صفحة الكاتب : ماجد الكعبي

دماء السنة والشيعة امتزجت على أديم البطحاء
ماجد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بلوعة مرة ,  وبأسى مرير,  تلقينا النبأ – تفجير مدينة البطحاء -  الذي  نزل على رؤوس المحبين والمنصفين نزول الصاعقة ,  فكل الضمائر الحية تكاد تتمزق ,  وكل القلوب النقية تكاد تنفجر ,  وكل الدموع الكاوية يتزايد زخها على هذه الكوكبة المخلدة في نفوسنا من حراس الوطن  وهم الملازم الشهيد نزهان صالح حسين الجبوري ونائب العريف علي أحمد سبع، (وهما سنيان قدما مع وحدات الجيش من الموصل وديالى  والمنتسب يحيى من  أهالي ديالى , هؤلاء الأفذاذ استشهدوا أمس اثر الانفجار الإرهابي الأسود في مدينة البطحاء فامتزجت أرواحهم ودمائهم مع أرواح ودماء إخوتهم زوار الأمام الحسين عليه السلام  . فأي ضمير لا يتحسر ,  وأي لسان لا يجهر بإدانة الفعلة النكراء التي حصدت أرواحا بريئة ونفوسا نقية بلا ذمة ولا ضمير ..؟  وهل ميز الإرهابي القاتل بين السني والشيعي والمسيحي ..؟  آهٍ آه واحسرتاه على كل إنسان متمسك بالقيم والشهامة والإخلاص وتزهق روحه الطاهرة والطيبة بأساليب الإرهابيين والقتلة السقطة المجرمين الذين لا يمتلكون الشجاعة والشرف والمروءة .. ماذا يبتغون من هذه الممارسات الخسيسة التي تطال الأبرياء..؟ فما هو ذنب الشهيد السعيد الملازم نبهان ..؟  وما ذنب كل من سقط مضرجا بدمائه بأيدي عصابات القتل والاغتيال والتخريب ... فإلى متى يظل عراقنا الجريح ينزف وينزف ولا نجد العقوبات الحاسمة والصارمة لفلول الشر وأفاعي الجريمة والعدوان ..؟؟ لماذا لم نسمع ولم نشاهد جثث هؤلاء القتلة معلقة على أعواد المشانق في الشوارع والساحات العامة لكي يتعظ المجرمون وعلى الأقل لكي تقل وتتضاءل الجرائم المتواصلة ضد شعبنا الصابر المبتلى .إن أرواح شهداء البطحاء تصرخ عاليا ومع أرواح كل الشهداء الأبرار: أين القصاص وأين العقاب ,  وما معنى هذا السكوت المشجع للجريمة ..؟ الكل يجزم بان الجرائم تتزايد وتتزايد وكيف لا تتصاعد ولا نجد أي إجراء أو أي قرار أو حكم يضع حدا أمام هذا الطوفان العارم من الاغتيالات والانفجارات والعبوات والمفخخات والمسدسات الكاتمة للصوت ,  انه لموقف يثير العجب والتعجب   .
 أخي الشهيد نبهان ..
أخي الشهيد يحيى ..
أخي الشهيد نزار ..
أخي الشهيد حيدر ..
أخي الشهيد علي ..
 يا من رحلتم عن هذه الدنيا الفانية ,  فقد رحلتم بأجسامكم  , ولكنكم باقون بذكرياتكم التي لن تطوى .. باقون بمواقفكم التي يتغذى منها الكثيرون ,  باقون بآثاركم الخالدة المسجلة على حنايا القلوب .. فيا أيها الشهداء  الراحلون إلى عالم الأبدية ,  إنكم لن ترحلون عن قلوبنا ,  فأنتم راقدون بين أجفان العيون  , وأنتم مستقرون بين حنايا الضلوع ,  وأنتم نشيد كل من ينشد الحق والحقيقة .. أنتم خسارة كبيرة لن تعوض بثمن .. أنتم خسارة لكل الضمائر الحية النابضة بالوطنية والتآخي والصفاء والنقاء .. رحلتم عنا ونحن بأمس الحاجة إلى أن نرتشف من ينابيعكم التي لا تنضب .. رحلتم عنا ونحن بمسيس الحاجة إليكم .. فما أتعس وأقسى فراقنا وفراقكم عنا ,  فما أشقى الحياة بفقد الأحبة والشرفاء .. فقدناكم فقدان العين لمقلتها ,  وفقدان ساع إلى الهيجاء يمناه .. ودعناكم ودموع العين دامية والنفس جياشة والقلب آواه .. ياحسرتنا عليكم  , ويا فجيعتنا بكم ,  ويا حزننا الذي لا ينتهي , فكم قاسية هي المقادير ,  وكم ظالمة هي الأقدار إذ تنتزع النماذج من واحة العطاء والنقاء .. إن أحزاننا تتأجج ,  وحسراتنا تتصاعد عليكم .. يا أيتها الأغصان العراقية الأصيلة  التي ذوت .. ويا أيتها الأحلام التي انطوت .. فكم كبيرة هي ماساتنا بكم ,  وحزننا الذي لا ينتهي عليكم , ماذا نريد أن نقول لكم و عنكم يا نجوما قد انطفأت , ويا شموسا قد انكدرت ,  ويا أقمارا قد أفلت , ان مواقفكم البطولية  ما تزال تتكلم ,  وأرواحكم ما تزال تزغرد  بحب الحسين عليه السلام ,  فأية ثروة توازي ثروة حب الناس لكم ..؟ وأي انجاز يجاري تضحياتكم. ..؟  وكل ما اطرحه عنكم وأسجله لكم قليل من كثير لأنكم أغنيتمونا بمواقف لا تقدر بثمن  ,  فكيف لا أمدحكم وأنا واحد من الذين سمعوا عنكم المزيد المتزايد من المواقف الإنسانية المزروعة في واحة أفئدتنا . إن الكثير منكم يا سادتنا الكرام لم يقدموا بمثل ما قدم الشهداء نبهان  ويحيى  ونزار ,  فحرام علينا وعليكم أن تتقاعس عن إحياء ذكراهم ,  وتخليد أسمائهم وإظهار تاريخهم ومواقفهم الوطنية ,  فان لم تفعل  فسيعاقبنا الله والتاريخ على هذه الجناية التي لا تغتفر بحق الوطنيين الأفذاذ .  وأي جناية أعظم واكبر من أن نقول بان الإرهابي الذي فجر نفسه في موكب البطحاء هو سني المذهب ..!!! وها هي دماء السنة نبهان ويحيى ونزار لم تجف  بعد ولم تبرد, مالكم كيف تحكمون  ألا تعلموا بأننا سنرتكب خطا لم ولن يغفره لنا التاريخ لو روجنا بان الفاعل سني المذهب  , إن أخس ما يبدر من الإنسان أن يتنكر لدماء السنة التي امتزجت ودماء الشيعة , وما زال الدرب طويلا .
  إن كل من يعرف سنة العراق الشرفاء يقف بانحناء وخشوع أمام مواقفهم وأحزانهم على شهداء مدينة البطحاء حيث  امتزجت دموعهم وتوحدت , مثلما توحدت دماء السنة والشيعة في مذبحة النخيب  حيث قتل الإرهابيون ثلاثة من  أهالي الفلوجة وهم من السنة , وبالأمس كان الموقف الإنساني والبطولي للشهيد عثمان العبيدي الذي استشهد غرقا من اجل إنقاذ مجموعة من زوار الأمام الكاظم الشيعة في حادثة جسر الأئمة , وبالإضافة لما تقدم أن التفجيرات التي ينفذها الإرهابيون والقتلة  في الأسواق والمقاهي والمطاعم والمساجد والكنائس والشوارع  والحسينيات والمواكب  وغيرها فالضحايا هم عراقيون ولا يميز القاتل بين السني والشيعي والمسيحي و العربي الكردي والتركماني  والأسود والأبيض . والخلاصة أن القاتل واحد والضحايا من طوائف ومذاهب وقوميات شتى . فهل يجوز ان نفرق بين هوية الشهداء  وهم ( أحياء عند ربهم يرزقون )فطوبى طوبى لكم يا شهداء الوطن.

 مدير مركز الإعلام الحر 
majidalkabi@yahoo.co.uk

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/11



كتابة تعليق لموضوع : دماء السنة والشيعة امتزجت على أديم البطحاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net