صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

أحزاب الضغائن والفتن!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الأحزاب العربية ومنذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى اليوم , أحزاب فاشلة مدمرة لذاتها ولموضوعها , ومنطلقة من مرتكزات الضغائن والفتن , ولهذا فهي دمّرت وما عمّرت , وفرّقت وما وحّدت , وأضعفت وما قوّت , وأخّرت وما قدّمت.

فمآسي الواقع العربي جوهره الأحزاب بأواعها ومسمياتها , التي عجزت عن إقامة نظام دستوري يحافظ على سلامتها وسلامة وطنها , وإنما أمعنت في التقاتل والتصارع على كرسي لا تملكه وسلطة ليست بيدها.

والسبب الأساسي فيما جرى لها , أنها أحزاب من صنع الآخرين , وتدين بالتبعية والخنوع لسادتها , فلا يوجد فيها حزب وطني أو عربي أصيل.

ولا تزال الأحزاب المساهمة بالوجيع الدامي , تدين بعقائد التبعية وتنفيذ إرادة الآخرين المتحكمين بمصيرها وحسب , ولهذا فأن المجتمع يعاني الويلات من جراء السلوك الحزبي المتضاغن , والفتن المتأججة لتوفير الفرص الكفيلة بسرقة ثروات البلاد والعباد.

أي أنها أحزاب لا وطنية ولا عربية , لكنها تتظاهر بهما , ومسيراتها تفضح شعاراتها , وما آلت إليه الأمور تؤكد لا وطنيتها , وتجسد منطلقات ومصالح الآخرين أسيادها أجمعين.

فالفرق واضح ما بين الأحزاب العربية برمتها وأحزاب المجتمعات الأخرى التي حققت إنجازات وطنية معاصرة , وأخذت بشعوبها إلى محطات الرقاء والبناء والقوة والعزة والكرامة الوطنية.

ولا يمكن تفسير سلوك الأحزاب العربية إلا بأنه نابع من اللاوطنية واللاعروبة , وبأنها أحزاب مصطنعة لتمرير مشاريع وتنفيذ برامج وخطط أجنبية.

فتأريخ هذه الأحزاب ملطخ بالجرائم والآثام وآليات الغدر والفساد والإنتقام , وكأنها العصابات العابثة في البلاد , فأساليبها في التعامل مع الواقع لا يختلف عن أساليب أية عصابة , بل لبعض العصابات قيم وأخلاق ومبادئ وضوابط سلوكية , بينما هذه الأحزاب منفلتة السلوك متوحشة الطباع وشرسة.

وبهذا إنتهت معظمها وإندحرت وتقاصرت أعمارها , وجميعها إنتقمت من بعضها البعض , فالذي يتسلط يفترس غيره ويظلمه , وما أن يغدر به الكرسي حتى يكون في موضع الذي إفترسه وظلمه , وهكذا دواليك.

وتلك حقيقة تحزبية سلوكية ممزقة للوجود العربي بأكمله , فدائرة الأحزاب المفترسة مفرغة الطباع وتأكل ما فيها في خليط لا يتجانس بل يتشاكس ويبيد , كالموجودات المتمحنة في مستنقع آسن نتن شديد العفونة.

فالْعنوا أحزابكم لترتقي أوطانكم!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/08/24



كتابة تعليق لموضوع : أحزاب الضغائن والفتن!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net