صفحة الكاتب : عقيل العبود

مسائل متصلة: المقدس هو ذلك الإحساس الذي يعيش في بصيرتك وقلبك وحسك، بعيداً عن أناك
عقيل العبود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المسالة الرابعة: البحث عن الشهرة وهمٌ زائل

العبقرية هي أن تستنتج معادلات جديدة، وأن تضع رموزًا يسهل على الاخرين حل ألغازها وتفسيرها، ما يفيد في حمايتهم  من الداخل  والخارج، وفقا لما تمليه مصلحة المقدَّس.  

هي رسالة يحملها كوكبك الصغير-يفترش أجنحة الكلام بناء على ضرورة، تتطلب ان يُعلَن عنها بقلب نقي ومشاعر صادقة، بعيدًا عن مآرِب الذات وسلطتها الواهنة- السلطة هنا هي المبادئ السامية.

فما عليك إلا ان تكون مُعَلِّماً، ينحتُ التلاميذ أفكاره في قلوبهم، لتتغنى بها الأجيال-الأنبياء هكذا فعلوا؛

كانت رسائل السماء يحملونها في ضمائرهم، وبصائرهم، ونفوسهم؛ يستنطقون من الخطأ لغة الصواب، ليتم نقلها الى الناس بصدق وتفان، بعيداً عن أسوار الذات المغلقة، وحواجزها المعتمة، ولهذا تراهم قد اسَّسْوُا لقيم مضيئة، فكانت الأمانة قد تم تأديتها على أكمل وجه.

آنذاك لم يكن الامر سهلاً، فالمواجهة بين أنبياء الله، وفراعنة تلك العصور تتطلب صبرا وتواضعا وحكمة- موسى(ع) وفرعون، وإبراهيم(ع) وقومه، ونبي الاسلام مُحَمَّد(ص) واسياد مكة، وهكذا مع الائمة والمصلحين أيضا. 

لذلك الفكرة التي ستصنعها بقلبك وعقلك، ربما ستقود إلى قتلك، اوتصفيتك؛ هكذا كان مصيرالفلاسفة والعلماء- ابن رشد، إينشتاين، وسقراط الذي لم يكترث لموضوعة حياته أوموته، لأجل ان تحيا مقولة الحقيقة.  

المعنى أن الشهرة هي التي تستفزك، تستدرج إسمك، ورسمك، وأنحاء كيانك نحوها، هي من يتم فرضها عليك، لا لكي تسودك، بل لكي تسودها أنتَ بكبريائك الشامخ، لأنك قد تمَّ اختيارك  نظرا لنقاء روحك، وسمو عقلك، وتلك صفات أرادَ لها الخالق ان تكون في نفس المخلوق، لتأدية ما يتصل بها، ولو علمتَ ما يترتب عليها بعد حين، لأنزويتَ بعيداً بحثا عن طريق آمِن.

لذلك هو الواجب المقدس، هذا الشعور الذي يختزل كل ما بوسعك ان تفعله، يَسْتَفِزُّكَ، يَسْتَنْفِرُ قواكَ، يجعلُ منكَ مثل عاشقٍ يبحث عن حبيبة يتعذر اللقاء بِهَا، ما يشدّكَ لأن تجعل من نفسك قربانا لِأجلِ غيرك. 

فإن كنت خطيبا، او شاعراً، اوفيلسوفاً، اوثائراً، سيكون مثلك مثل جندي في ساحة حرب، وامام مواجهة كبرى.   

لذلك قولي لمن سار على خطى سقراط، لقد وضعتكَ القلوب والارواح في سجلات الخالدين، لأنكَ حملتَ صليبَ الكلمة الحقة، فحلَّقتَ بعيداً، حينما أيقن الجميع بعد حين، أنَّكَ بنصحيتكَ الكبرى، كنت قد صنعتَ من مقولة المعرفة صوتًا لم يمت.  

المسألة الخامسة ستأتي لاحقا. 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عقيل العبود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/27



كتابة تعليق لموضوع : مسائل متصلة: المقدس هو ذلك الإحساس الذي يعيش في بصيرتك وقلبك وحسك، بعيداً عن أناك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net