صفحة الكاتب : د . حسين القاصد

حصر الطارمية بيد الدولة 
د . حسين القاصد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حزام بغداد مفخخ،  هذا ماقلناه وكتبناه، في أكثر من مناسبة  في الصحف العراقية لا سيما جريدة الصباح، وتحدثنا في لقاءات تلفزيونية كثيرة عن حزام بغداد؛ ذلك الحزام الذي جعله الطاغية المقبور حاجزا بشريا للحفاظ على كرسيه في الحكم؛ وقد وزعه على أعوانه والموالين له؛ وما أن سقط النظام الساقط حتى صارت اللطيفية وما جاورها تسمى بمثلث الموت؛ ثم صارت جرف الصخر مشجبا للإرهاب والسيارات المفخخة ومثلها الطارمية.
وكلما طالبنا بمعالجات مدنية لحزام بغداد انبرى ساسة الإرهاب والتقسيم للاعتراض واتهام عمليات فرض الأمن بأنها طائفية.
بقيت الطارمية مصدر قلق لبغداد وماتزال كذلك؛ حتى جرى ماجرى قبل يومين من اعتداء على القوات الأمنية واستهداف آمر اللواء ٥٩ العميد الركن علي حميد الخزرجي، بتحريض من قنوات الفتنة وجيوشها الإلكترونية الطائفية.
لم تفكر القوات الأمريكية التي استعرضت بالذخيرة الحية في المنطقة الخضراء، من تطهير الطارمية ولن تفكر أبداً؛ بينما انشغل السيد الكاظمي بغلق ميناء مندلي!  من دون أن يسأل عن ميناء الطارمية، وانشغل أيضا بإنجازات الطشة وحصر الفيسبوك بيد الدولة، بعد أن تمكن الحشد الشعبي من وأد الفتنة التي كان مخططا لها أن تقع بين مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي.
كان من بين المقترحات التي اقترحناها هو أن تنقل بعض الجامعات الكبرى إلى حزام بغداد، وبهذا نكون قد خففنا من اختناقات طرق بغداد وزرعنا بيئة مدنية في حزام بغداد فيها طلبة وأساتذة وقد تنشأ جوارها مجمعات سكنية للأساتذة وتبنى الأسواق الحديثة؛ كما أن حزام بغداد تربطه بكل بغداد طرق خارجية سريعة.
إن هذا التغيير لو تم تنفيذه فهو تغيير للتحضر والسلام وليس تغييرا عرقيا أو طائفيا؛ وهو تغيير يجعل حزام بغداد مثقفا مدنيا متحضرا.
لكن الجهات المعنية تعاملت مع مقترحاتنا على أنها كلام ( جرايد) وبقي الحال على ما هو عليه وبقيت قنوات الفتنة تغذي العنف في مناطق حزام بغداد.
كلما حاولت القوات الأمنية تمشيط الطارمية والقبض على المجرمين انتفضت قنوات الفتنة لتؤجج نار الطائفية؛ والان وبعد الحادثة الأخيرة صدرت الأوامر للقوات الأمنية ومن بينها الحشد الشعبي المحصور سلاحه بيد الدولة، ويبدو أنه سيستعيره مؤقتا لحين إطفاء فتنة الطارمية ثم يعود إلى مقراته لينتظر القصف الأجنبي أو الاستفزاز الحكومي.
على القوات الأمنية أن تطوق الطارمية بأكملها وتحظر التجول فيها وتفتش بيوتها بيتا بيتا ولا تبقي في اي بيت قطعة سلاح واحدة وتوكل حماية الناس هناك إلى وحدات عسكرية ثابتة تفرض هيبة الدولة على الطارمية وجميع موانئها!! ؛ لتعلن بذلك حصر الطارمية بيد الدولة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . حسين القاصد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/07/18



كتابة تعليق لموضوع : حصر الطارمية بيد الدولة 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net