صفحة الكاتب : عباس البخاتي

المرجعية ومواقع التواصل ..توجيه ام شكوى ؟
عباس البخاتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

على الرغم من الخدمات الجليلة التي توفرها مواقع الإنترنت، من سرعة إيصال المعلومة، ونشر الخبر على نطاقٍ واسع وسرعة الاتصال وتقريب المسافات بين الأفراد..إلا إن ذلك لا يعني خلوه  من السلبيات العديدة الناتجة عن الإستخدام السيء لتلك التقنية.  
لا يمكن إعتبار تناول موضوع التواصل الاجتماعي من قبل المرجعية كتوجيه وإرشاد، بقدر ما هو شكوى من مستوى الإنحدار الذي وصل اليه بعض محدودي الثقافة وقليلي الوعي الذين اصبحوا اداة يتحكم بها العقل الجمعي دون ان يلتفتوا لما يٌراد بهم من قبل باعة الضمير الذين يختبئون خلف عناوين وهمية لبث سمومهم.
                   
تعتبر الكراهية  أحدى نتاجات سوء الإستحدام والتي تتولد لدى شخص أو جماعة كونها متأصلة في طبيعة البعض. 
كيف لنا ومن خلال نفس مسببات الداء أن      نصنع الدواء؟  بعبارة إخرى هل نحن قادرون من خلال التواصل الاجتماعي أن نعمل على مواجهة الكراهية بعد ان اصبح بإمكان من هب ودب يبدي رأيه بأمر ليس من إختصاصه! مما يثير حفيظة الآخر الذي يعتبرذلك بمثابة استهداف له وتعد على متبنياته الفكرية والعقائدية. 
لم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى تحريف الحقائق وإشاعة اليأس والتغطية على كل ما من شأنه أن يبعث الأمل  في النفوس.
طالما حذرت المرجعية من الآثار السلبية التي تسببها الإشاعات الصادرة من بعض المواقع تجاه بعض الرموز والجهات بل وصفت الامر بانه اشد أثراً من القتل الفعلي كونه يؤدي الى قتله إجتماعياً وإهدار كرامته.
العوامل السياسية لها دخل في تفشي تلك الظاهرة بدواعي التنافس غير المشروع خصوصاً من بعض الجهات التي تمتلك الاموال لتسخر جزء منها لهذا الغرض إعتماداً على الجيوش الإلكترونية التي تجندها للإطاحة بخصومها.
خطورة هذا الامر لا تتعلق بإستهداف الرموز الدينية والسياسية فحسب بل وصلت إلى هدم النسيج الإجتماعي وساعدت على التفكك الاسري والإنحلال الأخلاقي وهو مؤشر على إنهيار المنظومية القيمية لمجتمعٍ عرف بإعتماده على مرتكزات الوعي العقائدي المتمثلة بالعشيرة وطابعها المحافظ الذي لا يتقبل ظواهر الإنحراف تحت العناوين التي تسبب تسطيح الفكر وإنسلاخ الانسان من ثوابته الدينية كحرية الرأي والتعبير والإنفتاح والحداثة وكلها ترى في المرجعية الدينية العقبة الأهم والحصن الاخير المانع من إنهيار المنظومة القيمية خصوصاً في اوساط الشباب الذين تعمل عدة أجندات على إستثمار حالة الإستياء لدى أغلبهم خصوصا عندما يتعلق الأمر بنقص الخدمات وتفشي البطالة وظهور الطبقية الاجتماعية والاثراء على حساب المال العام دون رادع قانوني


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس البخاتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/04/15



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية ومواقع التواصل ..توجيه ام شكوى ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net