هو صوت يتوزع الأزمنة ليتجلى واضحا في زمن الظهور- يتوهج ربيعا يجفف شقاء العزلة الموجعة- يبايعه جبرائيل ثم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا- وسيبدأ حينها بمعطيات الخطاب التعريفي، ليزيل وحشة الأزمنة وغربة التواريخ، ويبرز عمق الهوية العقائدية.. فينادي.. (يا أيها الناس من يحاجني في الله فانا أولى به) بداية حوار فكري يحتج به وضوحا منطلقا من الجوهر الأسمى للانتماء الجذري- وهو المرتكز الفاعل لقدسية ذلك الغياب أولا لكونه حجة في الأرض، وصاحب التفرد بالاتصال الغيبي المستمر، والمحتوى لبيان الإرادة الإلهية. فهو أكرمهم ومن ميزات هذه الكرامة المعجزات التي يعجز عنها كافة البشر.. ويكرر النداء: (يا أيها الناس من يحاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم) ليبين انه أولى بالفطرة والسجية الإنسانية البريئة الطاهرة. فهذا العائد بعد آلاف الأجيال من ذرية آدم يحمل بين جنبيه تقواه. فالمقصود هنا بالاحتجاج؛ احتجاج الفطرة. وهذا الإمام المنتظر هو آدم بفطرته الكاملة، وسجاياه الجميلة:
{يا أيها الناس من يحاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح}
معاناةٌ أمدها تسعمائة وخمسون عاما... دعوة خير، ومواجهة شديدة، لعناد الجاهلين. وسعي دائب لأجل التوحيد... وهاهو الصابر ما لا يحصى من السنوات، يعيد كلمة التوحيد. هو الغائب الوحيد الشديد الذي لا يأوي إلى جبل ولا يستكن في وادٍ... ينتقل من دار لأخرى يطلب ما طلبه نوح، ويسعى إلى ما جاهد له: (يا أيها الناس من يحاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم)
لقد حطم إبراهيم عليه السلام بيديه الأصنام التي كانت تعبد من دون الله تعالى، وأخرجوه من وطنه بعد نجاته من النار، لتستمر الإمامة في عقب إبراهيم (ع) إلى يوم القيامة. فكانت في النبي ( ص) والأئمة الاثني عشر عليهم السلام من بعده وآخرهم المهدي المنتظر(ع). فهو أولى الناس بإبراهيم لكونه المنادي بمبادئه والمحيي لسنته الحنفية: (يا أيها الناس من يحاجني في موسى فأنا أولى الناس بموسى، ومن يحاجني في عيسى فأنا أولى الناس بعيسى، ومن يحاجني في رسول الله (ص) فأنا أولى الناس برسول الله محمد (ص)).
التأكيد على وحدة الخط الرسالي، ووحدة الأهداف بين الإمام المهدي عليه السلام ودعوته هو المحور الأساسي الذي يعلن به الإمام المهدي حركته وظهوره المقدس: (أيها الناس من يحاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله)...
لم يشأ الله تعالى أن يدع هذا الكتاب المقدس وحيدا في ساحة الهدى والحجج بل شفعه بحجة ناطقة تبين آياته وتثبت محكماته ـ فالإمام (ع) هو الوارث لهذه الخصال، والمجسّد لها بعد آبائه الطاهرين عليهم السلام وهو الأولى بكتاب الله تعالى ودعوته مدعومة بالبرهان العملي والحجة الدامغة؛ إذ سيدعو كل من يريد الاحتجاج بالكتاب الكريم إلى ذلك بلا حاجز ولا مانع، وسيجيب كل من يسأل عنه من الكتاب الكريم تفسيره وبيانه على لسان جده النبي الكريم في موقعه بالكعبة المشرفة وأمام أنظار وسماع العالم الذي سيتمكن من سماع ومشاهدة كل التفاصيل.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat