صفحة الكاتب : د . جابر سعد الشامي

الدولة العميقة ومستقبل العراق 
د . جابر سعد الشامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يقول الشاعر والكاتب الكندي بيتر ديل سكوت في كتابه{آلة الحرب لأميركية } عن ما يسمى بـ ( الدولة العميقة ) ويعرفها : هي شبكة سرية من النخب العسكرية والمدنية والأمن والقضاء الذين يعملون على مدى عقود على إجهاض ما يهدد مصالحها ، وفكرة الدولة العميقة تعني ( دولة داخل الدولة )، حيث يوظف العنف ووسائل الضغط الأخرى بطريقة خفية للتأثير على النخب السياسية والاقتصادية لضمان تحقيق مصالح معينة ضمن الإطار الديمقراطي ظاهريا لخريطة القوى السياسية. ويرى البعض أن (الدولة العميقة ) ليست تخالفاً بل إنها عدة مجموعات تعمل ضد بعضها البعض خلف الكواليس، كل منها يسعى لتنفيذ الأجندة الخاصة بها.
وللدولة العميقة وجهان، أحدهما معلن وظاهر يتمثل في رجالها الذين يتبوأون مواقع متقدمة في مؤسسات الدولة والجيش والبرلمان والنقابات و مؤسسات الإعلام ونجوم الفن والرياضة, الوجه الآخر خفي غير معلن يتولى تحريك الأطراف المعنية في مؤسسات الدولة لتنفيذ المخططات المرسومة.
ومن الجدير بالذكر ان (الدولة العميقة ) في العراق هي خليط عجيب من الاطياف المختلفة دينياً وعرقياً واقتصادياً وثقافات . فهي سياسيون ونواب ووزراء في تشكيلة الحكومة ويديرون الدولة ويحركون مفاصلها وان فشل هؤلاء في عرقلة سير الحكومة فهناك رؤساء كتل سياسية وزعماء احزاب ورجال تيارات دينية وقادة مليشيات . فكل ( حزب بما لديهم فرحون ). حتى كان هذه الجماعات ليس لها أي انتماء لوطن او دين او معتقد . فحولوا الوزارات الى (عوائل ) وقسموا الثروة على (الاحزاب ) وتقاسموا الشعب وجعلوه (طرائق قددا ). وزرعوا القنابل الموقوتة في جسده بحقدهم وغبائهم السياسي وما ( المناطق المتنازع عليها ) والتي وردت في دستور البلاد الذي كتبوه بأيديهم الا دليل على ذلك , كما ان معاملة محافظات بكاملها معاملة خاصة ووضعها على فوهة (بركان عرقي ) قد ينفجر في اية لحظة ويحرق الاخضر واليابس فيها وفيما حولها و (كركوك ) هي ما اقصد .
و (الدولة العميقة) مثلها مثل بعض القوى المعارضة، حيث يعمل القائمون عليها على نشر الدعاية السلبية لإثارة الخوف العام أو زعزعة استقرار البلاد .وقد تكاثرت شكوى من هم على راس الحكومة من ان )الدولة العميقة ) تعيق العمل في كل مفاصل الدولة وتنقض القرارات وتعطل البعض وتحرف الذي يصدر من الحكومة او البرلمان عن موضعه كل ذلك انهك الدولة العراقية ووضعها على حافة الانهيار , وأي متابع او محلل يرى ان لا صلاح يرجى بعد هذا الوضع المتردي . حتى و (وبفضلهم عافاهم الله ) أحتل العراق اول المراتب بين دول العالم في انتشار (الارهاب ) وأول المراتب في الفساد (المالي والإداري ) .وآخر المراتب في ( الشفافية والنزاهة )وعلى كل الاصعدة. ومما يزيد الوضع سوءاً ويجعله معقداً هو ان تلك (المجاميع العميقة) تتبنى أجندات (خارجية ) ولديها ارتباطات بدول الجوار يجعلها محمية ومدعومة ماليا ومعنوياً و حتى دولياً.
أخاف عليك يا وطني وأنت تنام على( دول عميقة ).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . جابر سعد الشامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/09/02



كتابة تعليق لموضوع : الدولة العميقة ومستقبل العراق 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net