كثيراً ما نسمع بمصطلحات تتداول بين الأوساط الجماهيرية والثقافية وتحمل جنبه انجذابية ومنها هذه الكلمة التي تقول "لله درك" وعندما بحثنا عنها وجدنا أنهم يعنون بقولهم لله درك، فالدر في الأصل: ما يدر أي ما ينزل من الضرع من اللبن، ومن الغيم من المطر، وهو كناية عن فعل الممدوح الصادر عنه، وإنما نسب فعله إليه تعالى، قصداً للتعجب منه لأن الله تعالى منشئ العجائب، فكل شيء عظيم يريدون التعجب منه ينسبونه إليه تعالى ويضيفونه إليه تعالى، نحو قولهم: لله أنت، ولله أبوك، فمعنى لله دره: ما أعجب فعله.
وقالوا: لله درك أي لله عملك يقال هذا لمن يمدح ويتعجب من عمله، فإذا ذم عمله قيل: لا درّ درّه. وقيل: لله درك من رجل معناه لله خيرك وفعالك، وإذا شتموا قالوا: لا درّ درّه أي لا كثر خيره ، وقيل: لله درك أي لله ما خرج منك من خير.
قال ابن سيده: وأصله أن رجلاً رأى آخر يحلب إبلاً فتعجب من كثرة لبنها فقال: لله درّك، وقيل: أراد لله صالح عملك لأن الدر أفضل ما يحتلب، قال بعضهم: وأحسبهم خصوا اللبن لأنهم كانوا يقصدون الناقة فيشربون دمها ويقتطونها فيشربون ماء كرشها فكان اللبن أفضل ما يحتلبون.
وفى الخزائن قال: الفائدة للدعاء على الشخص للّه درك قيل: لما كان الرضاع تؤثر فى الطباع قالت العرب: للّه درك حتى تتخلق بأخلاقه تعالى، ويمكن أن يكون المراد للّه إحسانك ونفعك حيث إن اللبن أنفع شىء عند العرب.
وجاء في جمهرة اللغة، درَت عينه بالدمع، ودرَّ السحاب بالمطر درّاً ودُروراً. ومثل من أمثالهم: ما اختلفت الدِّرَة والجِرة" ودر الفرس دريراً، إذا عدا عدواً شديداً سهلاً.
وفي التهذيب: لله درّك معناه لله خيرك وفِعالك، يقال: هذا لمن يُمدح ويتعجب من عمله، وإذا شتموا قالوا: لا درّ درُّهُ أي لا كثر خيرُه. قال: والدَّرِير من الخيل السَّريع المكتنز الخلق المقتدر.
وقال ابن شميل في قولهم لله دَرُّك، أي لله ما خرج منك من خير.
وعن ابن الأعرابي قال: الدَّرّ العمل من خير أو شرّ، ومنه قولهم: لله درُّك يكون مدحاً، ويكون ذمًّا كقولهم: قاتله الله ما أكفره، وما أشعره.
قال: والدَّرُّ النّفس. والدَّرّ اللبن، ودَرَّ وجهُ الرجل يدِرّ إذا حَسُن وجهه بعد العلة، ودرَّ الخراج يدرّ إذا كثر، ودرَّ الشيء إذا جُمع، ودرّ إذا عُمل.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat