صفحة الكاتب : عمار جبار الكعبي

خريطة العمل الوطنية في خطاب المرجعية ثانياً : المواطنة أساس الانتماء للوطن
عمار جبار الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ان الانتماء لبقعة جغرافية هو الأساس الذي بنيت عليه الاوطان ، والاوطان كانت ولاتزال تحتضن بين ثناياها مواطنين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم وميولهم وعقائدهم ، ورغم كل الاختلافات والخلافات الا انهم اشتركوا في الانتماء للوطن ، ومادام كلهم ولدوا ووجدوا في هذا الوطن فليس من الممكن ابعاد احد او افناءه ، كما كان يفعل المتجبرون والمتسلطون كصدام وأشباهه بحجة التبعية والانتماء للخارج وما الى ذلك من حجج واهية ، غايتها اخفاء طائفيته وساديته وعقده تجاه المختلفين عنه في الاعتقاد .

المساواة أمام القانون هو الضامن الأول لبناء دولة القانون وليس دولة المكونات القائمة على أسس المحسوبية والمنسوبية في فلسفة العلاقة التعاقدية بين المواطن والسلطة ، اذ بنيت السلطة بعد ٢٠٠٣ على أسس المكونات وليس أسس المساواة وان كانت القوانين من حيث المبدأ كانت تنص على الأخير الا ان التطبيق كان طائفياً عنصريا في توزيع المناصب والمواقع سواء السيادية منها أو الخدمية .

النظام البرلماني قائم على أساس التمثيل الوطني وليس المناطقي ، بمعنى أن النائب وان قدم من محافظة أو منطقة محددة اهلته باصواتها للوصول إلى قبة مجلس النواب الا ان عمله يتطلب أن لا يكون بهذا الضيق ومحدودية الرؤية لان المناطقية اذا ما سيطرت على عقول المتصدين فانها ستنتج تناقضات تولد صراعات كبيرة وخطيرة لان التحركات والمواقف ستنظر إلى الأمور بعين الربح والخسارة وستكون لعبة صفرية بين المحافظات والمناطق كما يحصل لدينا منذ سنين ، للانصاف مشكلة التقوقع الطائفي والمناطقي غير محصورة بالساسة والممثلين وإنما تم تعميقها داخل المجتمع بفعل الاعلام الطائفي فأصبح النائب أو السياسي متهماً اذا ما شوهد بجلسة أو لقاء مع نواب من طائفة أو مكون آخر بسبب التخوين والتهويل الإعلامي وهذا يجعل من الممثلين يزيدون من تعميق التخندق الطائفي خوفاً من جماهيرهم .

ولهذا أكدت المرجعية في خطبتها الاخيرة يوم ١٤/ تموز على ان يعمل من هم في مواقع السلطة والحكم وفق مبدا ان جميع المواطنين من مختلف المكونات القومية والدينية والمذهبية متساوون في الحقوق والواجبات ولا ميزة لاحد على اخر الا بما يقرره القانون. ان تطبيق هذا المبدا بصرامة تامة كفيل بحل كثير من المشاكل واستعادة الثقة المفقودة لدى البعض بالحكومة ومؤسساتها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عمار جبار الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/07/16



كتابة تعليق لموضوع : خريطة العمل الوطنية في خطاب المرجعية ثانياً : المواطنة أساس الانتماء للوطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net