صفحة الكاتب : امل الياسري

الخرافة نشأت حين تخلى الأمراء عن وظيفتهم!
امل الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

روي أن إبن عياض كان قد تعلق بأستار الكعبة موسم الحج، متوسلاً العلي القدير، بأن يصلح أحوال الأمراء والعلماء، فسأله أحدهم وكان عالماً: ويحك، أتدعو للأمير بالصلاح، فأجابه: (نعم إنْ صَلُحَ صَلُحْنُا، وإن فَسُدَ فَسُدْنُا)، وهذه القصة تنطبق على أوضاع بلدنا الجريح، فجميع العراقيين متعلقون بأستار المرجعية الرشيدة، حيث بُح صوتها من كثرة مطالباتها، بالضرب بيد من حديد على الفاسدين، ولكن كيف يتم القضاء على الفساد والمفسدين، أبدعاء إبن عياض، أم بكلمة يكتبها الإصبع البنفسجي؟!

خرافة (القائد الأوحد) نشأت، عندما أصبح الأمير مجرد حاكم لجباية الأموال، متناسياً مفهوم كونه خادماً ومرشداً، وحافظاً للرعية في كل أمورهم، لذا يجب التفكير للحظة، أن المصانعة والمهادنة مع الفساد تعني نهاية كرسيه، كما أن أباطيل الطغاة مهما حاولوا نشرها، فستصنع منه بطلاً ورقياً ملطخاً بدماء الأبرياء، فمحنة كبيرة أن يكون جزء من أبناء البلد خونة يسعون في خرابه، عليه مسألة تغيير الوجوه الكالحة، باتت من ضرورات العملية الإصلاحية، وسننتصر إذا آمنا بعراقنا كوطن للجميع.

هناك حقائق يجب الإلتفات إليها في ديمقراطيتنا الغريبة، منذ عام(2003) وحتى الآن، أبرزها أن حياة الكراسي أثمن من أرواحنا، وطريقة الدستور المكتوب بإسم الديمقراطية، والحكم به غير ديمقراطي، ففيه أخطاء غير قابلة للتصديق، وكأن شعار مكافحة الفساد بات إسماً يلائم الأغلبية على الساحة، فهناك كُثرٌ ممَنْ يقدسون المرجعية، لكنهم لا يلتزمون خطوطها، فما حلٌّ يسعنا إلاّ أن تتنفض صناديق الإقتراع، من أجل إزالة الفقر على يد الشباب، فهم ذخيرة الحاضر لمشروع دولة تحتضن جميع المكونات.

مفاتيح الجنة ليست في جيوبنا، ولسنا ندعي الكمال، ولكن المشروع المتكامل والرؤية الواقعية، حول ما يحتاجه المواطن في هذا الظرف العصيب، تجعلنا نؤمن بقدرتنا على تجاوزر التحديات الراهنة، والإستعداد لمرحلة ما بعد داعش، لأن أبوابنا مفتوحة للجميع، ومهم جداً أننا لن نتراجع، بل دائماً ما نراجع، لكي يتحول الشارع العراقي، لكتلة وطنية واحدة بإتجاه النصر، فمعركتنا معركة وطن ووجود، وقد أثبت العراقيون للعالم أجمع، بأنهم متسلحون بعقيدة لا تنكسر، لذا فلن يُهزموا لأنهم حسينيو البقاء.

الخرافة هي أن يصدق السذج، أن داعش جاءت بدولة خلافة إسلامية، تعيد لهم هيبتهم الجاهلية، عليه نحن نذكر رجال المحافظات، التي إستباحتها جرذان الصحراء، أنكم تخليتم عن مهمامكم الوطنية والأخلاقية، وإرتضيتم لأنفسكم السكوت والتفرج، ولولا كلمة سبقت من ربك (إعلان الفتوى الجهادية)، لساخت أراضيكم بمَنْ فيها وما عليها، فعووا الدرس جيداً، وأصلحوا أمركم لإصلاح مجتمعكم الذي إنتخبكم، ولا تجعلوا أعمالكم مجرد خرافة، يتناقلها أصحاب الفضائيات، والفرصة ما زالت قائمة لتنهضوا من جديد، فالعراق لجميع العراقيين.

العالم يعرف أن العراقيين وما قدموه من تضحيات جسام، إنما هم يدركون الى أي عقيدة وثقافة وتأريخ ينتمون، لذا فهم لم ولن يترددوا في مواجهة داعش أو غيرها، للدفاع عن الأرض والعرض والمقدسات،مع أن الأعداء يتربصون بنا السوء، لكن أبناء الحشد المقدس، والجيش العراقي، وقوات الحدود، ومكافحة الإرهاب، والرد السريع بالمرصاد، والذين لن تذهب دماؤهم سدى، فسيادة العراق خط أحمر، ولن نسمح لأية خرافة أخرى بالنشوء على أراضينا، سواء أكان إبن عياض بينهم أم لا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/21



كتابة تعليق لموضوع : الخرافة نشأت حين تخلى الأمراء عن وظيفتهم!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net