صفحة الكاتب : حسين فرحان

الفوضى الخلاقة ، المشروع الماسوني الامريكي
حسين فرحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لايخفى على ذوي الالباب أن السياسة الخارجية الاميركية ثابتة لاتتغير وإن تغيرت الوجوه الحاكمة ، فوظيفة الحاكم الجمهوري في تنفيذ خطط السياسة الخارجية هي ذاتها وظيفة الحاكم الديمقراطي والتي تكون تحت اشراف ومتابعة الكونغرس وقد يحاول الحاكم ترك بصمة معينة في السياسة الخارجية لكنها ستكون تنفيذية محضة ولا اجتهاد شخصي فيها وان حصل هذا الاجتهاد فلن يكون بمعزل عن الاذن من الجهة الرقابية العليا ، وهذا كله بخلاف ما ينتهجه كل واحد منهما في إدارة الشأن الداخلي للبلاد الذي يحظون فيه بمرونة أكبر لتنفيذ البرامج الانتخابية  .
ومما تجدر الاشارة اليه ذلك المصطلح السياسي المهم الذي اصبح ركيزة من ركائز السياسة الخارجية الاميركية وهو ( الفوضى الخلاقة ) الذي تبنته الولايات المتحدة وركزت عليه في سياستها الخارجية خصوصا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 .
وأول من تبنى ذلك هو جورج بوش الابن قبيل الحرب على العراق وليتم الاعلان عن ذلك بشكل رسمي على لسان وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس عام 2005 بحديث صحفي مع جريدة واشنطن بوست الأميركية , اذاعت حينها عن نية الولايات المتحدة بنشر الديمقراطية بالعالم العربي والبدأ بتشكيل مايُعرف ب "الشرق الأوسط الجديد " , كل ذلك عبر نشر " الفوضى الخلاقة " في الشرق الأوسط عبر الإدارة الأميركية .
مصطلح ( الفوضى الخلاقة ) مصطلح قديم في أدبيات الماسونية القديمة  حيث ورد ذكره في أكثر من مرجع وأشار إليه الباحث والكاتب الأمريكي دان براون إلا أنه لم يطف على السطح إلا بعد الغزو الأمريكي للعراق الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش .
ولكن ماهي مبررات استخدام هذا السلاح بالنسبة للامريكان الذين عرفوا بميكافيليتهم البغيضة هل هي الميكافيللية ذاتها أم لتجنب الوقوع بخسائر كبيرة نتيجة التدخل المباشر طويل الامد ؟.
هل ان الولايات المتحدة ماتزال تنتظر حصاد زرعها  في العراق والذي تهدف من خلاله الحصول على نظام حكم يتلائم والسياسة الخارجية لها  بعد ان نثرت بذور هذه الفوضى المقيتة ؟ .
والان لنحصل على تعريف اكثر دقة للفوضى الخلاقة (  الفوضى الخلاقة (بالإنجليزية: Creative Chaos) هو مصطلح سياسي - عقدي يقصد به تكون حالة سياسية بعد مرحلة فوضى متعمدة الإحداث تقوم بها أشخاص معينه بدون الكشف عن هويتهم وذلك بهدف تعديل الأمور لصالحهم، أو تكون حاله إنسانية مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة من أشخاص معروفه من أجل مساعده الآخرين في الاعتماد على نفسهم ) مصدر التعريف هذا هو موقع ويكيبيديا .
لو تأملنا جيدا في التعريف سنجد ان الشطر الاول هو الذي ينطبق على السياسة الامريكية في العراق وهو ان الغاية هي تعديل الامور لصالح الامريكان اما شطره الثاني والذي يتضمن ( مساعدة الاخرين في الاعتماد على انفسهم ) فهو ضحك على ذقون المغفلين الذين مازالوا مؤمنين بأن نظرية المؤامرة لاوجود لها .
المخطط الامريكي الذي يعتمد على مصطلح ماسوني خطير كالفوضى الخلاقة وبعتمد على الميكافيللية لتبرير الوسائل بحاجة الى وعي يهدم معاوله ويرد كيده وهو بحاجة الى نظم امر لم نجد مصداقه الا في الوقفة المشرفة للمرجعية الدينية العليا وبحكمة السيد الامام السيستاني وطاعة اتباعه في الحفاظ على المصالح العليا للبلاد واسقاط كل مخططات الماسونية العالمية التي تستهدف العراق بالحرب العسكرية والفكرية والعقائدية .
لقد دأبت المرجعية الرشيدة على متابعة الحدث وبشكل مبكر واتخاذ مايمكن اتخاذه للتصدي لهذه المؤامرات الكبرى وبوعي تام لما يراد بهذا البلد .
بينما سقط آخرون في فخاخ الامريكان ودعواهم الزائفة بربيع عربي ومدن فاضلة فخاضوا جميعا في هذه الفوضى ( الكل مع الكل ضد الكل ) .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين فرحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/03



كتابة تعليق لموضوع : الفوضى الخلاقة ، المشروع الماسوني الامريكي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net