تاملات في القران الكريم ح20
حيدر الحد راوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سورة البقرة
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ{180} فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{181} فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{182} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{183} أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{184} شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{185} وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ{186} أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ{187}
جميل ان يكون لي ربا يرعى مصالحي , ويرشدني لما يصلحني , حيا كنت ام ميتا , فهو اعلم بحالي وما ستؤول اليه احوالي , وهو اعلم بمصلحتي وما يصلحني مني , مهما كبر عقلي وتوسعت مداركي , ابقى ذلك المخلوق الجاهل , {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً }الأحزاب72
الوصية هي من جملة ما يرشدنا به الباري عز وجل , وهي من المواضيع القيمة التي جاء بها الاسلام , سواء كانت هذه الاية الكريمة نسخت ام لم تنسخ , تبقى وصية الميت واجبة التنفيذ في حدود الشريعة الاسلامية .
للمتامل ان يقف عند قوله تعالى (حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ ) , فهو يعد الوصية من مستلزمات التقوى ! .
فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَ مَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{181}
يولي القران الكريم اهمية خاصة لوصية الميت , ويفرض تنفيذها في حدود الشريعة , ويحرم التلاعب بها حسب اهواء ورغبات الاحياء من ذوي المتوفى , وكفى بالمتامل ان يلاحظ ان الاية الكريمة تصف من يغيّر او يبدل في الوصية انه ( إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ ) , (إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .
فَمَنْ خَافَ مِن مُّوصٍ جَنَفاً أَوْ إِثْماً فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{182}
لم يكتف القران الكريم من انذار وتحذير ذوي المتوفى في تغيير او تبديل الوصية فقط , بل يفرض على الموص ان يراعي حدود الشريعة و لا يحيد عنها , فأن اصر الموصي على مخالفة الشريعة في وصيته فيجوز لوليه ان يغير ويبدل في الوصية , كي لا تخرج عن تلك الحدود , ويكون في هذه الحالة ( فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ ) .
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{183}
خطاب مباشر منه عز وجل الى المؤمنين كافة , يفرض عليهم الصيام , و تؤكد الاية الكريمة ان الصيام قد فرض على الامم السابقة , وان كان بكيفيات تختلف عما هو عليه لدى الاسلام .
كما ان من مستلزمات التقوى , طاعة الباري عز وجل في كل ما يامر به .
أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ{184}
يروى ان لكل شيء زكاة , وزكاة الابدان ( الصيام ) , ايام معدودة , ثلاثون او تسعة وعشرون يوما في السنة , فمن طاق ذلك فليصم , ومن لم يطق فليفطر , ضمن شروط تحدد كلياتها الاية الكريمة , ويفصل جزئياتها علم الفقه .
الملاحظ ان الباري عز وجل قد رفع الحيف على من لا يطيقون الصيام , كالمسنين والمرضى والمسافرين , وفرض عليهم الصيام في ايام اخر , حتى تزول العلة الموجبة للافطار , ومن لم تزول علته بسبب التقدم في السن او لمرض مزمن يفرض عليهم الفدية , وتقدم للمساكين , في ذلك وجوها كثيرة للتأمل ومنها :
1- سعة رحمته عز وجل في الذين لا يطيقون الصيام , فرض عليهم فروضا اخرى , تخفف عليهم .
2- الباري عز وجل يؤكد في كثير من الايات الكريمة على اهمية اطعام المساكين والفقراء , وفي هذه الاية الكريمة يفرض فدية اطعام المساكين على من لا يطيقون الصيام .
3- تؤكد الاية الكريمة تاكيدا قاطعا على ان الصيام في الوقت المعلوم , وبالكيفية المعروفة ( خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) , ولا يخفى ما اكتشفه العلم الحديث من فوائد الصيام !.
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{185}
قيل ان ( رمضان ) من اسماء الباري عز وجل , ويستشكل بعض الفقهاء من نطق كلمة رمضان فقط للدلالة على الشهر الكريم , ويحبذ القول ( شهر رمضان ) .
تشير الاية الكريمة على ان القران الكريم نزل في شهر رمضان المبارك , لكن العلماء اختلفوا بالكيفية , فذهبت بهم المذاهب , وكل مال الى رأيه , وبقي سر ذلك مطويا الى اليوم .
تفرض الاية الكريمة على كل مسلم بالغ , شهد الشهر الكريم ان يصوم , بالكيفية التي يرويها الفقهاء , وترفع الحرج عن المريض والمسافر , على ان يقضوا ما بذمتهم في ايام اخر , ( يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) , وتؤكد الاية الكريمة على اكمال عدة الشهر الفضيل البالغة ثلاثون او تسعة وعشرون يوما , وتوصي الاية الكريمة بتكبير الله في عيد الفطر وتحث على ضرورة شكره تعالى , على ما انعم به عليهم .
هنا يتسائل المتامل , لماذا فرض الصيام في هذا الشهر دون غيره ؟ , لعل الاية الكريمة تجيب ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ) , كما هو معلوم , ان الصيام ينتهي بفرح ( العيد ) , لكن هل الفرح ( العيد ) ينسب الى نهاية الصيام فقط , ام لشيء اخر ؟ ! , لعل الاجابة تكون فيما يلي :
1- بعد الانتهاء من صيام المدة المعلومة , تكون فائدة الروح والجسد قد استكملت , وهذا مما ينبغي الفرح لاجله ! .
2- الفرح والسرور في العيد , لا يكمن عند الصيام , بل لنزول القران الكريم في هذا الشهر , وهذا مما يوجب الفرح والسرور ايضا ! .
3- او قد يكون الفرح والسرور لكلا الامرين السابقين , فيكون الفرح والسرور في العيد اعم واشمل ! .
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ{186}
تشير الاية الكريمة على قربه عز وجل من العباد , وذلك يكون على مستويين :
1- قرب خاص بالمؤمنين , طالما كان المؤمن متقربا الى الله تعالى بالدعاء والعمل الصالح واجتناب المعاصي , كان الله تعالى قريبا منه .
2- قرب عام لكل الناس , ان الله تعالى قريب من الناس , من حيث السمع والبصر والعلم , حيث قال تعالى {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }ق16
لقد تضمنت الاية موضوع واسع جدا , وهو موضوع الدعاء , حيث يروى ان الدعاء سلاح المؤمن , ومن اظرف ما روي في هذا الموضوع , ان ملكا قد حكم مدينة ما , عرف اهلها بالصلاح , وسرعة استجابة الله تعالى لدعائهم , فكلما طغى عليهم الحاكم وارادوا تغييره , دعوا عليه , فعمد هذا الملك الى الخدعة , فأخبرهم ان سكان مدينة ما قد اصابهم القحط , وهم الان يتضورون جوعا , وطلب منهم ان يتبرع كل حسب طاقته , فتبرع قسم منهم بقمح او شعير او بيض او خبزا وغير ذلك , حتى جمع تلا كبيرا من المواد الغذائية , ثم ان الملك اخبرهم ان سكان تلك المدينة قد اتاهم الفرج , ولا يحتاجون الى مساعداتهم , وطلب منهم ان يأخذ كل ما قد وهب , فهجموا على ذلك التل , فمن كان منهم قد تبرع بقمح اخذ شعيرا بدلا منه , وهكذا , بعد ذلك طغى عليهم الملك , ودعوا عليه , فلم يستجب الله تعالى لدعائهم , لانهم قد اكلوا حراما , وهكذا استطاع هذا الملك من تجريد سكان هذه المدينة من سلاحهم الفتاك ! .
بنفس الطريقة , قامت قوى الاستكبار العالمي بنشر المحرمات بين صفوف المسلمين , بهدف تجريدهم من سلاحهم الفعال , وما اكثر تهافتنا على ما يتحفونا به من اشياء وحاجيات , مما يلبس او يؤكل , كمثال على ذلك , ما اكثر من يستعمل منا العطور الاجنبية , وخاصة الفرنسية منها , مع علمنا او بدون علمنا احتوائها على مادة الكحول النجسة في الشريعة , المضحك المبكي في الامر , ان المسلم يستعمل هذا النوع من العطر , ثم يقصد المسجد , فيصلي ويدعو هناك , ويلاحظ ان دعائه غير مستجاب , او تاخرت الاجابة الى وقت غير معلوم , فكيف تصلي وتدعو الله تعالى وانت محاط بهذا النوع من النجاسة , قد يجوز الفقهاء الصلاة بهذا النوع من العطر , بأشتراط نسب معينة من الكحول , لكن النجاسة تبقى نجاسة ! .
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ{187}
ضمت الاية الكريمة مجموعة من الاحكام الشرعية الخاصة بشهر رمضان الكريم , فيها اباحة اشياء وتحريم اخرى , وهي من اختصاص الفقهاء , الا ان المتامل يلاحظ اشارة جديرة بالنظر في منطوق الاية الكريمة , فمن سياقها ان الله تعالى يخاطب المؤمنين بصيغة المخاطب الجمع (أُحِلَّ لَكُمْ , نِسَآئِكُمْ ... الخ ) , وختمت الخطاب بصيغة الغائب الجمع ( كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) , لو ان سياق الاية الكريمة لم يتغير في ختامها لكان امرا عاديا , لكن تغير صيغة المخاطب هنا له مدلولات عدة نذكر منها واحد فقط .
ان المسلمين الاوائل , منهم من اسلم وسلم بما جاء به النبي محمد (ص) , رضوا بالله ربا وبمحمد رسولا , فرضي الله تعالى عنهم , وتقبل اسلامهم وايمانهم , وهؤلاء هم المعنيون بصيغة المخاطب الجمع في الاية الكريمة .
وكان بين المسلمين , قوما اعتنقوا الاسلام نفاقا , وليسوا بمسلمين , وهم المخاطبين بصيغة الغائب الجمع ( كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
حيدر الحد راوي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat