صفحة الكاتب : خالد الناهي

لا لتجويع الشعوب، لأنه اشد أنواع الكفر
خالد الناهي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يحدثنا التاريخ عن ان القيم والمبادئ موجودة في كل شيء، ويلتزم بها الجميع، ومن هتكها او تجاوز عليها، يبقى التاريخ يستهجن هذا التجاوز فسيلعنه التاريخ لانه وصمة عار بجبين من اخترق المبدأ، لذلك التاريخ ينقل لنا احداث اعتبرها شاذة وبعيدة عن المروءة، مثلا كيف منع الامام الحسين عن شرب الماء، او كيف احرقت خيامه وسبيت نساءه، كونها تصرفات غريبة على الفطرة الانسانية.
ربما البعض يستغرب او يتساءل لماذا نقول يحدثنا التاريخ، واستخدمنا لغة الماضي في الكلام؟
الجواب ان هذا القييم والمبادئ أصبحت من الماضي، بل أصبح من يحملها يتهم بالسذاجة والتخلف، فالشعوب التي تعتبر نفسها متحضرة، واصدع رؤوسنا في الحديث عن حقوق الانسان، إذا ما أعدم إرهابي او قاتل تسبب بسفك الدماء البريئة.
اليوم أقدمت على خطوة سبق ان فعلتها مع الشعب العراقي، قبل أكثرمن سبعة وعشرون عاما، من خلال قيامها بفرض حصار مطبق على الشعب العراقي، بحجة اجبار النظام السابق على الرضوخ لها، لكنها في الحقيقة لم تحصل على شيء، فالنظام كان ينعم بالحياة المترفة، والشعب اخذ يعاني الامرين.
هذه الخطوة تمثلت بفرض الحصار المطبق على الشعب الإيراني، لا لشيء، انما لأجل اثبات الوجود، ولو نظرنا الى الامر بتمعن قليلا، سنجد ان الخاسر الأكبر في هذه المناكفات بين الدولتين، هو الشعب الإيراني ليس سواه، فالحصار عادة يؤذي الشعوب، ويسلبها كرامتها، ويجعلها متهيئة لفعل كل امر مشين، اما الحكام فهم دائما، يتضامنون مع شعوبهم في اللسان، اما الحقيقة فانهم اخر من يجوع و يؤثر به حصار او حرب.
لا نعلم أي مبدئ انساني، واي شريعة سماوية، تجيز ان يحرم الطفل من الحليب، او الرجل الكبير من تلقي العلاج، والمرأة من الحفاظ على شرفها وعفتها.
الكتب السماوية جميعها تقول لاتزر وازرة وزر أخرى، فان كان لدى الحكومة الامريكية اختلاف مع الحكومة الإيرانية، ما ذنب الشعب يعاقب بجريرة خلافات وفرض ارادات لا أكثر، وما هذا الأسلوب الذي اقل ما يقال عنه انه أسلوب يدل على خسة ودونية، في التعامل مع الخصوم.
أين القتال بشرف؟ أين كبرياء تلك الدول التي تدعي انها كبيرة؟ اين الضمائر التي تقول انها تؤمن بحرية الفكر والمعتقد؟
نعتقد انها كلها مجرد ترهات، وكانت موجودة فقط عندما كانت الرجال رجال فعلا، اما الان فأننا نفتقد هذا المسمى الكبير.
لا الحصار يجعل الحكومة الإيرانية تتراجع عن مواقفها، ولا أمريكا ستحصل على أي نتائج إيجابية من هذا الحصار
الحل يكمن في الجلوس على طاولة الحوار، وإيجاد الحلول المناسبة عبر النقاشات المستفيضة والصادقة، لنجنب الشعب الإيراني، والمنطقة ويلات الموت والجوع مرة أخرى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد الناهي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/08/10



كتابة تعليق لموضوع : لا لتجويع الشعوب، لأنه اشد أنواع الكفر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net