رجال بنو دَرَّاج رحلة وصفية في تراجمهم (1)
محمد السمناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن عملية البحث والتحقيق - عن تراجم وتراث رجال العلم والفقاهة، ومشاهير علماء ورواة أحاديث الأئمة الأطهار D))– قد أرست عبر الأزمنة والعصور الرفيعة والدرجات العالية في ميادين العلم والمعرفة . ثم إنَّ الكثير من العلوم والمعارف، والحقائق قد نقلت إلينا وُحفظتْ من خلال تلامذة العترة الهادية (D)، ومن الواضح أن المورَّثَ من الأخبار، والمجاميع الحديثية والروائية ينطوي على الصحيح والسقيم، فمن هنا تأتي أهمية الرجوع إلى كتب المحدثين، وأهل التحقيق والتدقيق في هذا الفن ليتسنى لنا معرفة الثقاة الأجلاء من غيرهم .

وتوثيق المراقد والأضرحة يُعدُّ من أصعب المهام بسبب هيمنة السلطات غير الإِسلامية، وعدم إهتمام الحكومات بذلك أوقع الجميع في هذا التضارب فاضطر البعض إلى تطبيق قاعدة ( التسامح في أدلة السنن -الفقهية-) في المراقد والمزارات، ولهذا نقول بكل صراحة إنَّ عملية التحقيق والتنقيب بهذا الإِتجاه تكون لا نفياً ولا إثباتاً، فإذا ثبت أن هذا المرقد يعود لزيد من العلماء أو الثقات فهذا لا يعني أن عمراً لم يكن موجوداً من قبله، وهذا ما سوف نبينه بشكل واضح وصريح .

وهذا البحث الذي بين يديك – أيها القارئ الكريم ـــ يسلط الأضواء على جملة من العلماء والفقهاء من الطائفة الشيعية من بني دَرَّاج ابتدءاً من نشأتهم، ومحل إقامتهم وآثارهم العلمية، ومروياتهم المعرفية، وطبقاتهم، وقبورهم، وما أُختلف فيه، وأقوال علماء الرجال فيهم من المتقدمين، والمتأخرين، والمعاصرين حتى وفاتهم ومحل دفنهم، فإنَّ في حياة العلماء والإطلاع على ماضيها وتاريخها ما ينير الدرب ويصون المجتمع الإِنساني من السقوط في مستنقعِ الضلالِ والتيهِ والانحراف.

تعرض هذا الكتاب إلى جملة من العناوين: -

· ماعثر عليه في بطون الكتب والمصادر التاريخية على شكل قصاصات ورقية، وأسطر قليلة لسيرة دَرَّاج الأب النخعي الحائك، وقبيلته، وهل هو من الموالي أم لا ؟ .

· ماهومرتبط بالراوي جميل بن دَرَّاج ومروياته الصحيحة، وطبقته في الحديث، وتحقيق في موضع قبره، وما أُختُلف واشترك بينه وبين السيد جمال الدين، وحررنا محل النزاع، كما أشرنا لتعرض قبره وغيره من الاضرحة للتفجير من قبل حملة الفقه التكفيري الطائفي الذي تبناه تنظيم القاعدة الأرهابي.

· تم تسليط الضوء في أقوال الجرح والتعديل من كلا الفريقين فيما يتعلق بالقاضي نوح، وتصديه لمنصب القضاء في العصر العباسي، وكذا مروياته من المدرستين ( السنية والشيعية ).

· أسباب عدم تصدي فقهاء الشيعة لمنصب القضاء في تلك العصور الماضية إِلَّا ماندر.

· تطرق البحث إلى بعض المطالب المرتبطة بالوكالة عن الإِمامين العسكريين (C) والراوي الثقة والوكيل أيوب بن نوح الذي أحب نقل الأخبار والآثار بالمباشرة لا بالواسطة فلم يرو عن عمه ولا أبيه مع أنهما من الثقات، كما أشار البحث إلى طبقته في الحديث ومروياته، وورود إسمه في قائمة الوكلاء عنهم (D)، وفي نهاية الكتاب كان ختام المسك بالحسن بن أيوب الشاهد على سفارة عثمان بن سعيد العمري، ومن الأربعين رجلاً الذين وفقوا لرؤية الامام المهدي (f) الذين ذكرهم شيخ الطائفة الطوسي( 385- 460هـ ) في كتابه الموسوم بـ الغيبة، وتم وضع ملحق صور لتوثيق الرحلة الوصفية لمدينة الطارمية ( سميكة)، الواقعة بالقرب من قضاء الدجيل التابعة لمحافظة سامراء، وناحية الحسينية التابعة لكربلاء المقدسة. كما أنّي أمدُ يد الحاجة والضراعة إلى الله (T) في النجاح والإنجاح في إكمال ما بدأت به، وأنَّ تكونَ هذه الأسطر تحت عناية الحجة بن الحسن مهدي أل محمد (f )، ودعاء الفقهاء الأعلام.

وفي الختام اذكر ما كتبه فضيلة الشيخ الأديب حسن شاهين من تقريض لكتاب رجال بنو دراج ، حيث قام بصياغة ما موجود من في هذا الكتاب على شكل أبيات شعرية قيمة تغني القارئ عن النظر في تفاصيله .

آياتُ سِفرك رُتّلِتْ ترتيلا لتكونَ ذكراً للخلود جميلا

• ( للدرَّاج) خيرَ مقالةٍ وذكرت ( نوحاً) مِنهُمُ وجميلا

وذكرت أيوبَ بن نوحٍ راوياً من خير أصحاب الأئمة قيلا

وتلاه في تلك الوثاقة إبنُه حسنٌ غدا للعسكري وكيلا

وشرعت للآتين بعدك منهجاً وحفظت في الماضين ما قد قيلا

أحييتَ مَنْ أحيوا شريعةَ أحمدٍ وبما رَووا عن آلهِ المنقولا

( فَجميلُ) قدْ شَهِدَ الجميعُ بفضلهِ إذ جاء فرداً واستراح قبيلا

وسعى القضاء إلى أخيه مسارعاً وبحكمِ حيدرةٍ بدا موصولا

فاهنأ ( محَّمدُ) إذْ أضأت منارةً للراغبين إلى العلوم وُصولا

حُيِيتَ شيخاً للمنابر ترتقي وتنير من نهج الحسين عقولا

فأنخْ رِكابَكَ حيث شئتَ منازلاً طابَ النزولُ وطبتَ فيه نزيلا

وكساك ربّي مِن سناهُ محاسناً وجَزاكَ في يومِ الجزاءِ جَزيلا

 

الموضوع السابق مصر ... وذرية الإمام الحسين (ع) مقام السيدة سكينة (رض)

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat