كان الاجتماع مميزا، اجتمع فيه جنود ابليس – لعنهم الله - كافة، في كل أصقاع الأرض، وهو اجتماع سنوي يتدارسون فيه ما أنجزوه في عام كامل، والمشاكل والمعوقات التي صادفتهم أثناء افعالهم الدنيئة والمخزية.
وكالعادة يرشح من كل هؤلاء أفضلهم شرا وتخريبا... وبعد أن استعرض كل واحد منهم ما اقدم عليه في عامه المنصرم، اعلن ابليس الرجيم اسم الفائز بوسام الشر والتخريب... فاعترض الابالسة عليه وقالوا:
- كيف تعطي الوسام إلى هذا!؟ وهو لم يقدم شيئا، ولم يبرح الارض، وكان بجوارك دائما، ونحن سهرنا الليالي لم نترك شاردة ولا واردة إلى أحصيناها...!؟
- وقال آخر: أما أنا فتخصصت في الصراعات العشائرية والقبلية، حتى مزقت عشائر وقبائل كثيرة وسالت دماء وافترق جمعهم... أليس هذا كافيا لأنال الوسام!؟
- اما الثاني فقال: وأنا متخصص بتمزيق الاسر وتخريب الزوجية، وزرع الخيانات الأسرية وكان حصادي هذا الموسم خراب عشرات الاسر والروابط الاسرية.
- وتحدث ثالثهم ورابعهم وجميعهم... وكانوا في غاية الانزعاج حتى عمت فوضى كادت تنتهي بصراع عميق بينهم.
فقال إبليس – لعنه الله - اخرسوا واسكتوا لانكم نسيتم الهدف الاسمى الذي عشنا من اجله.. واترك الامر للفائز بوسام الشر ليحدثكم عن اسباب نيله لهذا الوسام!؟
فقال الفائز: انتم قمتم بأفعال دنيئة تشكرون عليها، وكانت توصف بالخطرة والمربحة ولكنها ليست بذاك المستوى، لأن العشائر ممكن أن تعود الى سابق عهدها في وئام وسلام ومحبة، وممكن للأسر أن تتفهم الأمور، وممكن أن تصلح ما خرب... ولكنكم تجاهلتم أمرا أخطر من ذلك ونسيتموه، رغم انكم تعلمون انه اخطر علينا من انفسنا، ويهددنا بالانقراض والفشل ان لم نتدارك الامور!؟
قال جندي من جنود ابليس (بتهكم): وماذاك الشيء الذي هو اخطر علينا من أنفسنا ولا نعلمه وتجاهلناه وضحك الآخرون (بتهكم)!؟
فقال لهم: إنه الايمان بالله والقرآن والملائكة والنبيين، إنه المؤمن الذي يؤدي الصلاة والصيام والزكاة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فانا تخصصت بأن احول بين المؤمن وبين صلاته ودينه وقرآنه وأوسوس ما استطعت حتى اجعله يترك الصلاة والصيام ويمتنع عن دفع الزكاة والصدقات والامر بالمنكر والنهي عن المعروف...
- أليس هذا هو عملنا!؟
- ألم يكن هذا هو هدفنا!؟
فقال الجميع: بلى والله... إنك فعلا تستحق هذا الوسام!؟
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat