هل نحن شعب سوي لديه قيادات سياسية ودينية مثل بقية شعوب ألعالم؟
طعمة السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
طعمة السعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا أعرف شعبا" أو أمة" تقاتلت فيما بينهما وجرت أنهار من ألدماء في بلادها على خلفيات وأسس دينية كالأمة ألعربية عموما" ، وألشعب العراقي خصوصا" منذ أربعة عشر قرن لحد الآن ، حيث بدأت ألمذابح والإقتتال بين أبناء الأمة بحروب ألردة وما رافقها من تجاوزات حتى تم قتل ألشيخ ألصحابي مالك بن نويرة ، شيخ بني تميم بسبب جمال زوجته ألخارق ألتي دخل بها خالد بن ألوليد في خيمة قريبة من موقع ألمعركة ، وكان دم زوجها لا يزال يجري ، بحجة أنه مرتد . ولم يثبت أنه كان مرتدا" ، لا هو ولا عشيرته ، بل ألشهوة ألجنسية لدى ألقائد كانت محرك ألمذبحة الأساسي لقتل ألمسلمين وشيخهم ألصحابي مالك ثم سبي نسائهم وأولهن زوجة ألصحابي ليلى بنت سنان الآية في ألجمال، حتى يقال أن مالك قال لخالد: ما قتلتني ردة عن الإسلام ، بل قتلتني هذه الإمرأة !!!!!!!!!
هكذا تم إستغلال ألدين وإقتراف أبشع جريمة بإسمه في أول ظهور الإسلام دون أن يعاقب ألقائد أو يعزل حتى مجيء ألخليفة العادل عمر بن ألخطاب ألذي إكتفى بعزله دون معاقبته ، ولا زالت تقترف جرائم تهز ألجبال بإسم ألدين وألطائفية !!!!!!!
بدأت هذه الأمة صراعها الأبدي على ألسلطة في مكة وألمدينة بعد وفاة ألرسول (ص) ، ثم ألشام و ألبصرة و الكوفة وكان أهمها بسبب إستحواذ ألطلقاء على ألسلطة في سورية وتحويلها إلى ملكية وراثية في زمن الأمويين ، ثم إقتدى بهم ألعباسيون ألذين أنكروا حق ألعلويين في الإمامة وألحكم وبدلا" من محاورتهم ، وهم ابناء عمومة ألعباسيين ، قاموا بالتنكيل بهم وسجنهم أو قتلهم وإستمرت ألمذابح و ألقتال وألثورات في ألعراق مدة طويلة في ذلك ألعصر.
وبعد سقوط نظام ألطاغية صدام حسين عام 2003 نشب إقتتال تحركه ألطائفية بإسم الجهاد ومقاتلة المحتل ، وهو ستار وشعار كاذب مخادع أستغل أبشع إستغلال من قبل الإرهابيين لتغطية ألتعصب ألطائفي من قبل ألبعض لدفع من لاعقول لهم إلى حمل ألسلاح وقتل إخوتهم في ألوطن و ألدين ، أو القيام بالعمليات الإنتحارية (علما" أن الإنتحار محرم في الإسلام) وقتل مئات الآلاف من الأبرياء من ألمسلمين دون معرفة دينهم أو مذاهبهم أو معتقداتهم والمحرك الأساسي ألحقيقي هو حب الإستيلاء على ألسلطة ومغانمها أو إعادة حكم ألبعث وعدم ألإعتراف بالآخر ، وألضيق ذرعا" بكل من يختلف معه في أمور من ألمفروض فيها أن توحدنا وتهدنا للتي هي أحسن عن طريق ألنقاش المتحضر والإقناع ، لا بتصفية الآخرين وقتلهم.
نحن شعب غير موحد ، لا على أسس طائفية أو دينية ، ولا على أسس قومية ، ولا على أساس مناطقي ككل محافظة على حدة ، وننسى أمر ألباري عزوجل لنا بقوله : (وإعتصموا بحبل ألله جميعا" ولا تفرقوا). والأنكى من ذلك وما يثير ألتعجب والإستغراب ، بل والإستهجان والإحتقار وألسخرية أن نجد أفراد ألقائمة ألواحدة ، أو الحزب ألواحد أوالكتلة ألواحدة يتربص كل بصاحبه (أو رفيقه) للإنقضاض عليه أو الإنفصال عنه ، وألتباهي بعدم طاعة رئيسه ألذي قدم له ألعهود وألشهود (وبعض ما وهبه له ألحكام ألطغاة من دول ألجواروغيرها) على أن لا يخونه. بعض ألتنظيمات تنقسم كما تنقسم البكتريا وألجراثيم. فهل أن قياداتنا (ألمنتخبة) تمثل هذا ألشعب ألمنقسم على نفسه أساسا" أم أن هذه ألقيادات شراذم عصابات ليس لها مبدأ ولا دين ولا قيم إنسانية تلتزم بها وبثوابت وطنية لها خطوط حمراء لا يجب تجاوزها تستوجب توحد ألعراقيين أمام الأساسيات ومصلحة ألشعب والوطن ووحدته وعزته وكرامته وألعمل ألدؤوب على تقدم ألبلاد وإزدهارها. لقد أصبحنا مسخرة" بسبب هذه ألقيادات وأسأنا إلى ألديمقراطية ألتي أسعدت ألشعوب وقضت على ألطغيان وألظلم والحروب ووفرت ألعدالة الإجتماعية وألرفاه وألتقدم ألهائل في أغلب بقاع الأرض بإستثناء ألوطن ألعربي ألمسلم. وعلى ألمواطنين ألذين إنتخبوا مثل هؤلاء أن لا يلوموا إلا أنفسهم . ولا إصلاح إلا بتغيير قانون الإنتخابات وتقسيم ألعراق إلى مناطق إنتخابية بعدد أعضاء مجلس ألنواب ليمثل كل نائب منطقته التي إنتخبته وليحمل من ينتخب ألنواب ألغير مناسبين ذنبه على جنبه كما يقول ألمثل.
بعض ألقادة في ألسلطة ويأكلون من كعكتها وخيراتها ويسرقون أموال ألشعب وألوطن ، ويرتشون من الدول الأجنبية ، ويشتمون ألسلطة ألتي هم جزء أساسي منها ليل نهار. هؤلاء مجانين منحرفون ، وليسوا قادة سياسيين . وأغلبهم عملاء أذلاء حقراء للأجانب ، عربا" وغير عرب ، أو للبعث ألمقبور يستلمون من ألدول ألحاقدة علينا وعلى ألديمقراطية عشرات ألملايين من ألدولارات لذبح العراق وشعبه وتفكيكه إلى دويلات ربما تقتتل فيما بينها ، فيكونون هم المسخرة الأولى أمام ألحكومات ألتي جندتهم كمرتزقة حقراء . لأن من يخون شعبه ووطنه ويتعاون مع الأجانب لايمكن أن يكون مخلصا" للغرباء . وتعلم هذه ألحكومات أن هؤلاء ألمرتزقة كالمومس يبيعون ولاءهم وشرفهم لمن يدفع ، ثم ينقلبون إتجاه من يزايد ويدفع أكثر!!!!!!!!!!!!!
بعضهم يهبط مستواه إلى مستوى ألمهاترات ألصبيانية ، فينعق في ألمحطات ألفضائية لإثارة ألناس ( وكأننا في حاجة إلى مزيد من ألدماء والتفجيرات وألتخريب ) ويتصرف كما كانت نشمية تقف بباب دارها ، وليس بداخله ، وتنعق في ألشارع بهياج وجنون ضد عمتها ألتي أغضبتها ، ثم (تشق أعلى ثوبها وتنزع غطاء شعرها) ولا تهدأ إلا بعد أن يجتمع من هب ودب من ألجيران لتهدأتها.
يا ناس أنتم من ألمفروض فيكم انكم قادة سياسيون وليس لطامون نواحون ومهددون بالويل وألثبور وعظائم الأمور وتخريب ألبلاد وذبح ألعباد عند حصول أي حدث أو عمل لا يروق لكم . أو عند إلقاء ألقبض على مجرمين إرهابيين ومتآمرين لهم تأريخ إجرامي بشع يندى له الجبين ، ولا يدينهم ألقائد ألمبجل ، بل يدين ألقانون وسلطاته التي أوقفتهم ولم تقم بالحكم عليهم بالإدانة أو ألبراءة لأنهم رهن التحقيق والإستجواب . الإنسان ألمتحضر ألعاقل لا يغضب ، بل يعالج الأمور بروية وتعقل خصوصا" إذا زعم أوإدعى أنه قائد سياسي يتحمل مسؤولية من إنتخبوه ، ويعبر عن آرائه بإتزان وحكمة وحجج تقنع ألجانب الآخر فتزيد من شعبيته . وإذا عجز عن إقناع الآخر عليه قبول حجج من (ثار عليه) ، وبعكسه لا درب له إلا ترك ألحكم وألدولة والإعتراف بأنه لا يصلح للسياسة ، بل لإثارة ألفتن وتدمير ألبلاد أو ألإرهاب ، ومثل هذا مكانه ألسجون لحماية ألمجتمع من شروره.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat