صفحة الكاتب : علي وحيد العبودي

قنبلة الجامعة العربية
علي وحيد العبودي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يبدو ان قرارات مجلس الجامعة العربية تخطت من ان تكون حبراً على ورق بعد سنوات طويلة اتخذت فيها الجامعة عشرات القرارات التي لم تتعدى مفردة الشجب والاستنكار تجاه ما قامت وتقوم به اسرائيل في فلسطين،  لتُصدر قرارها القاضي بتعليق عضوية سورية في اجتماعات مجلس الجامعة العربية وجميع المنظمات والاجهزة التابعة لهذا البلد.
بل ذهب القرار الى ابعد من ذلك بعد مطالبة الدول العربية بسحب سفرائها من دمشق والاتفاق على توقيع عقوبات اقتصادية وسياسية على سوريا، في سابقة لم تعهدها اجتماعات المجلس.
حسناً فعلت الحكومة العراقية عندما امتنعت عن التصويت على القرار على اعتبار ان سورية دولة جارة للعراق وان أي ضرر يصيب المصالح السورية سيؤثر بشكل كبير على مصالح العراق.
ان سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الجامعة العربية في التعامل مع القضايا التي تشهدها الساحة العربية باتت واضحة المعالم ولا تحتاج الى تفسير، فما يجري في اليمن او البحرين اكبر وادهى مما يجري في سوريا نفسها.
وكان من الاجدر ان يُعطى النظام في سوريا وقت اكبر لتحقيق اصلاحات على المستويين السياسية والاقتصادية لا ان تفرض عليه قرارات وعقوبات شديدة.
 للاسف لقد تعاملت الجامعة العربية مع القضية السورية بحزم غير مبرر وتحت ضغوط تدل على وجود اجندة وتاثيرات خارجية على قرار مجلس الجامعة العربية.
ولا يعد هذا القرار وحده مثيراً للاستغراب بل نجد الغرابة في بعض المواقف التي خرجت بها بعض الدول العربية فالجزائر مثلاً وافقت وصوتت على تعليق العضوية في حين انها اعلنت في وقت سابق عدم تصويتها على القرار، وكتفت بعدم سحب سفيرها من دمشق، برغم ان قرار سحب السفير يجيز لها بقاء سفيرها في سورية، على اعتبار ان المسألة سيادية لكل دولة وممكن للجزائر ان لا تلتزم به، ما يؤكد وجود ضغوط كبيرة مورست على بعض الدول للتصويت بتعليق عضوية سوريا في المجلس.
بينما تصاعدت تصريحات بعض الكتل السياسية في العراق لتدافع عن موقفها معتبرةً ان موقف العراق الرسمي لا يمثل موقف تلك الكتل  في الحكومة !!..متناسية ان مثل هذه القرار اتخذ بدوافع سياسية عربية معروفة وهو يعود بالضرر على العراق ومن المؤكد انه لا يخلو من تأثير على أمن واستقرار المنطقة.
اتمنى ان تتخذ الجامعة العربية ذات المواقف مع بقية الانظمة العربية في البحرين واليمن وما يجري من اضطهاد في السعودية او تبقى على حالها لتصدر قرارات روتينة ومستنسخة. واذكر تماماً ما قاله المقبور معمر القذافي عندما امتنع عن الحضور لاحدى جلسات القمم العربية عندما قال " لن احضر الى اجتماعات القمة المقبلة، والذي يريد ان ازوده بقرارات الجلسة الختامية فهي موجودة عندي قبل ان تعقد الجلسة " !!..
 
alikhassaf_2006@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي وحيد العبودي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/17



كتابة تعليق لموضوع : قنبلة الجامعة العربية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : علي العبودي ، في 2011/11/21 .

الاستاذ محمد حسن اسجل لكم صدق تحليلكم شاكراً مروركم الطيب...
سيدي الفاضل.. ما يؤلم بالحقيقة المواقف الضعيفة وغير المشجعة للجامعة العربية لحل الازمات والمشاكل التي تعاني منها الدول العربية هذه الايام.. وهي تكيل بمكيالين تجاه قضايا الامة وتراها صامته امام الاستهتار الاسرائيلي في المنطقة. وللاسف تدار الجامعة العربية بايادي خارجية لا تنم للعروبة بشيء.. اتمنى ان تكون الايام القادمة للعرب افضل بكثير من المشاهد المؤلمة التي نراها كل يوم على الفضائيات.. امنياتي

• (2) - كتب : محمد حسن ، في 2011/11/21 .

ايها السيدالكريم اراك متاسف ومتالم مما فعلته الجامعة العبربية الم ترى ياسيدي بالامس القريب كيف سهلت
احتلال العراق وما فعلته في ليبيا حيث اوجدت المبررات للناتو ان يدمر ويعيث قتلا بابناء ليبيا اقول ليس
تعاطفا مع المجرمين صدام والقذافي فكلاهما صنيعة امريكية اسرائيلية فكل قطرة عراقية اوليبية اوسوريةفانها
برقبة الجمعية العبرية اقصد جامعة الدول العبربية رحم الله الزعيم شهيد العراق عبد الكريم قاسم عندما تآمرت هذه الجامعة على العراق بعد اشهر من قيام ثورة 14تموزسنة1958 التحررية قام بسحب عضوية العراق من
هذه الجمعية المتآمرة وبنظري يجب ان تقوم سوريابانسحاب كامل وفوري من عضوية هذه الجامعة وستلقى تاييد
في الشارع العربي لامثيل له والمبرر موجودان هذه الجامعة تفجر قنابلها على العرب فقط




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net