التَّراجُع دَلِيلُ الفَشَلِ!
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نزار حيدر
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
أَوَّلاً؛ أُباركُ لكُم ولادة الصدِّيقة الطَّاهرة بَضعة رسول الله (ص) سيِّدة نساء العَالَمِين فاطمةَ الزَّهراء (ع) وعيد الأُم ويوم المرأَة العالمي.
١/ رُبما يكون الرَّئيس ترامب أَراد ان يضع في فمهِ لُقمةً كبيرةً كما يقول المثل! عندما تعهَّد إِبَّان حملتهِ الانتخابيَّة بالتزامات داخليَّة وخارجيَّة، تبيَّن فيما بعد أنَّهُ غير قادر على الالتزام بها وإِنجازها! ولذلك بَدأَ يتراجع الْيَوْم أَمامها الواحدة تلوَ الأُخرى!، كان آخرها الْيَوْم بشأن كوريا الشِّماليَّة!.
٢/ تحاصرهُ الْيَوْم مشاكل عويصة تحيطُ بإِدارتهِ، فالفضائح الأَمنيَّة والسياسيَّة والأَخلاقيَّة تترى على البيت الأَبيض! فيما يحاصرهُ الفشل الذي يتَّضح بقرارات المحكمة الدُّستوريَّة العُليا تارةً وفِي تقارير المنَّظمات الحقوقيَّة الدوليَّة تارةً أُخرى!.
فلأَوَّل مرَّة مثلاً تعتبر [الأَمنستي] أَنَّ الرَّئيس الأَميركي يشكِّل خطراً عظيماً على حقوق الانسان في العالَم وأَنَّهُ مصدر تهديد لقِيم الديمقراطيَّة والحريَّة!.
٣/ صحيح أنَّهُ نجح في تحقيق أَمرَين مهمَّين فيما يخصُّ العلاقة مع نظام القبيلة الإِرهابي الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيَّة، وهما؛
فرض أَجندات واشنطن القاضية بتحجيم [الحزب الوهابي] إِلى حينٍ على الأَقلِّ بعد أَن اعتبرهُ الكونغرس وبالادلَّة القاطِعة مصدر الإلهام الأَساس لكلِّ جماعات العنف والارهاب حول العالم، فأَجبر الرِّياض على تنفيذ التزامات متعدِّدة في مجال المناهِج التعليميَّة وحقوق المرأة وغير ذلك، كما نجحَ من جانبٍ آخر في حلبِ ضَرع البقرة بدرجةٍ كبيرةٍ جدّاً! لكن في نفس الوقت فشلَ في تحسين حالة حقوق الانسان في البلادِ فلقد خيَّمت أَجواء الارهاب والتخويف في البلاد وتضاعفت حالات الإِعتقال العشوائي وإِصدار الأَحكام القاسية ضدَّ حريَّة التَّعبير كما تضاعفت حالات الإِعدام بشَكلٍ مهولٍ كما ذكرت ذلك وزير الخارجيَّة البريطانيَّة في حكومة الظلِّ!.
كلُّ ذلك بدأ يُحرج إِدارة الرَّئيس ترامب أَمام الرَّأي العالم سواء الأَميركي أَو العالمي، في ظلِّ جرائم بشعة لازال يرتكبها نظام [آل سَعود] في اليمن والتي ترقى الكثير منها الى جرائمَ حربٍ وجرائمَ ضدِّ الانسانيَّة!.
٤/ خلال أَقلِّ من أُسبوع تمَّ إِدراج نظام [آل سعود] في ذيلِ قائمتَين دوليَّتَين بخصوص الديمقراطيَّة وحقوق الانسان، ما يعني أَنَّ العالَم لم ينخدع بما قام به [إِبن الملك] من خطواتٍ قرقوشيَّةٍ إِستعراضيَّةٍ الغرض منها تقديم نفسهِ للمجتمع الدَّولي كإِصلاحي يسعى للتَّغيير! فالذي يُرِيدُ محاربة الفساد في بلاده مثلاً لا يساومُ الحيتان الكبيرة لإِطلاق سراحهِم مقابل أَموالاً يدفعونها لَهُ! فاذا اعتبرهم لصوصٌ فلماذا لم يقطع أَيديهم كما يفعل ذلك مع أَصغر وأَتفه لصٍّ في البلاد؟! أَلا يعني ذلك أَنَّ غرضهُ ليس مُكافحة الفساد وإِنَّما تقليم أَضافر ونزع أَسنان كلَّ مَن له القُدرة على المُعارضة؟!.
إِنَّ ترامب بتمكينهِ [الغُلام] من بلاد الحرمَين الشَّريفَين يصنع ديكتاتوراً جديداً في المنطقة! إِنَّهُ يصنع [صدّاماً] جديداً أَخشى أنَّهُ يقود المنطقة إِلى كوارثَ لا تقلُّ خطورةً عن تلك الكوارث التي قادها إِليها الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين!.
٩ آذار ٢٠١٨
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat