الرواية : سلاح الإمام الباقر ع في عصره
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ان البحبوحة السياسية التي حصلت في أيام الإمام الباقر عليه السلام لم تكن منحصرة بالإمام ع وشيعته ، وانما استغلها ايضاً غيره الى الدرجة التي كثرت فيها الحركات والجماعات الفكرية والدينية التي تدّعي لنفسها ما تدّعي من مذاهب وأوهام وأباطيل .. كنشاط الخوارج في عهده عليه السلام والمرجئة والغلاة وظهور أفكار الزندقة والاسرائيليات .. الخ
وكان القرآن الكريم المصدر الأساس لهذا الفريق وذاك ، وأصبح تفسير الاية وتأويلها خاضعاً الى قوانين مبتدعة لهذه الحركة او تلك ولغايات مقصودة من هذه الجماعة أو تلك ..
ولهذا نجد الإمام عليه السلام - من خلال ما نفهم من سيرته - انه انتهج منهجين في معالجة ذلك :
الأول : الاهتمام بالقرآن الكريم وتثبيت مناهج وأسس تفسيره والتنويه الى مخاطر هذه العملية وما تؤول اليه إن أجريت على يد غير أهلها ، حيث كان يقول عليه السلام :
{ إنّه ليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ، الآية يكون أولها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل ينصرف إلى وجوه } . وحتى ورد أن له تفسير خاص بالقرآن الكريم ..
الثاني : الاهتمام بالرواية والحديث الصادران من مصادرهما الحقة وإعداد الرواة والنَقَلَة الثقاة الذين يروون صدقاً ويفقهون ما يروون ، ولهذا صدرت عنه عليه السلام الاف الروايات في مختلف العلوم وفروع الدين ، وتخرج على يديه الاف الرواة .. فقد ذكر الشيخ الطوسي في كتاب الرجال أن : أصحاب وتلاميذ الإمام الباقر عليه السلام الذين كانوا يروون الحديث عنه بلغوا 462 رجلاً وامرأتين .
وقد جعل المقياس في فضل الراوي من طلبته وشيعته هو فهمه للحديث ومعرفة مضامينه ، فمثلاً يُروى عنه قوله : « اعرف منازل الشيعة على قدر رواياتهم ومعرفتهم ، فإنّ المعرفة هي الدراية للرواية ، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان » . ولهذا فقد كانوا يتسابقون الى هذا الفضل العظيم ، حيث استطاع فرد كـمحمد بن مسلم أن يروي عن الإمام الباقر عليه السلام 30000 حديث ، وجابر الجعفي 70000 حديث .
وبذلك استطاع إمامنا الباقر ومن بعده ولده جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام أن يؤصّلوا قوانين راسخة وضوابط متينة اصبحت درعاً للإسلام المحمدي الأصيل .. استطاعوا عليهم السلام من قطع الطريق على الكثير من الجماعات والحركات ، فبعضها قُتل في مهدها وبعضها تلّقى ضربات قاصمة وترنّح حتى مات .. وذلك كله من خلال مدارسهم العلمية وطلبتهم الافذاذ ، حدّثوا وعلّموا وربّوا وناظروا وكتبوا وبذلوا كل ما لديهم .. سلام الله عليهم
عظم الله لكم الأجر واحسن لكم العزاء بذكرى شهادة باقر علم الاولين والاخرين ورحمة الله وبركاته ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat