الوفاء طبع وليس تطبع , وكما قالت الحكماء قديما الطبيعة غلبت التطبع , وطبع الوفاء عامة وخاصة تعتبر صفة جيدة ومحببة لدى الإنسانية , بل كل الشعراء و الأدباء كتبوا لوعتهم من عدم الوفاء وترى النساء تبحث عن الرجل الوفي ولكن الرجال تشدد و لا تقبل بغير الوفاء , وقوة الوفاء من عدمه مسالة نسبية بين شعب وآخر , وحتى إن العرب تضرب المثل بالوفاء العربي قياسا بالشعوب الأخرى , وكل الشعوب قديما وحديثا وفاءها من إنسان إلى إنسان أو إلى الكائنات الحية التي تعيش مع البشر ضمن محيطهم .
وبما إن العراقي بطبعه كما يقول علي الوردي متطرف في كل شيء في حبه و بغضه وحزنه و فرحه , أيضا تطرف في الوفاء , فكان كما قالت جارة من التراث العراقي القديم , عندما كنا نتحدث عن السر الكامن وراء تغيير أرصفة الشوارع كل ستة أشهر فكنا نظن أن الموضوع سره في كربلاء المقدسة فتارة [ قالب إسمنتي و أخرى اشتايكر وأخيرا هذا ما ضننا مقرنص كويتي وهذا شرط في العقد ! ! ! وإذا تفاجئنا بأنها ليست الأخيرة وألحقوها بان هدموا كافة شوارع الأحياء وأرصفتها منذ اربعة أشهر ولحد ألان ] ولكن تبين الموضوع وضمن شمولية الخير والشر للجميع في عراق الفساد الإداري والمالي والحكومي توحد حال أرصفة الشوارع في كل العراق المهم بالموضوع أن الجارة الحكيمة أخبرتنا بالعلة المقنعة ( الوفاء للأرصفة) التي كان السياسيون العراقيون ينامون عليها في الداخل والمهجر .
بعد هذا التشخيص الدقيق لمرض أرصفة الشوارع الذي براءة اختراعه للحكومات المحلية المتتالية في كربلاء المقدسة منحنا لقب دكتورة إلى الحاجة ( أم علي ) . وللعلم أن هذه الحالة العجيبة للتغيير في أرصفة الشوارع انتبه إليها بل احتار بها الوفد الألماني الأخير الذي سألنا مستغربا كلما نزور العراق وكربلاء بالتحديد نرى حملة أعمار في الأرصفة ما هو السر !!!
ألا تستحق الأثيرة (أم علي ) لقب دكتور والتي حلت لغز لم يتمكن الألمان من فك رموزه.
جمال الدين محمد علي
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat