ميدان النحرير
مدحت قلادة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
العنوان ليس خطأ, ولكنه ربما سيكون أكثرواقعية فى ظل احتكار التيارات الإسلامية لسيد قراره ..فمشروع قانون حد الحرابة هو بداية للنفق المظلم الذى تسعى التيارات الدينية لجر مصر إليه.. فقانون حد الحرابة هو بداية لقوانين تبيح النحر والذبح وهكذا يتحول ميدان التحرير إلى ميدان النحرير .
برادوكس عجيب متمكن من التيارات الإسلامية.. يتحدثون عن التقدم ..ويجروننا للخلف ..يخطبون بكلمات عن العدل وأعمالهمم دامغة بالظلم..يتحدثون عن الرخاء ويجرجروننا للفقر والحاجة ... يتحدوثون عن السماحة وأعمالهم عنصرية ... يتحدثون عن الحب وأعمالهم مشحونة بالكراهية ... هذا حال التيارات الدينية .
عمر بن الخطاب أوقف العمل بحدان حد السرقة وحد الحرابة ... وكان هذا فى القرن السابع فما بالك ونحن فى القرن الواحد والعشرين ! لماذا يسعون لجرنا للخلف ... من مفارقات التيارات الإسلامية أنها تيارات اقصائية تتحدث عن السياحة والرخاء وهم يرعبون الجميع ..فربما فى القريب العاجل ستلغى مبارات كرة القدم وستمنع النساء من العمل وستسعى جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فى البلاد لتفحص فى قلوب وضمائرالبشر ولم لا وقد نصبوا أنفسهم وكلاء الله على الأرض ومن العجيب أنهم يصرحون أن لا كهنوت فى الإسلام! وأن مماراساتهم هي وصايا منهم بتأييد إلهى ..
مشكلة الإسلاميين أنهم جماعات متلونة تجيد اللعب على كل الأوراق ففصيل منهم يتحدث عن السماحة والحب قبل السطو على حكم مصر واحتلال سيد قراره بتعضيد التمويل الخليجى ..وحينما ملكوا على أرض الواقع لم يجددوا سوى آية السيف والتي ستطبق على كل من تسول له نفسه للمعارضة أو بإبداء رأي مخالف سيجد نفسه مسحوب إلى ميدان النحرير وليس (التحرير) ليتم ذبحه ونحره بضمير مرتاح ونفس مطمئنة.. وستعيش مصر ماعاشته أوربا فى القرون الوسطى إبان سطوة رجال الدين .
على يد التيارات الدينية بالطبع لن تقضى على السياحة الحالية ولكن ستسبدل بسياحة دينية خاصة من دول الجوار وسيستقبل الملا المصرى رسل من ملالى إيران أو أفغانسان أو ملالى الصومال وربما ستقام حفلات خصاة لتشجيع سياحة النحر في مناسبات مصر العظيمة ..وبكل تاكيد سيتحول يوم 25 ينايرإلى يوم النحر المصرى والعيد الوطنى للتيارت الدينية الحاكمة لمصر .
بكل تأكيد سوف يكون أول من ينحر فى ميدان النحرير الليبراليين الكافرين الشواذ ...أعداء الله كالأسوانى وشرف الدين وناعوت .... وسيتغير شعار مصر من ادخلوها آمنين إلى ادخلوها منحورين.
بارك الله في التيارات الإسلامية التى لم تجد سوى قطع اليد والحرابة والنحرلتبدأ به عهدها في الحكم
مدحت قلادة
Medhat00_klada@hotmail.com