صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

غابت فأندثرت معها الأخلاق.
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أغلب أمهاتنا وأبائنا في الماضي القريب كانوا محدودي التعليم لم يكونوا من خريجي الجامعات الامريكية ولا جامعات أكسفورد، ولا من طلبة العلوم الدينية، لكن كان لديهم دستور ا يلتزمون بيه "عيب أبني"كانت تلك الكلمة منهاجا للتربية السليمة والصحيحة وتقويم السلوك.

كلمة بألف كتاب والف معنى والف منهج تدريسا ،كل حرف فيها كان موسوعة علمية بحد ذاتها، كانت تردد مع بساطة قائلها الذي لم يكن تلقى تعليم الكتاتيب لكنها مورث حافظ عليه شكلا ومظمونا.

"عيب أبني لا تجلس في الباب" عيب أبني سلم على الكبير ، عيب أبني لاتختلس النظر على الجيران، عيب أبني لاتضحك بصوت عال، عيب أبني لا تجادل أخوك الكبير،عيب، عيب، عيب ...

كلها مفاهيم أخلاقية عند ما نفككها نجدها دستورا قرآنيا وأخلاقيا يعتمد في أساسيات التربية الحديث وسلوكيات تربية الطفل.

بهذا الكلمة الشعبية تعلمنا أحترام الجار وتوقير الكبير وحقوق الوالدين، والحفاظ على المال العام تعلمنا كيف نجلس وكيف نأكل وكيف نختار الوقت المناسب للكلام، تعلمنا الحب الصحيح لا الحب الفوضوي تعلمنا كيف ندافع عن الوطن وكيف نزرع الأرض وكيف نبني البلد تعلمنا منها العمل بجد لكسب لقمة العيش الحلال أنها العيب أيها السادة.

بهذه الكلمة لم يكن للطلاق هذه النسب المرتفعة في المجتمع، فتعلمت البنت الحشمة وتعلم الولد غض البصر ، تعلمت الزوجة حقوقها وتعلمت كيف تربي أبنائها وكيف تدير شوؤن منزلها وتعلم الرجل كيف يعدل في بيته ، عيب كانت جامعة علوم أنسانية وأخلاقية بحد ذاتها.

كثيرا منا جرب هذه الكلمة في مواقف صعبة وضعنا فيها، فحضورها حسم الأمر لصالح العقل وغيابها قلب المعادلة لفوضى العنف، شجار بسيط بين أطفال قد يؤدي الى كارثة بين الأهل والجيران لولا تواجدها بالزمان والمكان المناسبين، عيب كانت حاضرة ، هذه جارك مثل أخوك، فما أحوجنا اليوم للعيب.

هي أكاديمية علوم ومعرفة مركزة تدخل القلب بسلاسة، لم نكن بحاجة لهذا التعقيد من الكتب والمجلدات في أساسيات تربية الطفل وتعليم السلوكيات الصحيحه.

كلمة صغير بنت أجيالا متعاقبة، جاهدوا وعمروا وأنشأوا بيوتا خرجت الادباء والمثقفين والاكاديمين والمجاهدين ، دعوة لأحيائها من جديد في مناهج التربية والتعليم ، فعيب عليكم هذا السكوت على أنهيار منظومة الأخلاق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/22



كتابة تعليق لموضوع : غابت فأندثرت معها الأخلاق.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net