صفحة الكاتب : حسين فرحان

طوابير لاتنتهي حكايتها
حسين فرحان

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد.15 عاما من اعوام التغيير والخروج من الحقبة المظلمة للانظمة الدكتاتورية , ماتزال معالم البؤس والشقاء شاخصة في أروقة الدوائر الحكومية وأمام شبابيك المراجعين تحديدا وهم يتوسمون المروءة في شخص الموظف الشاخص بكتلة جسده المدللة على اجهزة التكييف التي تتكلم بوجهين كحال بعض المنافقين والمتملقين فهي تعطي نسيما عذبا لطاغية الشباك وتلقي بسمومها على المراجع القانع بالصيف الطبيعي والصيف المصطنع الذي وفرته له حكومته البارة . اللوحة لم تكتمل بعد , فأن سموم المكيفات هي بوادر المحنة لا المحنة ذاتها لأن المحنة بتمامها متعددة الفصول وكل فصل يهون ما دونه . المشهد لايختلف بشيء عن مشهد وقوف مساكين ذلك الزمان على شبابيك دوائر التجنيد الصدامية بيد أن جناب السيد الانضباط قد غادر المشهد وتم استبداله بأشخاص يخرجون من نعيم المكيفات لمرات عديدة ( يطالبون ) مساكين الطوابير بالتزام الهدوء وضبط النفس والتحلي بالصبر الذي ولد معهم . الفايل الاصفر والاخضر والوردي هو هو وأن تغير محتواه وتغير شعار الجمهورية فيه لكنه لا يخلو من مقومات ديمومته المقدسة المستمسكات الاربعة مستنسخة وربما صورة للمواطن الكريم . ولا يخفى على الفطن اللبيب العارف بمجريات المراجعات ما لهذا الفايل من استخدامات متعددة فهو تارة يكون ( مهفة ) واخرى يكون مظلة تقي من لهيب شمسنا الحرة التي لم يدخر السياب وسعا بوصفها ( الشمس أجمل في بلادي من سواها ) مع اعتزازنا بشمسنا وشاعرنا الا أنها في مثل هذه الاماكن فعلا ليست كسواها . ولأعقاب السجائر حكاية ليست ككل الحكايات فكل عقب سيجارة يسقط على الارض تسقط معه بقايا حسرات ولوعات ايسرها طول الانتظار وسوء المعاملة فضلا عن هموم وطن جريح اثقلته الحروب فأودت به في أودية مظلمة وطرق شائكة لا تفضي بالمتفكر بشأنها الا الى الاستسلام لمستقبل مجهول , هذا ماعدا الانفعالات الثلاث التي تعد من لوازم هذه المراجعات ( الانفعال الاول الملل من كل شيء هناك والثاني الفرحة بانجاز المعاملة والثالث الاحباط حين يطلب منك العودة الى المربع الاول بسبب خلل في فقرة روتينية تجاوزتها شعوب الارض منذ العصور المظلمة ) , ومن الطريف الظريف أن السادة اصحاب الطوابير يقضون أوقات الانتظار في تكرار جدلهم الفيسبوكي اليومي وندب الحظ والقسمة وهم يضمرون في أنفسهم أعذب الكلمات للثناء على صاحب السمو الموظف خلف النافذة الزجاجية ذات الفتحة الصغيرة التي تجبر المراجع على وضعية الركوع واستدبار القوم في مشهد لايخلو من تخطيط مسبق للاذلال وسأكون منصفا لو تنازلت قليلا عن وصفه بالتخطيط المسبق , فنحن جميعا بانتظار من يلغي مخططات الاذلال وظاهرة الطوابير بجميع تفاصيلها .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسين فرحان
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/06/21



كتابة تعليق لموضوع : طوابير لاتنتهي حكايتها
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net