صفحة الكاتب : بشرى العزاوي

ستار خضير: وزارة الثقافة ليست سيادية والنقابة لا دور لها
بشرى العزاوي
ستار خضير فنان عراقي قام بالعديد من الأعمال الفنية التي مازلت خالدة في أذهان المشاهدين , حيث كان له حضور متميز في الدراما العراقية وأيضا على خشبة المسرح  والأعمال الكوميدية  وجسد العديد من الشخصيات التي هي من صلب الواقع العراقي , واثبت وجوده في الساحة الفنية ,ولكي نتعرف أكثر على مسيرته كان لنا معه هذا اللقاء :
 
*ما الذي حققه ستار خضير ,هل تعتبر نفسك قد وصلت لطموحك الذي رسمه لمسيرتك الفنية ؟
:- لقد قمت بعدة أعمال منها الملك غازي الذي حقق نجاح كبير جعلني أتحمل مسؤولية جديدة وهي تقديم الأفضل ,و برأيي ان الفنان عندما يقول اني  وصلت لطموحي فانه سيموت, لذا اني ارى نفسي  مازلت بأول الطريق وان شاء الله يعطيني العمر وأواصل مشواري ,فبعد كل التي قدمتها فاني مازلت اطمح ان أقدم الجيد وأنا بطبيعتي لا استعجل بأي عمل واختار الأنسب وأنا اعتبر نفسي محظوظ بعد كل الأدوار لان أدواري كانت قريبة من المجتمع لهذا يجدوني الناس قريب منهم فبدأت بالشاب الطيب  يحب الفتاة ولا يحصل عليها وانتهيت بالزوج المظلوم لذا جميعها من المشاهد فانا اعتقد ان الطموح لا يقف عند حالة معينة . 
 
*مالذي يفتقر إليه الفنان العراقي في الوقت الحالي ؟
:- الفنان العراقي الآن بحاجة إلى الدعم لان في كل  الأحوال سواء كنا نعمل مع منتج أو شركة أهليه ,لكن يبقى الدعم الأساسي للدولة, لان المنتج دائما يبقى يفكر بالربح وهذا ينعكس على الفنان ,  فانه لا يحصل على قيمته المادية والمعنوية التي يستحقها ,وان الفنان للأسف يأخذ أجور قليلة جدا مقارنة بفناني الوطن العربي , لهذا كل ما يحتاجه الممثل الآن هو ان يكون مدعوم من قبل الدولة ,فعلى الدولة أن تستلم الدراما العراقية وعليها ان تدعم المسرح والتلفزيون وهكذا ,فيبقى الدعم هو الأساس .
 
*هل الفن العراقي بالمستوى المطلوب ام يحتاج للنهوض بواقعه ؟
:- اذا تكلمت على مستوى الدراما كفن فهو دون المتوسط للأسباب التي ذكرته وهو عدم وجود الدعم ,وان الدراما العراقية وكما ترونها تتكثف في رمضان ,وان السرعة في التصوير تؤثر على العمل بحيث لا يظهر بالمستوى المطلوب ولو ذهبتم إلى استوديوهات القاهرة وسورية وبيروت تجدونها من الآن تحضر للرمضان القادم ,اما نحن في العراق فترونا قبل شهر رمضان المبارك بعشرين يوم تقريبا يبدأ تصوير العمل مما يظهر بشكل غير مرضي وأنا أشبه هذه الحالة مثل امرأة تطبخ أكله بعشر دقائق وبسرعة تخرجه من الفرن وهي تحتاج إلى ساعة وبتأني وغيرها  فانها  أكيد ستكون  الأكلة ناقصة بالطعم , فنحن بحاجة الى وقت لقراءة النص وحفظه وفهم الدور بشكل كبير فللأسف تاتي أعمال مستعجلة وأكثرها كوميدي وهذه مأساة طبعا وتظهر الأعمال العراقية دون المتوسط باستثناء بعض الأعمال لا باس بها واني لا أقول جيد جدا لأن ينقصها الإنتاج او الكادر,فنحن لدينا مخرجين مبدعين وكتاب وفنانون راقيين .
 
*ما هو تقييمك للأعمال العراقية الآن , ولماذا الأعمال التركية أصبح لها صدى واسع في بالعراق؟ 
:- أن الأعمال العراقية الآن وكما ذكرت ليست بالمستوى المطلوب وان السبب ان أكثر الأعمال التي تنفذ هي كوميدية والتي لايبقى لها اثر بعد انتهاء من عرضها ,فكم من عمل كوميدي عرض في رمضان ولم ينطبع في الذاكرة ,ولا نستطيع ان نقارنها بعمل  ذئاب الليل وأمطار النار ,ولا النسر وعيون المدينة فهذه الأعمال بقيت في الذاكرة , لكن أكثر الأعمال الحالية لم تبقى في الذاكرة بسبب الاستعجال بتنفيذه .
أما بالنسبة للأعمال التركية وكما ترون نجحت والسبب إنها تختلف بإنتاجها وأيضا بالتصوير  فتتميز بالديكورات ,وأيضا الأزياء الجميلة والتسريحات كل هذه تلفت انتباه النساء ,وا ن حركة الكامرا متأنية لأنهم يصورون مشهد او اثنين باليوم مما يخرج العمل بشكل جيد ,وبالمناسب هنا لست من متابعي المسلسلات التركية لكن مرات أشاهد كم حلقه من حلقاته لكي أرى ماالسبب الذي يجعل من الناس تشاهد هذه الأعمال فوجت هناك فارق بينها وبين الأعمال العراقية رغم ان موضوعها مخالف للقيم العربية لكن بالمقابل حين ترى العمل التركي كأننا نعيش أجوائها وكأنه نحن في سفرة لتركيا ,لكنها أثرت بشكل سلبي على المجتمع للأسف على المراهق وعلى الإنسان الغير متوازن وعلى الكثير وان السبب يعود لنا لان كان من الأجدر ان نكثف أعمالنا العراقية ونجذب المشاهدين لكي لا نجعلهم يتابعون الأعمال التركية التي تؤثر على الفرد.
 
*ما هي الأعمال التي تجدها قريبة من نفسك وما السبب في ذلك ؟
:- الفن على نوعين اما ان يكون مبتذل ويؤثر بالمشاهد وأما ان يكون راقي ويقدم للناس رسالة ,  لهذا ان كل عمل من أعمالي يكون فيه رسالة للناس أجده قريب مني,وعلى سبيل المثال شخصية شبيب  التي  مثلتها بمسلسل في بيت البنات كان فيه رسالة بان الابن الأكبر عندما  يضربه الأب لا يتجاوز عليه بل يحترمه على عكس الوضع الذي يعيشه المجتمع فأصبح بعض الأبناء يجادلون أبائهم ويردعوه   ,لهذا ان مثل هكذا أعمال هادفة تقدم رسالة للناس لان في كل بيت فيه مشاكل العمة والكنه والإرث ربما او الابن وغيرها فلابد ان نقدم أعمال نعالج فيها مثل هكذا مشاكل .
 
*ما هي الأعمال المستقبلية وهل لديك أعمال قيد التنفيذ؟
:- الحقيقة قدمت لي ثلاثة أعمال والآن اقرأ في نصوصها وأنا بطبيعتي أتأنى في الاختيار لان في احد الأعمال مثلت فيها كان عمل كوميدي, وبسبب عدم قراءتي للنص بشكل كامل فقط قرأت الدور تفأجات بعد إكماله برداءته لهذا تجدوني الآن  لا استعجل في الموافقة الا بعد قرأت العمل وكذلك معرفة من الذي سيكون معي من الممثلين في العمل لكي اضمن نجاح الشخصية والعمل , ففي الأيام القادمة لدي مشروع عمل في القاهرة وهذا أول مرة أبوح به إليكم  لكن لا استطيع ذكر موضوعه لكي لا احرق النص وعند أكمال .
 
*أكيد كان لك أعمال مشتركة  مع فنانين عرب فكيف كان التعامل معهم وهل واجهتك مشكلة ؟
:- لقد كان لي أول تجربة بعمل مشترك بين الفنانين السوريين والمصرين عام 1995 وكان التصوير في عمان واشترك معي من العراق الفنانة عواطف سلمان ونزار السامرائي فعندما اشتغلنا العمل كان ينتابنا الخوف  بسبب لأنها كانت أول تجربة وليست باللهجة العراقية  فلما مارسنه العمل وجدنا أنفسنا عمالقة بالتمثيل بالنسبة للوطن العربي  وللأسباب منها أننا  لا نعيد ولا نغلط بالدور وأيضا نستوعب الملاحظة وكذلك نحن من النوع الذي نحب عملنا أكثر , وأما هم فان أكثرهم يأتون وهم غير حافظين للنص ويعتمد على التلقين , فاكتشفت من خلال تجاربي معهم انه ممثل عملاق ولا يقل عن أي ممثل عربي ,فنحن لدينا أمكانية كبيرة ولكن تبقى غصة بأنفسنا ان الممثل العربي يأخذ أجور أكثر من الممثل العراقي, لأنه مدعوم من النقابة في وطنه أما نحن لسنا مدعومين  .
 
*ان الفنان العراقي يمتلك حس وطني أكيد فماذا قدمت للعراق ؟
:-لقد قدمنا الكثير من خلال أعمالنا فانني شاركت بكل الأعمال الوطنية  وأيضا دمائنا حيث صورنا بوسط الانفجاريات والاختطافات  والرعب ,فلقد واجهتنا الكثير من العقبات عند تصويرنا ,حيث اذكر في مسلسل سيدة الرجال حينما كنا نمثل في شارع فلسطين ووقفنا بالجزرة الوسطية فقال لي المصور  صباح السراج أن أغير مكاني قليلا وبعد مناقشات قررنا الذهاب للغداء ومن ثم نعود للتصوير وبعده انفجرت عبوة عند عبور احد الموطنين فالله ستر كان انفجرت بينه .
*ماالذي قدمته وزارة الثقافة؟ 
:-ان وزارة الثقافة ليست مقصرة مع الفنان العراقي لأنها وزارة ليست محسوبة بالعراق وزارة سيادية فإنها وزارة مهمشة ,وليس لديها ميزانية ,لكن رغم ذلك نلتمس منها بعض الأنشطة, وواكبت التطور لكن نأمل ان يكون لها نشاط واسع بالأيام القادمة تساعد فيه  الفنان العراقي من اجل النهوض بواقعه .
 
*هل نقابة الفنانين وضعت بين أيديكم انجازات تذكر    ؟
:-نقابة  الفنانين لا حول ولا قوة لها, فالنقابة الآن لا تستطيع ان توفر لنا قطع أراضي أسوة بنقابة الصحفيين وغيرها  لأنهم لايتحركون ولا يطرقون الأبواب من اجل الفنان العراقي  والسبب الآخر هو ان النقابة انحلت ومن ثم رجعت من جديد شكلت عضويتها وأنا اعتبره الآن في طور التمهيد لذا نرى جميعنا  ليس لديها نشاط يذكر وعسى ان يتغير الحال وتقدم كل ماهو جيد لصالح الفنان العراقي في الأيام القادمة .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بشرى العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/11/22



كتابة تعليق لموضوع : ستار خضير: وزارة الثقافة ليست سيادية والنقابة لا دور لها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net