صفحة الكاتب : د . عبد الهادي الصالح

أنت مدني.. أم ديني؟!
د . عبد الهادي الصالح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ما زال البعض يحاول فصل الممارسات المدنية، (بصفتها حقا لصيقا بالحرية الشخصية التي لا يحدها إلا القوانين المدنية فقط)، عن المعتقد الديني (وهو الإسلام هنا) وأحكامه الشرعية، والتي يمارسها رجال الدين كسلطة روحية مهيمنة - كما يزعمون!

وهذا الفصل المفتعل، يعني أن نفكر باستقلالية عن الله تعالى، فمرجعيتنا عما تسفر عنها الدراسات المدنية التخصصية، أو ما نراها تحقق مصالحنا وتشبع رغباتنا في أنواع من المتع الحسية.

لذلك، تم إضفاء توصيفات جمالية تحسن من توصيفات الأفعال القبيحة بالفطرة، ومحرمة دينيا، كمثل: اللواط والسحاق، فسميت بالزواج المثلي.
والزنا بالحرية الجنسية! وتعاطي المسكرات والمخدرات - ما لم يؤذ أحدا - بالحرية الشخصية، والربا بالأرباح الصافية، وتكشف المرأة بالبكيني هو مساواة مع الرجل في لباس البحر، والخوض في دماء المسلمين للتسلط عليهم عدوانا بأنه جهاد، ومساندة الظلم الرسمي ولاء للوطن، وانتهاك المال العام حقا للدماء الزرقاء، والإفساد توازنا للقوى المجتمعية.. الخ، والجدل في كل ذلك مكرر مع تاريخ الناس منذ الخليقة في تنوع عروقهم وأجناسهم، وإن تبدلت المصطلحات، واختلف الفلاسفة وعلماء الاجتماع في تنظيراتهم.
فكل ذلك وثقه القرآن الكريم.

لكن على المكابرين التأمل بهذه الأسئلة البسيطة الفطرية:

- هل لهذا الوجود خالق؟ وكيف جئنا؟ ولماذا نحن هنا، والى أين ذاهبون؟

- هل هذا الخالق اكتفى بعملية الخلق وترك الأمور للوجود نفسه يدبر أمره بنفسه، أم استمر الخالق يدبر الأمور بأحكام تنظم الوجود، وتضبط الأهواء والعلاقات المتشابكة، مثلما ضبط الكون الشاسع بلا صدام بين مكوناته؟

- وإذا أقررنا بأن لله تدبيراته وأوامره، هل يمكن للعبد مخالفة المعبود؟

- الإجابة عن هذه الأسئلة التي يصفها البعض بالساذجة - إنما هي جوهرية تحدد مرجعية الإنسان في قراراته وآرائه، هل هو خاضع لله، «وإن تمرد أحيانا لضعفه أمام أهوائه المضلة كحالة طارئة»، أم انه مستقل بنفسه يعني هو إلاه نفسه؟

ورجال الدين ما هم إلا مرشدون بصفتهم متخصصون في العلوم الشرعية التي لها حكم في كل شيء حتى أرش الجروح، وفي المباح متسع أكثر من الحرام والواجب.

وبإمكان أي فرد أن يتخصص في الدين لاستخراج الحكم الشرعي من خلال مقدماته العلمية ومن مصادره المقررة.
فليس عندنا رجال يحتكرون الدين بالمصطلح المتداول لدى الأديان الأخرى.
وببساطة أكثر، على من يتجرأ بالتمرد على الأحكام الإلهية أن يتصور لو داهمه الموت ويتخيل أنه محمول إلى لحده وحيدا فريدا متجردا من محبيه وما يملك وولّت أهواؤه ومتعه الحسية.. هل سيبقى متمسكا بجحوده وطغيانه وتجاسره أمام رب الأرباب؟!

- أم يقول كما قال فرعون من قبله عندما داهمه الموت بالغرق: (قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل)؟

- أم يصرخ (رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت)!

- العاقل مهما بلغ مستواه الأكاديمي أو وجاهته الاجتماعية أو زادت ثروته المالية، عليه ان يتدبر مستقبله الحتمي قبل فوات الأوان.

- ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . عبد الهادي الصالح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/02/17


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • أئمة تحت القيود الامنية  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : أنت مدني.. أم ديني؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net