وقفه قصيرة مع بداية كل عام دراسي جديد
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ليس هنالك أسمى وأعظم في الحياة من مهنة التعليم , فهي تشكل مسؤولية كبيرة وشرعية تفوق المسؤولية الوطنية ,ويعتبر المعلم الأول في الوجود هو الرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله الذي هذب وعلم البشر من خلال كتاب سماوي ترك أثراً كبيراً وتفرعت منه علوم متنوعة وانشأت بموجبه مدارس وحوزات استلهمت مضامينها وعلومها من أحرف القرآن الكريم الكتاب التشريعي والفقهي والقصصي فهو المنهج الأول في الوجود البشري , وفي الوقت الذي يستنزف المعلم جهدا وتفانيا في أداء المسؤولية من اجل ترسيخ مفاهيم الدروس التعليمية والعلوم لمختلف الاختصاصات في أذهان الطلبة بالتأكيد يحتاج الى تحمل وقوة أرادة وسعة صدر وأن يتميّز أيضا برصيد من المعلومات ضمن اختصاصه ليبدأ توضيحها وتعليمها خلال فترة الدوام الرسمي , وفي نهاية العام الدراسي بعد أن يؤدي الطلبة الامتحانات يتمتع الجميع بعطلة طويلة, في السنين السابقة كانت تبدأ العطلة من 17 /6 من كل عام حتى 1/10 بداية العام الدراسي الجديد ,وتغيّر الوضع وزحف التاريخ حتى اقتصرت العطلة الصيفية بالنسبة للتدريسيين وهم مابين التكليف بالمراقبة وفحص الدفاتر الامتحانية لتصبح من27 أو 28/7 حسب جدول الامتحانات الوزارية والذي بدأ يقلل من أيام العطلة , ثم بعد ذلك يبدأ الانقطاع بين الطلاب والمدرسين ويتوقف توضيح واستقبال المعلومات وهذا شيء طبيعي في التعليم لاعتبار إن هنالك فترة راحة يتمتع بها الجميع , في هذه السنة بدأ الدوام الرسمي يوم 27 /9/ والذي شهد فيه جموع الطلبة بتوافدهم على المدارس بعد تمتعهم بعطلة كانت فيها ارتفاع لدراجات الحرارة عالية جداً ,مع أن تواجد الإدارة والمدرسين قبل هذا التاريخ لغرض تجهيز الطلبة بالكتب والقرطاسية ,وقد استعد بنفس الوقت معظم المدرسين وباشر الجميع وهم يتطلعون بشوق لممارسة فعالياتهم وأعادة نشاطهم من اجل تهيئة جيل يساهم في عملية البناء والتطور ويكون فيه أشعاع يكشف الحقائق وينقل المعلومات كي يساير عملية التطور كما تحدث في بلدان العالم ,هذا العام وفي بداية السنة الدراسية الجديدة أرى تغيّر شمل بعض المناهج العلمية , ومن وجهة نظري الخاصة كان على وزارة التربية أن تدخل المدرسين ذو الاختصاصات المشمولين بالتغيّر دورات قصيرة قبل بداية الدوام الرسمي ليطلعوا على حجم التغير والإضافة من اجل تزويدهم بالمستجدات التي تطرأ على المناهج كي لايتفاجىء بها المدرس أثناء الدوام وتحاشيا من وقوع الأخطاء والتي يكون دائما فيها الطالب ضحية والتركيز عليها بأسلوب لايتقاطع مع المعلومات التي يمتلكها المدرس كي لاتكون فجوة أو تلكأ في عملية التدريس مع أن هذه الدورات سارية ومعمول بها في كافة دوائر الدولة للاطلاع على المتغيّرات الجديدة , ولا يختلف الأمر عند بعض المدرسين أن يغيّروا من خططهم الدراسية سنويا وان لايدخلوا اليأس إثناء تدريسهم في الصف للطلبة الراسبين والذين لم يحالفهم الحظ لأسباب قد تكون اجتماعية أو تكاسلوا عن المذاكرة والبحث , في الوقت الذي ننظر للجميع نظرة متساوية ونفسح المجال للطلبة الغوص في بحور العلم لأن أصعب الأمور تكون في بدايتها سواءا كان المدرس أو الطالب , وبما أن محور حديثنا هو الطلبة , علينا أن نشجع الجميع ونبعث فيهم روح الأمل ونرسم لهم من خلال إرشاداتنا اليومية المستقبل الزاهر ومكانتهم التي تنتظرهم , بعد أن قطعنا أشواطا كانت الشهادة والبحث العلمي لأتشكل قيمة للآنسان في بلد المتاهات والحروب , وعلى الرغم أن المدرس لم يحصل على حقوقه الكاملة بعد تغيب دام لسنوات عديدة إلا أن في وزير التربية ذك الشاب الطموح وهو يتفقد المدارس شخصيا ويشرف على تجهيز المدارس بالمقاعد الدراسية والمستلزمات دون ملل ويطمح أيضا من خلال تصريحاته الإعلامية الى تطوير المناهج التربوية ورفع قدرات الطلبة ورعاية الموهوبين وتوفير احتياجاتهم وسد النقص الحاصل في جميع مدارس العراق ,كذلك اشرف على وضع معاير جديدة في عملية التعيين وكانت ناجحة جدا للقضاء على ظاهرة الفساد الإداري والمحسوبية والمنسوبية , أتمنى أن يكون هذا العام عاماً زاخراً بالعطاء والتفوق خدمة لبلد وضع أقدامه في جادة الصواب .
sadikganim@yahoo.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat