صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

مع الإمام المهدي في دولته / ٤ ( الدولة في مفهوم القضية المهدوية )
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 نستطيع أن نقترب خطوات كثيرة الى مفهوم الدولة في المنظور المهدوي من خلال فهم ومعرفة الأهداف والغايات المراد تحصيلها عن طريق هذه الدولة .

أهداف وجود الدولة المهدوية هي نفسها أهداف وغايات وجود البشرية على هذه الأرض والتي لخّصتها الآية المباركة في كل شفافية ووضوح : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات ٥٦

فالدولة اذن : أعلى مستوى من التنظيم الاجتماعي يكون عليه الإنسان للوصول الى أعلى مستوى من العبودية لله على هذه الأرض .

وأعتقد : أن الإنسان - كنوع و كفرد - لا يكسب صفة الخليفة التي وصف بها الله تعالى وجوده على الأرض بقوله { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } البقرة ٣٠ ، إلا تحت ظلّ دولة قادرة على السير به نحو أهدافه العليا .. وهذا ما نجده في عدد من الآيات القرآنية ، فداوود عليه السلام نبي ولكن وصفه تعالى بالخليفة عندما أصبح على رأس دولة { يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ۚ } ص ٢٦ ، ووصف قوم عاد بأنهم " خلفاء " بعد قوم نوح عندما استطاعوا أن تكون لهم دولة وحضارة وقوّة على الأرض ، قال تعالى { وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً ۖ فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } الاعراف ٦٩

( فالذاريات ٦٠ ) تتحدث عن الغاية اذن و ( البقرة ٣٠ ) تتحدث عن الوسيلة الى تلك الغاية ..

وخلافة الإنسان في الأرض هي تخويل الهي له - واسع الصلاحيات - بإدارة نفسه بنفسه للوصول الى أهدافه بإختياره وبعيداً عن التسخير القسري الذي يفقد به الإنسان صفته الاختيارية في عبادته لله ..

يبقى الحديث عن الرسالات والشرائع التي انزلها الله تعالى للإنسان والزمه بها .. فيمكن أن نفهمها على نحوين :

- في مرحلة الخلافة تعتبر دستوراً للدولة وقاعدة اساسية لقوانينها ، شاءت الألطاف الإلهية والرحمة الربانية أن يمنّ بها على الإنسان لتقصر له المسافة وتسرع به على الطريق { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } الانبياء ١٠٧

- في مرحلة العبادة فإنها ترسم شكل ونوع العبادة التي يريدها المعبود لا العبد ، {وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } البقرة ١٢٠

قال تعالى { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } النور ٥٥

( هذا المنشور نوع فهم وقراءة في اوراق القضية المهدوية .. والله العالم )

#١٥_شعبان
#وَأَشْرَقَتِ_الْأَرْضُ_بِنُورِ_رَبِّهَ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/03/21



كتابة تعليق لموضوع : مع الإمام المهدي في دولته / ٤ ( الدولة في مفهوم القضية المهدوية )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net