صحيح ان (( الثورة يفكر بها العقلاء ، ويقوم بها الشجعان ، ويستفيد منها الجبناء ))
بالطبع هذه المقولة تنطبق على حال العراق طوال القرون الماضية وماحدث بها من تغيرات وثورات وانقلابات ، وعلى وجه الخصوص ماحدث لثورة العشرين عندما سرقها النظام البائد ومرتزقته من الاقلام الماجورة ،حيث تم نقل الثورة من ابنائها الحقيقون في الجنوب الى المنطقة الغربية والتي كانت بعيدة كل البعد عن مثل هكذا ثورة .
وماحدث في اواسط الثمانيات عندما عرضت دور السينما في مدينة السماوة الفلم العراقي (( المسألة الكبرى )) الذي يتناول ثورة العشرين والذي ارادت به الحكومة انذاك ان تجعل من قضية مقتل الجنرال الانكليزي (( لجمن )) على يد الشيخ ضاري الزوبعي الحدث الاهم والابرز في الثورة وهمشت عن قصد دور عشائر الجنوب وهم ابطالها الحقيقيون حتى وقف احد المتفرجين بعد انتهاء العرض وارتجل اهزوجته :-
لون شعلان يدري نباكت الثورة
جا فك التراب ونهض من كبره
اهي من الرميثة المسألة الكبرى
الشاهد لسه الشاهد يكدر يحجي عللعشرين
فما قام به هذا الرجل الجنوبي البسيط هو بث حقيقي لمشاعر شعب نهبت ثرواته وقتلت ابطاله وخيرة رجاله وحرقت احلامه وزيف تأريخه وسرقت ثورته الكبرى .
ويبدو ان التأريخ يعيد نفسه فقبل تسعة اعوام جاءت طيور الظلام والكفر لتحتل العراق ارض المقدسات والانبياء ، فسعوا في الارض فساد وقتلوا ونهبوا واستبحاوا الحرمات وافتضوا بكارة الارض ومارسوا كل العهر والموبقات فلم نجد من يوقفهم ويمعنهم من الساسة اورجال ((الطين)) .
حينها شعر الفرد العراقي بالمهانة والذل والمظلومية ، حيث اصبح غريباً في بلده ، عندها هبوا ورثة الثورات ، ورثة ثورة العشرين ، فزلزلت الارض تحت اقدام المحتل الغاشم واشتعل العراق بالانتفاضة ، وكالمتوقع جوبهت تلك الانتفاضات بالقمع من قبل قوات الاحتلال الامريكي ومرتزقتهم ومن الحكومة العراقية التي جاء بها بول بريمر ، لكن ابناء المقاومة الشريفة آلوا على انفسهم الا ان يستمروا بجاهدهم ومقارعتهم لقوى الكفر والشر وان ينتصروا ، فقدمو القرابين من الشهداء والاسرى والمعاقين والمشردين ،طيلة فترة الاحتلال للعراق ، فلم ينصفهم احد لابالقول ولابالفعل بل كان العكس .
لكن ابناء المقاومة الشريفة نصروا الله فنصرهم واخزى عدوهم ،وخرج الاحتلال الامريكي بهمتهم وارادتهم وقوة سواعدهم مذعوراً بلا رجعة ان شاء الله .
لكن الغريب في الامر ان من كان يتملق للمحتل ،ومن كان يخاف من المحتل، ومن كان يلمع بساطيلهم بلحيته ، ومن كان يلمع صورتهم البشعة بخطاباته ،ومن كان يشرب نخب العبودية معهم ومن كان يصدر فتاواه بمقاتلة ومقاطعة المقاومة الشريفة ويحرم على اتباعه مقاتلة المحتل ، ومن كان ينام في احضان المحتل ، هؤلاءالجبناء الاخساء الانذال هم اليوم نجدهم يحاولون سرقة الثورة من جديد ويتبجحوا بالمقامة ويعتبروا انفسهم هم من اخرج المحتل وهم من قاتل المحتل وهم من كانوا يسهرون الليل وهم من كانوا يتوسدون العبوة على ارصفة الموت ، متناسين انهم كانوا يطلقون التصريحات ضد المقاومة وهم من كان يعتقل بابطال المقاومة وهم من شرد ابناء المقاومة وهم من كانوا يصدرون مذكرات الاعتال بحق الشباب المقاوم وهم من كان يصفي بكواتم الصوت رجال وقادة المقاومة وهم من ابتكروا المخبر السري ليوشي بالمقاومة وهم من قادوا واسسوا صولاتهم ضد ابناء المقاومة .
فهنيئاً لاولائك الجبناء سرقة الثورة ، فهم الثائرون وغيرهم الخونة وهم الابطال وغيرهم الجبناء ، وهم الساهرون وغيرهم النائمون ، وهم القائمون وغيرهم القاعدون ، فاسمحوا لي ان ابصق بوجه السياسة والعنها والعن (( قواويدها )) .
فلا نعرف متى سيقومون بانتاج فلهم (( المسألة الاخرى )) ، وان حصل ذلك فهل سنجد من يرتجل بعد انتهاء العرض ؟ ويقول :-
لون الصدر يدري نباكت الثورة
جا فك التراب وطلع من كبره
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat