صفحة الكاتب : فراس الغضبان الحمداني

القذافي حيا ... صيد ثمين
فراس الغضبان الحمداني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 وأخيرا تمت الإطاحة برأس القذافي وقريبا من حفرة اختبأ فيها وعلى طريقة سلفه الدكتاتور صدام حسين وبهذا انهارت أسطورة الزعيم الأخضر الذي يعتقد انه معبود الجماهير ورمز أفريقيا وممثل الإنسانية والذي كان يتباهى بقوته وانتصاره على الحلف الأطلسي ولكنه انهار وظهرت أكذوبته مثل كل الطغاة الذين سبقوه في العصور الماضية وسيكرر قصته طغاة آخرين مازالوا على قائمة الانتظار يتقدمهم الرئيس اليمني والسوري وملوك وأمراء الخليج العربي  .
هكذا إذن رحل القذافي مثلما رحل صدام ومبارك وبن علي ولكن السؤال المهم يتمثل في إمكانية قوة التغيير الجديدة من خلق حلم الجماهير في حياة حرة كريمة ولكن وللأسف الشديد انه مازال مثار جدل بين التجارب الانتقالية في العراق وتونس ومصر ومازالت تراوح في مكانها ولم تقدم للجماهير ما كانت تصبوا إليه .
لقد استولت مجموعات من الأشخاص والأحزاب على مقاليد الحكم اغلبهم بدون خبرة أو كفاءة فانشغلوا بالاستحواذ على المناصب والمكاسب وتركوا الشعب يعاني الأمرين من تركة النظام السابق والفوضى الأمنية والفساد الناتج عن الحكم اللاحق ، ولعل السؤال المهم الذي يثير انتباه المحللين السياسيين الآن يتكرس حول إمكانية الطغاة المتبقين من اخذ العبرة والدرس من تجارب الذين سبقوهم وفي مقدمتهم بشار الأسد وعلي عبدالله صالح ، أم أنهم سيواصلون الغرور والعيش بأوهام الاعتقاد بأنهم قادة عظام وان انتفاضات الشعوب هي مجرد تمرد للصوص وليس ثورات غضب وتغيير .
 وكان من المثير جدا لو إن القذافي لم يقتل ويعامل أسيرا ويخضع لمحاكمة علنية فان ذلك كان مدعاة لمتعة كبيرة تثيرها جلسات المحكمة من خلال تعليقات القذافي وكان من المتوقع إن تكون أكثر متعة من كل المسرحيات الكوميدية وفي نفس الوقت هناك الكثير من الأسرار التي يحتفظ فيها الرجل وهي كثيرة وخاصة حول لغز اختفاء موسى الصدر الذي فقد في الأراضي الليبية أبان حكم القذافي وكذلك أسرار اغتيال ومقتل المعارضين السياسيين وبعض العمليات الإرهابية التي سقط فيها مواطنين من مختلف الجنسيات وكذلك ملفات سرية لم يكشف النقاب عنها تخص المخابرات الليبية وأموال كبيرة مودعة في البنوك الأوربية بأسماء لم يعرف تفاصيلها سوى معمر ، لكن للأسف إن ثوار المجلس الانتقالي ضيعوا علينا فرصة ذهبية وصيد ثمين
وخلاصة القول التي لا تحتاج إلى فلسفة أو تنظيرات سياسية إن هؤلاء سيلقون ذات المصير الأسود وهم منذ الآن يبحثون عن حفرة تكون ملاذهم الأخير قبل اعتقالهم وقتلهم  .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


فراس الغضبان الحمداني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/10/26



كتابة تعليق لموضوع : القذافي حيا ... صيد ثمين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net