صوت الحكيم الوطني من كردستان
سليمان الخفاجي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يثبت المجلس الأعلى الإسلامي العراقي باختياراته المدروسة النابعة من إحساس عالٍ بالمسؤولية وعبر شعارات مقرونة بتطبيقات عمليّة وسلوكيات سياسية مؤيدة بأطروحات قابلة للتطبيق، ان منهجه في طريق خدمة الوطن والشعب ليس خياراً مرحلياً مرتبطاً بظروف يسميها البعض بتكتيك الهروب من خانة التصدي للشؤون الإدارية بعد استبعاد أو انزواء فرضته طبيعة التركيبة الحكومية والبرلمانية الحالية والمتصفة بالتفرد وتكريس قرارات فئة بعينها ليجد نفسه سائراً في ركب الإجماع ضمن إطار التحالف الوطني، ممارساً دوراً آخر مختلفاً كلياً يظهره بمظهر المعارض لسياسات أطراف فاعلة ومؤثرة في هذا التحالف، وهذا الكلام طالما ردده بعض من حاول اتهام المجلس وقيادته بتحين الفرص وتجيير الإخفاقات الحكومية أمنياً وخدمياً لصالحه بطرح شعارات رنانة تدعم هذا التوجه وتعزز حالة الانقسام الشيعي معللين ذلك بأن المجلس يحاول خلط الأوراق لتحقيق مكاسب حزبية عبر تحريك ملف تحالفاته القوية مع الكرد للضغط على الأطراف الشيعية ذات التوجه المختلف، واليوم وحين يريد البعض الحديث عن زيارات السيّد الحكيم إلى أربيل وقبلها جولاته الإقليمية والعربية، إنّها استمرار لنهج اصطياد الفرص وطرح المجلس كبديل لدولة القانون وطرح اسم عبد المهدي قبال المالكي وغير ذلك كثير، لكنّ لو قرأنا الموقف بصورة أكثر واقعيّة سنجد ان كلّ ما قيل ويُقال مجرد أوهام وعمليّة إبعاد قسري عن المشهد باستباق الاتهام فمثلاً لو قلت أنّ سين فاشل سيرد أتباع سين، لكن هذا لا يعني ان صاد ناجح وانه وانه، ان الذي يريد السيّد الحكيم قوله وبكل صراحة ووضوح وهم يفهمونه أكثر من غيرهم ان جملة التحركات والمبادرات وحتّى الشعارات التي تم تبنيها و تحقيقها إنّما استهدفت بالدرجة الأولى إعطاء زخم للعمليّة السياسيّة، وبيان الموقف السياسي وإزالة التشنج وكشف الحقائق بحس وطني عالٍ، وإحساس كبير بالمسؤولية لمصلحة الوطن والمواطن، ولعلّ زيارة أربيل الأخيرة وذلك الموقف الشجاع في التعاطف والتعاطي مع ظلامة الكرد التاريخية وما تعرضوا له من أذى وعدوان على يد نظام صدام بشكل خاص، يعكس وبصدق حجم المسؤولية الملقاة على عاتق القيادة الوطنية المدركة لطبيعة الدور الذي يجب ان تلعبه، فالكرد كمكون عراقية بالإضافة لأنهم حليف قوي وشريك أساسي فهم في الوقت ذاته قوى سياسية وطنية عراقية تجد في انتماءها للعراق قوة لها بغض النظر عن بعض المواقف والتفسيرات التي بنيت على قناعات، وربّما اتفاقات تم إبرامها في الغرف المظلمة بين أطراف بعينها تنصل منها من تنصل وبقي منها من ليس له هم سوى اللعب بالألفاظ والكلمات، وهذا لا ينفي المسؤولية عن بعض الأفراد ممن يحاولون الدخول في الحلبة والاشتراك بلعبة حرب التصريحات, ان مشروع الوطن والمواطن الذي يتبناه المجلس الأعلى ليس بعيداً عن زيارة كردستان وهي إنما جاءت انطلاقاً من هذا التصور، ولو حاولنا قراءة الموقف الكردي منها سنجد ترحيب قيادة كردستان بشقيها والتي تؤكد أن الزيارة ستكون لها انعكاسات ايجابية على الوضع بين بغداد وأربيل في ظل التوتر والحملات الإعلامية الهستيرية التي خرجت عن المألوف مؤخراً، فالمسألة أيّها الأخوة ليست انحيازاً ولا مُتاجرة، لأن المجلس الأعلى رفع شعار (العراق لجميع العراقيين)، وهذا يعني إنّ الجميع شركاء في بناء العراق الجديد بعيداً عن أيّ إقصاء أو تهميش لأي مكون من مكونات الشعب باعتبار إنّ العراق ليس ملكاً لقومية أو طائفة أو حزب فالكل شركاء من خلال التعاون والإخلاص للوطن وللمواطنين، فكانت الزيارة وكان هذا الدور الذي يثمنه العراقيون بكلّ انتماءاتهم، لأنها خطوة في اتجاه الحل لا التعقيد.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
سليمان الخفاجي
![](images/40x35xwarning.png.pagespeed.ic.s9TRQSmzfj.png)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat