ستظل وحدة العراق متماسكة
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رغم ما جرى من استهداف وتنفيذ الخطط والبرامج التي أريد منها تمزيق عمق وأصالة الشعب العراقي ولم يبخل العدو في استخدام كل أصناف المكر والأعلام المعادي والممارسات المبنية على أسس بعيدة كل البعد عن روح ورسالة الدين الإسلامي السمحاء وانتقاء أهداف مركزية تشكل قوة ذات بعد اجتماعي وثقافي ,ضاناً أن الإرهاب ومن يقف في مرتكزات دوائره سيحقق شلل تام للمجتمع ويعمل على تجريد صفته الشرعية والوطنية ,لينقله من حالته الإنسانية وتفكيره الجاد نحو بناء مستقبل يساير مراحل التطور والازدهار لكافة دول العالم إلى اليأس والانكسار وكيف تخترق أيدلوجيات الإرهاب المجردة من القومية والوطنية والإنسانية, ومن خلال قراءتنا لواقع المجتمع العراقي ومن سير الحركة والتعاملات الاقتصادية والعلاقات الاجتماعية والتناحر السياسي لم يشكل لنا ضعف وعلامة بارزة بأن الإرهاب وراء ذلك ونجح في تحقيق مأربه في تمزيق وحدة العراق التي حيرت منابع ومراكز الإرهاب الدولي , وخصوصاً أن العراقيين لازالوا يستذكرون في هذه الأيام أصداء واقعة ألطف وهي تلهب نزيف ذاكرة الدم , الذي لا يتوقف سعير نارها المتقدة في قلوبنا , وهي أروع صفحة من صفحات الرسالة الإسلامية التي أمدت العالم الإسلامي بأبهى آيات الوعي وأرقى درجات البطولة والفداء وأنقى حالات الوفاء , فسلام على الجسد الطاهر لذلك البحر الزاخر في ثرى كربلاء المقدسة , ونحن نعيش ذكرياتها وظلالها في عقولنا وارواحنا , حيث خلفت لنا عنفوان مستمر ووضعت المسلمين على سبل الحرية والارتقاء بمستوى أفضل للحياة الحرة الكريمة , ورفض الخضوع ومحاربة الاستكبار أين ما حل في بقاع الأرض , وعبأت جميع المسلمين بأن المؤامرة مستمرة والهدف محدود ولم ينفذ سهم الحقد إلى قلوب المؤمنين وهم يستذكرون كل معاني البطولة والإخلاص والوحدة , فالتجأوا إلى طرق سهلة ومجردة من الروح الإنسانية مما يدل على فشلهم وهم يقتلون اضعف طبقات المجتمع ,وخصوصا من أصحاب القوت اليومي كما جرى يوم الخميس المصادف 22/12/2011 عندما نفذ قتلة الحسين عليه السلام تفجيرات في بغداد راح ضحيتها عشرات الشهداء واختلطت دماء الأبرياء لتعطي صبغة ولون واحد تمثل نسيج طالما راهن الإرهاب أن يصنفه ولم يستطيع أن يعزل الدم السني والشيعي وأكثر الذين استهدفوا من العمال والكسبه وهم متوجهون إلى إعمالهم , وكان من وراء هذا الاستهداف لجميع أطياف المجتمع العراقي , هي الرسالة التي يوجها الإرهاب باستمرار وهو يعمل من اجل تحقيق وقف عجلة التطور والبناء وتعطيل المسيرة التربوية والعلمية وإيقاف مشاريع البناء وحركة الاستثمار مع إحداث شرخ في نسيج صفوف أبناء الشعب وجره إلى القتال وتمزيق التلاحم الاجتماعي بين أفراد المجتمع , بعد أن عجز لأكثر من مرة بتحقيق مآربه الطائفية والعنصرية , أن الشعب العراقي اليوم أصبح أكثر قوةً وتلآحماً وانسجاماً ويقهر أعدائه حين ما يلمم جراحه متجها إلى عمله وسط أعمال العنف من اجل أن يشرع بالبناء ويضيّق فجوة الإرهاب , ولا يختلف الأمر عند أبناء طلبتنا حينما يتجهون إلى مدارسهم لطلب العلم والمعرفة وسط تلك الأجواء التي يراد منها إيقاف العمل وتعطيل الحياة في بلد عمق تاريخه ألاف السنين , وبرق منه أول حرف للكتابة ونور به الإنسانية وسار إلى ابعد نقطة في الكون , ووهج شعلة أضاءت الزواية المظلمة بعد أن عاش العالم فترة من الصراعات والبقاء للأقوى , من العراق اكتشفت الكلمة الصادقة وعرف الإنسان القانون فيه وسجل لنا التاريخ والحضارة أعظم الملاحم والقصص ولازالت أثارها اليوم منتشرة في ربوع وطننا العزيز رغم أنها تعاني من إهمال وعدم صيانة أثرها لتكون شاهد عصر ومفخرة على أنها حصيلة الإبداع الفكري والإنساني وما خلفه العظماء كي نستلهم من الماضي لمواجهة العبر في المستقبل , كما أن تاريخنا القديم مفخرة لكل العراقيين لان أؤسس على منهج علمي , العراق اليوم يمر بمرحلة خطيرة من تاريخه السياسي , فيعمل الحاقدون والمرجفون على الإنسانية أن يجعلوا فيه عجلة التقدم متوقفة بكل صنوفها ,ومن أجل ذلك علينا مسؤوليات كبيرة بحجم التحدي , لا فقط أن نطلق الشعارات والكلمات , أيها العراقيون أذا كنتم تحبون الحسين عليه السلام , عليكم أن تتذكروا وفائه وشجاعته وإخلاصه وسيرته الحسنة وكلماته التي تحولت إلى رسالة تلزم الإنسانية إن تطبقها كي تحقق أهدافها بأقصر الطرق وأقل الخسائر ,, يقول الزعيم الهندي .. غاندي (( لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين عليه السلام ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند أذا أرادت احراز النصر فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين عليه السلام )) ثم قال لو كان لي عشرة رجال من أصحاب الحسين لفتحت الدنيا )) ومن الجدير بالذكر ونحن في بداية عام جديد أتوجه بالأماني والتبريكات إلى العالم الإسلامي بمناسبة سنة جديدة نتطلع إليها بشوق وأن يسود السلام والمحبة وأن يعم الخير على ربوع وطننا وأن يكون عام الثقافة كما أطلق عليه , وأتمنى أن يحفظ الله العراق وأهله من كل مكروه .
sadikganim@yahoo.com
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
صادق غانم الاسدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat