صفحة الكاتب : د . نداء الكعبي

التكتك السياسي !
د . نداء الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 من اجمل ماسمعت في حياتي ؛ حديث احد المتظاهرين في ساحة التحرير مع مراسلة احدى القنوات ، التي اجرت اللقاء معه ، وهو سائق تكتك ؛ سألته: ماهي مطالبك من الحكومة ؟ قال لها بالنسبة لي لا اريد شيئا؛ لكن اطالب الحكومة بتعيين اصحاب الشهادات العليا؛ انهم درسوا وتعبوا ويجب تعيينهم. وقالت المراسلة له: انت تملك شهادة دراسية؟ قال لها: صحيح أنا لا املك شهادة ولا بيت ولا راتب؛ ولكنني املك حب العراق؛ وثم بكى وبكت المذيعة، هذا هو جيل العراق الجديد، التكتك أيقونة تظاهراتهم ! لطالما كنا ننظر ونتابع تظاهرات الدول الاخرى وثورات الربيع العربي ، ونقارن بين شبابهم وتظاهراتهم ، وبين تظاهرات شبابنا ، ونقول لانفسنا: هل هذه الشعوب افضل منا ؟ نراهم قلبوا انظمة ! واطاحوا بعروش ! لماذا نحن في العراق خانعين ، ساكتين عن اداء الحكومات المتعاقبة السيء ، الذي عانينا منه الويلات . فكلما خرجت تظاهرة، تخمدها الحكومات ، ونرجع الى نقطة الصفر! اصلاحات حكومية وهمية ! بعد كل تظاهرات واداء حكومي سيء وهكذا .. حتى جاء يوم ٢٥ اكتوبر تشرين الاول الحالي؛ وشاهدنا شباب جديد، بروح وثابة، يدرك ماذا يريد،يقول رأيه وكلمته بجرأة وقوة، فعلا يحق لنا ان نفتخر بهم ، انهم شباب رووا هذا البلد بدمائهم وهم مستعدون للتضحية اكثر واكثر ، شباب تخلوا عن مطالبهم الشخصية ، واصبحت قضية الوطن هي مطلبهم الاساسي . فعندما تتوجه الى ساحة التحرير وتشاهد هذه المشاهد التأريخية وصور التكافل الاجتماعي والاقتصادي والوطني ؛ تشعر بالرضا والغبطة. هذا المشهد طالما افتقدناه منذ زمن طويل؛ هؤلاء الشباب الذين لاتربطهم احزاب ، او طائفة او عشيرة ، جمعهم حب العراق والتضحية من اجله رغم العراقيل والمحبطات والمخدرات وغيرها من الافات التي وضعت في طريقهم ؛ لتقضي على شباب العراق نجدهم يقفون وقفة رجل واحد ، لينهضوا ببلدهم وهذا الانموذج الرائع ، سائق التكتك، الشاب المعدم الذي يعاني من الفقر والتهميش ، يقف مع اخوته . فهنيأ لك ياعراق بابنائك البررة .. وألف سلام عليك وعلى رافديك عراق القيم فأنت منار وحصن ودار لكل الأمم .. للتذكرة فقط .. الشعوب ولودة ومن يرضى بالظلم لايستحق الحياة ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . نداء الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/11/03



كتابة تعليق لموضوع : التكتك السياسي !
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net