صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الأقوياء والذين يجهلون!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الذين لا يعرفون العقل الأقوى والسياسات الناجمة عنه , يتصرفون بإنعكاسية خطيرة تتسبب لهم بأضرار وتداعيات لا قِبل لهم بها , لكنهم يتوهمون القوة وهُمُ الضعفاء.

وبسبب عدم الفهم لعقلية الأقوياء وآلياتهم السلوكية أصابهم ما أصابهم من الشدائد والحروب والويلات المتفاقمات , وكلما أراد القوي أن يأخذهم إلى مدارات ذات قيمة ومنفعة متبادلة , أمعنوا بالتفاعل الجاهل , ودفعوا الأقوياء إلى تحقيق مصالحهم رغما عنهم وبخسائر مروعة تصيبهم.

فهم لا يخبرون مهارات الفوز أو الربح المتبادل , ويجيدون مهارات الخسران والهدر والخراب والدمار , وعدم الفهم الموضوعي والتقدير الواقعي للأمور والتطورات , والأمثلة لا تحصى ومتراكمة ومتجددة , وما تعلّموا منها درسا نافعا ومؤهلا للقوة والإقتدار.

وفي الوقت الحاضر يقوم الأقوياء بإعداد مشاريع وتصورات وبرامج لخدمة مصالحهم طبعا , وتحقيق مصالح المنطقة النسبية في ذات الوقت , لكن العديد من المسؤولين أخذوا يتصرفون بأساليب لا تخدم مصالحهم وتحقق مصالح الآخرين على حسابهم , أي أنهم لا يضعون مصالحهم أولا , ولا يمكنهم أن يستوعبوا هذه الرؤية التي يُراد لها أن تتأكد , فمن الصعب عليهم إدراك أن الدول والأوطان  تضع مصالحها أولا وأولا , ولا قيمة ومعنى لأية حالة أخرى إذا تعارضت مع المصلحة الوطنية.

فالقِوى الكبرى في منطلقاتها الجديدة تريدهم فهم هذا الموضوع وإستيعابه , لأن الوقائع المتراكمة أثبتت لهم وبأدلة فادحة أنهم لا يفكرون بمصالحهم الوطنية , ويقدمون حالات أخرى مدمرة لها وقاضية عليها , وهم يحاولون إخراجهم من هذا المأزق الحضاري , لكنهم يعاندون ويتحدون , مما سيدفع بالقوى الكبرى مرة أخرى كما جرى مرارا في السابق , إلى العمل على طمرهم برؤاهم وتصوراتهم وتمهيد السبل للتعبير الفاجع عنها , وفقا لسياسات أقتلهم بما يريدون.

ويبدو أن فرصة ذهبية تسنح أمامهم وعليهم أن يستوعبوها ويغتنموها لا أن يركلونها ويعادونها , كما حصل سابقا في أكثر من دولة تساقطت وتبعثرت وصارت فريسة للأشرار والمتوحشين.

فالفرصة سانحة والمسؤولون مطالبون بالتروي والحلم وعدم النزوع للردود الإنعكاسية الإنفعالية , التي تدفع بالأقوياء إلى العمل بموجب ما يرونه من التفاعلات الساذجة , والعدوانية الفارغة التي تضرهم , وتساعد الطامعين فيهم على النيل منهم وتأكيد إفتراسهم ومحقهم , ودفعهم لتحقيق أهدافهم المسعورة بجهودهم , التي تؤهلها قدرات التضليل والتغرير لتجعلهم وقود سقر!!

فهل أدركوا حقيقة الواقع والوقائع أم أنهم يعمهون؟!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/30



كتابة تعليق لموضوع : الأقوياء والذين يجهلون!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net