صفحة الكاتب : امل الياسري

كتلوا ربعة وهو يتحزم!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 يحكى قديماً أن خصومة قد إشتدت بين فريقين، وذات يوم هجم الفريق الأول على الثاني وبشراسة، فسرعان ما هب رجال الفريق الثاني، لرد العدو الغاشم بكل ما أوتوا، من قوة وشجاعة ووحدة، ولم يتخلف عنهم إلا رجل واحد، وكان جباناً فأخذ يفتعل التأخير عنهم بحجة إرتداء ملابسه، وكانت زوجته تحثه على اللحاق بجماعته بسرعة، إلا أنه لم يهتم لقولها وكلما نادوا عليه يجيبهم: آني أتحزم!
موهبة القتل الجماعي، أبدع فيها إرهابيو القرن الحادي والعشرين، وهم في حقيقتهم يقتلون عقول أولادنا، ويغسلونها عندما يفسحون المجال، لكل مَنْ هبَّ ودبَّ للتجاوز والإعتداء على المعلم، فبالأمس حصلت في البصرة، واليوم في ذي قار، وغداً في محافظة أخرى، والنتيجة أن الوزير الشاب الوسيم، ما زال يشد الحزام لينطلق في عمله، وكأنه ذاهب في رحلة عمل الى عنوان مفقود، فمساوئ التعليم باتت أكثر من قبل!
أشارت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، بخطبة الجمعة الموافق 7/ ربيع الثاني 1438 للهجرة، المصادف 6/كانون الثاني 2017 للميلاد، أن عملية التعليم تحتاج منا الى جهود كبيرة، ويقع على عاتق الدولة تذليل هذه الجهود، وتفعيلها على أرض الواقع، فما يتعرض له المعلمون اليوم، لايحتاج لشد الحزام وإرتداء الملابس، بل نحتاج لهجوم معاكس، ضد أجندات تقف بالضد من عملية بناء الأجيال، فنعم للبناء لا للهدم.
يجب أن يصار لتشكيل حشد تعليمي وتربوي، يقع على عاتقه درء المخاطر عن المعلم، والحفاظ على حياته، كذلك يصار لتفعيل قانون حماية المعلم، وإقراره بسرعة، لما يتضمنه من عقوبات رادعة وحازمة، مع الإشارة لضرورة قيام أجهزة الدولة الرسمية، بما تكلف به ومحاسبة المخالفين، فذلك يعيد هيبة الدولة، والمدير، والمعلم معاً، فكلنا يتذكر معلم العقد السبعيني والثمانيني من القرن الماضي، إنه شخصية فريدة ومتميزة في كل شيء. 
يقوم بعض أولياء أمور التلاميذ حالياً، بسلسلة من التجاوزات والإعتداءات، والمشكلة أن مَنْ يقوم بها تجاه المعلمين، هم في الأصل موظفون بدوائر حكومية أخرى، وكأنهم يرتكبون حماقات صبيانية فاتتهم أيام طفولتهم، ولكن بطريقة الهروب الشرعي والقانوني لحضارة الدم، فتراه يزمجر بحرمة ضرب التلميذ، وممنوع العقاب منعاً باتاً، والضحية الآن المعلم، فالقوانين تطبق عليه بأصابع من حرير، فيعاقب، أو يوبخ، أو ينقل، والتلميذ هو المنتصر !
إن ما يحدث في العملية التربوية، من تجاوزات بحق المعلم الفاضل، الذي يكدح صباحاً ومساء لتعليم الأجيال معنى الكرامة، أمر مثير للإستهجان والإستنكار، فإننا اليوم نراه يفقد كرامته بل ومحتمل حياته، لذا وجب على الوزير المحترم، إتخاذ جميع التدابير اللازمة، للحفاظ على هيبة المعلم ومهنته الشريفة، وإلا فأن الأمور ستخرج عن السيطر،ة وسيقوم الفريق الأول بالهجوم مجدداً، لأن رجال الفريق الوزاري الثاني، منشغلون بربط أحزمتهم!  

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/01/23



كتابة تعليق لموضوع : كتلوا ربعة وهو يتحزم!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net