صفحة الكاتب : حيدر الطائي

لماذا لم تفتي المرجعية الدينية في النجف الأشرف بالجهاد ضد الاحتلال الأمريكي (الحلقة الأولى)
حيدر الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يتسائل الكثير من الإخوة الكرام حول مادة عدم إعطاء المرجعية الدينية فتوى بالجهاد ضد المحتل الأمريكي الغازية للأرض العراقية. وانقسم الناس بخصوص هذا الأمر إلى فئات متعددة منها من يلقي الشبهات بين عوام الناس راجيًا من وراء ذلك بث الفرقة بينهم وتشتيت أمرهم وفئةٍ من وراء ذلك إثارة هذا الأمر هي البحث عن أجوبة عن اسئلتها وذلك للفقر المعرفي الذي تعانيه والفئة الثالثة تعرف الأجوبة معرفة الشاه عن الغنم. لكن تبغي من وراء ذلك إرضاءً لسياسات زعامات تعتاش على هذا الأمر كي تروج بضاعتها الجهادية التي تفتخر بها. وإننا بعد التوكل على الله تعالى. نضع أجوبةً وتحليلات مطابقة للواقع والعقل والمنطق أجوبةً محكمة لاتشابه فيها ولاغموض ولا مجاملة. ولهذا نقول بعد التوكل على الله سبحانه. إن المرجعية الدينية منذ تأسيسها قرابة ألف عام

قامت بأدوار وطنية شاملة وقدمت التضحيات الجسام من أجل أن ينعم الشعب العراقي والناس بوافر من الأمن والاستقرار والحرية والكرامة. وذلك لعبت دور مهم لما تتمتع من قدسية امتلكتها من من قدسية الشعب لأنها كانت مع همهم ومحنتهم وكذلك تطلعاتهم. والمرجعية الدينية هي المؤسسة الدينية الوحيدة التي لم تخضع للرقابة والسيطرة من قبل الحكومات وظلت محافظة على استقلالها حتى حافظت على تراث هذا الكيان المقدس. والجهاد هذا العنوان المقدس في الفكر الإسلامي الذي للأسف أصبح ورقة يُساء فهمه مما جعل بعض المدارس التي تنتحل مدرسة الإسلام الأصيل أن تستخدمه لضروف سياسية وشخصية ضيقة وذلك مستندة إلى تأويلات ورغبات اجتهادية مما جعله محل نظرة خاطئة منفرة تشوه معالم ديننا الحنيف وهذا نتيجة تطبيق بنوده بصورةٍ خاطئة. وعلى مدار ألف سنة من تأسيس المرجعية الدينية لم تستخدم المرجعية مبدأ الجهاد وذلك لخطر تطبيقه والتداعيات التي تفرزها نتيجة توظيف هذا المبدأ. لكن المرجعية استخدمت الجهاد الا مرة واحدة ضد الاحتلال البريطاني وذلك في عشية ثورة العشرين عام ١٩٢٠م

وذلك للتدخل العسكري البريطاني. فالعراقيون ينظرون إلى مثل هذا التدخل على إنه تهديد لدينهم ومجتمعهم. لذلك شكل دخول القوات البريطانية إلى العراق سنة ١٩١٤. تحديا كبيرًا للتركيبة الإجتماعية العراقية. ودفع الجماهير إلى الالتصاق بقوة شخصياتها الدينية. وهكذا أصبح علماء الشيعة قادة للحركات الجهادية. فبرزوا من حينها كقياداتٍ سياسية استطاعوا أن يملأوا الفراغ السياسي الذي أحدثه إنهيار الحكم العثماني في العراق على أثر الاحتلال البريطاني له من جهة وفشل قوات الاحتلال في إقرار النظام ومسك زمام الأمور من جهة أخرى. وجاء التوقيع على اتفاقية(سان رينو) في سنة ١٩٢٠م. ليحدث تحولٌ في تقرير مصير العراق. إذ جعلت لبريطانيا بموجبها حق الانتداب على العراق. فأشعل هذا الأمر انتفاضة شعبية عمت العراق ضد الاحتلال البريطاني. وأصدر المرجع الديني السيد محمد تقي الشيرازي بياناً إلى الشعب العراقي يدعوهم إلى التظاهرات السلمية للمطالبة بالاستقلال مع الحفاظ التام على جميع أنفس وأموال وأعراض غير المسلمين أبناء الأديان والملل الأخرى. ووضع الشيرازي وبقية العلماء هدفين أساسيين لنشاطهم ضد الاحتلال

الأول: إخراج القوات البريطانية من العراق وإنهاء الإحتلال

الثاني: السيطرة على النظام السياسي في العراق

ولتعزيز هذين الهدفين. أجتمع عدد من رؤساء العشائر وجماعة من العلماء في دار الشيرازي. فاصدر فتوى يدعو فيها العراقيين إلى المطالبة بحقهم بالاستقلال وإلى جواز إستعمال القوة والسلاح إذا رفضت بريطانيا قبول طلبهم هذا وهذا هو نص الفتوى 👈👈( مطالبة الحقوق واجبةٌ على العراقيين ويجب عليهم في ضمن مطالبتهم رعاية السلم والأمن ويجوز لهم التوسل بالقوة الدفاعية إذا امتنع الانكليز عن قبول مطالبهم) وتكمن أهمية ثورة العشرين في أنها تعتبر أهم حدث في منطقة الشرق الأوسط في ذلك الوقت. رغم إنها لم تحقق أهدافها الآنية التي وضعها لها قادتها. فقد استطاعت هذه الثورة أن تعجل في حصول العراق على استقلاله. لأنها حملت البريطانيين على إعادة النظر في مخططهم الأول. إلا وهو الحكم المباشر للعراق. وتغيره إلى الحكم الغير مباشر وذلك بتأسيسها الدولة العراقية مباشرة بعد قيام الثورة. إضافة إلى ذلك فإن هذه الثورة قد عجلت في حصول العراق على استقلاله. إذ لولاها لما حصل العراق على استقلاله بعد وقت قصير ويصبح العراق عضوًا في عصبة الأمم وذلك في عام ١٩٣٢. ... يُتبع...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/16



كتابة تعليق لموضوع : لماذا لم تفتي المرجعية الدينية في النجف الأشرف بالجهاد ضد الاحتلال الأمريكي (الحلقة الأولى)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net