صفحة الكاتب : حازم الشهابي

عندما يكون الصقر ذبابة
حازم الشهابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في احدى المفارقات والمواقف, التي مرت علينا في سنيين ما بعد التغيير والديمقراطية المنشودة ,سأروي عليكم يا سادتي الكرام قصة من واقعنا اليومي, الذي أصبح الامرفيه لا يستهان , في بلاد تكالبت  عليه كل الاوطان وتنفست هواءه كل رئات الزمان.

ماهي من نسج مخيلتي ,ولا هي من بنات افكاري, يشهد بذالك الرحمن .

داء استشرا في البلاد فاخذ ينمو وينمو ويزداد ,عجز عنه الكثير وربما  جهلوه او تجاهلوه ,وقد استخفه  به العباد . كتب عنه الكثير وخطت به الاقلام اروع الكلام في العلن والابهام .

لا اطيل عليكم في سرد احجيتي حتى لا ياخذنا الحديث بعيدا إلى دهاليز الرتابة واروقتها الضيقة .

ساقتفي اثر الكلمات, واغور في جوف المفردات, عسى إن يسعفني قلمي وحافظتي وذاكرتي الممتلئة بركام السنين وهموم الايام من تخطي عثرات النسيان والافصاح والتبيان ..

انه الفساد ,الذي عصف في البلاد فاغرق العباد وسكب دلوه أمام الاشهاد وفعل فعلتَ ثمود وعاد , مرغمين تارةٍ واخرى اليه راغبين, وبعضا اليه في التأويل مبادرين وللتبريرحاضرين.

 في محض صدفة

وانا استقل احدى سيارت النقل العام وكما هي العادة في كل يوم, وانا جالس  في الكرسي الامامي ,والتي هي اشبه بعربة من عصور ما قبل التاريخ ,في رحلة إلى المجهول منطلقين ,إلى عملنا اليومي الذي اعتدنا عليه وسط الزحام الخانق , الذي بات  كواحدة من يومياتنا وهمومنا, لتضيف الينا عبء أخر وثقل جديد ,وما بين الترقب والقلقل والخوف الذي يرتسم على وجوه الركاب يوميا ,فربما ستعصف بنا احدى المفخخات التي أصبح دويها يملى اسماعنا ,او ربما قد يكون من بين ركاب حافلتنا المهترئة, احد المشتاقين إلى الجنة كما يعتقدون هم _الاتحاريين_  .ومابين هذه وتلك ,ونحن منتظرين , إن تمتلئ الحافلة بركابها ,التي اعتدنا على الاغلب التعرف على وجهوههم .مر بجنبي, عندما كنت جالس بقرب النافذة, شرطي شاب بقيافته الرسمية الجميلة المبهرة ,وهو يحمل بيده بطاقة سيارة _ سنويه_ وقد مررها إلى مجموعة من السائقين الذين كانوا يقفون متجمعين بجنب جدار الكراج للاحتماء من اشعة الشمس, طالبا منهم التعرف على اسم صاحب هذه الهوية .

فخاطبهم قالاً .

_اني سوف اترك هذه النقطة وانتقل إلى مكان أخر , وقد سحبت هويه احد السواق بسبب مخالفته  في هذا الكراج منذ ثلاث ايام , ثم لم يعد صاحب هذه الهوية ليسأل عنها .

فعرض الشرطي الهوية  , التي كانت بجعبتة للسائق المسكين على السواق الذين تجمهروا من حوله  ,فمررها احدهم للاخر,  املا ً التعرف على صاحبها , فبعضا منهم تعرف عليه لكن بشكل غير دقيق , والاخر تعرف عليه من خلال الصورة التي في الهوية,  لكنه اشتبه بالاسم .فقال للذي تعرفوا عليه بشكل تقريبي ,مقرتحا عليهم مشروعه الذي جعلني  اقف طويل عنده ,وانا في حيرة  من امري مما رايه وسمعتة ...قال الشرطي _ سوف اعطيكم هذه الهوية وانتم اعطوها لصاحبها بدلا عني, فاني سوف انتقل إلى مكان أخر, وربما لم التقي بصاحبها مرة أخرى .....وهنا استدرك قالاً .... خذوها مني بخمسة الاف دينار! وانتم اعطوها الصاحبها بخمس عشر او عشرين الف, التعم الفائدة ,وعلى الاقل ستذكروني بخير بعد رحيلي !!

هنا تحطمت تالك الصوره التي رسمتها في مخيلتي, لذالك الشرطي من هيبة ,ووسامتة , واناقته, وهو بزيه الرسمي .فاصبح الصقر في نظري حينها اقرب ليكون  ذبابة!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حازم الشهابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/09



كتابة تعليق لموضوع : عندما يكون الصقر ذبابة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net