يبقى الإيمان بالله مسكنه القلب ، وما العقل إلا باباً من أبواب القلب ومنفذّاً من منافذه ، ففي الوقت الذي يبقى فيه العقل مجادلاً حتى لنفسه مشككاً حتى في نتائجه وتحقيقاته وأن من قابلياته بل من وظائفه التشكيك حتى بالبديهيات والمسلّمات ، يشكك حتى في أبسط عملية رياضية ( ١+١ ) فإنّ في التشكيك بما يكون مصدره ومورده القلب يكون بالنسبة له - للعقل - أولى .. !
فمهما جئنا بالأدلة والبراهين والإثباتات العقلية والحسية على وجود الله فإن حصّة عالم الغيب من هذه الحقيقة كبيرة ولا طريق لأختراق تلك الحجب التي تفصلنا عن الغيب غير عيون ونور القلب ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج ٤٦
سيفقد الإيمان بالله أهميته ودرجته وثوابه بالنسبة للإنسان والمفاضلة به من قبل الله تعالى اذا كان يُستحصل جميعه عن طريق المعادلات الرياضية والتجارب الحسية والقوانين التجريبية ، فمادام لقلب وروح الإنسان النسبة الأكبر في عملية الإيمان بالله فإنه يكون هنالك ثواب وتفاضل ودرجة وتكامل واستحقاق بين بني آدم .. فتأمل
المشكلة كل المشكلة ليس في اثبات وجود الله وانما في الاطمئنان لذلك ، والإطمئنان محلّه القلب ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ... فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) البقرة ٨ ،١٠
جعلنا الله وإياكم من أهل قوله تعالى { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } الرعد ٢٨
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat