صفحة الكاتب : نزار حيدر

المُهرِّجونَ ينتهكُونَ الدُّستور!
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    أ/ الرِّسالة المِحوريَّة التي بلَّغها الرَّئيس الأَميركي ترامب خلال زيارتهِ هي أَنَّهُ ليس في واردِ سحبِ قواتِّهِ من العراق،  على غرارِ ما فعلهُ في سوريا.
   ب/ لا يمكنُ مقارنة التواجد العسكري الأَميركي في العراقِ وسوريا مع بعضهِما، فبينما يُعتبر الأَوَّل شرعيّاً جَاءَ بطلبٍ من الحكومة وفِي إِطار الإِتِّفاقيَّة الإِستراتيجيَّة بينَ البلدَين والتي صوَّت عليها مجلس النوَّاب في وقتٍ سابقٍ، فإِنَّها في سوريا لم تكُن كذلكَ لأَنَّها لم تذهب بناءً على طلبٍ من دمشق!. 
   ج/ برأيي فإِنَّ هذه الرِّسالة لا يمكنُ الوثوقُ بها فمِن خلال التَّجربة ثبُتَ للمراقبينَ بأَنَّ تصريحات الرَّئيس ترامب ليست نِهائيَّة وإِنَّما هي آنيَّة!.
   د/ لذلكَ أَعتقدُ أَنَّ على العراقيِّين الإِستعداد لكلِّ الإِحتمالات فالمستقبل يُنذر بخطرٍ وينبغي أَخذ الحيطةَ والحذر بدراسةِ كلِّ الإِحتمالات!.
   لا ينبغي على العراقيِّين الإِتِّكال والإِتِّكاء على إِحتمالٍ واحدٍ، فالأَبوابُ مُشرعةٌ أَمامَ كلِّ الخيارات والإِحتمالات، خاصَّةً في ظلِّ الخسائر الفادِحة التي بَدأَ يتلقَّاها الإِقتصاد العراقي جرَّاء الهبُوط الحاد والمُتسارع في أَسعار البترول! كَون العراق لازال يعتمدُ بنسبةٍ كبيرةٍ جدّاً على المدخُول النَّفطي لا غَير! وهذه واحدةٌ من مشاكلهِ المُستدامة!.
   هـ/ المهرِّجون الذين أَثاروا موضوع السِّيادة الوطنيَّة كذَّابون ينتهكُون الدُّستور والسِّيادة والسُّمعة في آن!.
   لو كانُوا صادقينَ في حرصهِم على السِّيادة الوطنيَّة لدَعَوا إِلى عقدِ جلسةٍ للبرلمان يستضيفُون فيها رئيس مجلس الوُزراء أَو وزير الخارجيَّة ليسمعُوا منهم عن المُلابسات التي أَحاطت بزيارةِ الرَّئيس ترامب!.
   الوطني الحقيقي يحمي سيادة بلادهِ بالدُّستور والقانون واحترام مؤَسَّسات الدَّولة، لا بالتجاوُز عليها بالتَّهريج والفضائِح فِي الإِعلام!.
   إِنَّهم مدفوعُون بأَجندات خارجيَّة الغرض منها الحطِّ من سُمعة البلاد وإِثارة الشُّكوك وإِلهاء الرَّأي العام والإِتِّجار بالسِّيادة الوطنيَّة!.
   والدَّليلُ على ذَلِكَ أَنَّهم يُهرِّجون ضدَّ إِنتهاكٍ ويلوذُونَ بصمتِ أَهْلِ القبورِ تجاهَ إِنتهاكٍ آخر!.
   حتى الإِنتهاكات المزعُومة يتعاملُون معها طائِفيّاً!.
   ليسَ بالتَّهريج والعنتريَّات واستعراضِ العضلات والتربُّص وتصفية الحِسابات نحمي سيادةَ البلاد!.
   و/ حماية السِّيادة الوطنيَّة مسؤُوليَّة العراقيِّين وليست مسؤُوليَّة الرَّئيس ترامب أَو غيرهِ!.
   للأَسف الشَّديد لم يُعِر العراقيُّون السِّيادة أَيَّ اهتمامٍ فلازالت مثلاً الميليشيات المُسلَّحة تدخل في عُمق الأَراضي السوريَّة وتعود منها إِلى العراق من دونِ علمِ الحكومة العراقيَّة وهذا أَمرٌ يُعَدُّ إِنتهاكاً صارخاً للدُّستور الذي يحصر السِّلاح بيدِ الدَّولة!.
   ولازالت البلاد تعيشُ فوضى التَّصريحات إِزاء كلِّ قضيَّةٍ من القضايا من خلالِ تجاوُزِ الكُتل السياسيَّة والأَحزاب والزَّعامات مراكز القرار المعنيَّة بالموقف الرَّسمي!.
   إِنَّ السِّيادة التي لا يحترمَها أَو يحميها السياسيُّون لا يجوزُ أَن ننتظرَ من الآخَرين أَن يحترمُونها!. 
    


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/12/28



كتابة تعليق لموضوع : المُهرِّجونَ ينتهكُونَ الدُّستور!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net