريعته السمحاء بشكل لا يتحمله علماء الاسلام ومدارسهم الفكرية. وكان هذا التحريف للشريعة الاسلامية في الفكر الوهابي هو الذي جلب الويلات للعالم الاسلام سواء في نشر الفتن او ما نراه من سفك دماء ودمار شامل للبلاد الاسلامية الذي تقف خلفه الوهابية المتصهينة. 

ان استخدام دولارات النفط السعودية كمعلف تجتر منها الحيوانات المرتزقة جعل الحكومات الامريكية المتعاقبة تأكل من معلف البترودولار السعودي لتكون طبقة بيروقراطية في امريكا والدول الاخرى لخدمة حكومة ال سعود الوهابية كما جاء في مقالة الكاتب RYAN MAURO  في 18-07-2016،وقد ذكرت مقالته بان رؤساء الحكومة الامريكية واعضاء من الكونكرس الامريكي واعضاء من منظمة ال سي اي آي واعضاء من البيت الابيض يتقاضون رواتب ودفوعات من حكومة ال سعود من اجل دعم هذه العائلة الفاسدة لتستمر في حكم الجزيرة العربية ولو الى فترة قصيرة ويؤكد هذه الاطروحة ما ذكره مرشح الجمهوريين دونالد ترامب بان السعودية بقرة حلوب وعليها ان تدفع لنا ثمن الحفاظ على امنها، وهنا لابد من الاشارة بان شعوب تلك الدول بل الشعوب الحرة بشكل عام اصبحت تقف بخلاف حكوماتها ولا يمكن استمرار حكم ال سعود الذي اصبح مصدر الارهاب العالمي الى فترة طويلة، حيث اصبح مرفوضا من عموم شعوب العالم بما فيه من العربية والاسلامية وزعاماتها الدينية كما حدث في مؤتمر غروزني الذي رفض الوهابية وزعامة ال سعود للعالم الاسلامي. “وقل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا”.

لندن30-09-2016


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . طالب الصراف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/09/30



كتابة تعليق لموضوع : هل المذاهب الاسلامية مجوسية؟ كما يقول مفتي السعودية !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net