الإسلام والحق الإنساني ح7
الشيخ عبد الرزاق فرج الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الشيخ عبد الرزاق فرج الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ج- لا يجوز ارتكاب سياسة الحصار الاقتصادية على المدنيين الذين لا شأن لهم بساحة الحرب لأن سياسة الحصار والتجويع سياسة غير انسانية خصوصا في حق الضعفاء والشيوخ والعجزة والمقعدين مما يسبب لهم الموت مرضا وجوعا. ومما يروى ان رسول الله ص أنكر على أحد وجهاء بني حنيفة، وهو (تمامة) الذي أسلم وبقي يتحامل على أهل مكة الذين خرجوا يقاتلون النبي ص في حروب متتالية، فعزم (تمامة) على أن يهلكهم جوعا بمصادرة الامدادات الغذائية التي كانت تأتيهم عن طريق اليمامة حتى مس بهم الجوع فكتبوا الى رسول الله ص: أن يا محمد أنك تأمر باقراء الضيف وصلة الارحام ولكنك قطعت أرحامنا وقتلت كبارنا وجوعت صغارنا، فما كان من أمر تمامة كذا وكذا... فلما قرأ النبي ص كتابهم أخرج على الفور رسولا الى تمامة يامره برفع الحصار عن مكة وايصال الطعام الى أهلها.
سوى اننا نسمع ونقرأ في التاريخ، أن هناك اجراءات موقته، قام بها المسلمون ضد اليهود والمشركين لتفادي خطرهم، تسمى (حصارا) ولكنه حصار عسكري في لحظة القتال له آثاره والهدف منه تحجيم قوة العدو واجهاده، كالحصار الذي فرضه المسلمون على بني النضير، بعد عتوهم وتجبرهم على رسول الاسلام فكان كبيرهم (؟؟؟؟ بن أخطب) الذي رفض كل الخيارات المطروحة عليه من قبل النبي ص فقال متحديا: (كلا بل أنا مرسل الى محمد انا لا نخرج من ديارنا وأموالنا فليصنع ما بدا له، وما علينا الا أن نرم حصوننا، ندخل اليها ما شئنا وندرب ازقتنا وننقل الحجارة اليها وعندنا من الطعام ما يكفينا سنة وماؤنا لا ينقطع ولن يحصرنا محمد سنة كاملة وانقضت الايام العشرة ولم يخرجوا من ديارهم فاخذ المسلمون السلاح وساروا اليهم فقاتلوهم عشرين ليلة، كانوا أثناءها اذا ظهروا على الدرب أو الديار، تأخر اليهود الى الديار التي من بعدها بعد تخريبهم اياها ثم امر محمد ص اصحابه ان يقطعوا نخل اليهود وان يحرقوه حتى لا تبقى لليهود في شد تعلقها باموالها تتحمس للقتال وتقدم عليه وجزع اليهود ونادوا يا محمد قد كنت نتهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه فما بال قطع النخل وتحريقها؟! وفي ذلك نزل قوله تعالى: (ما قطعتم من لينة او تركتموها قائمة على اصولها فباذن الله وليخزي الله الفاسقين) الحشر/5 انظر حياة محمد/310.
فقطعا أن هذا بأمر الله عزوجل وهو موقف يعادل حجم الخطر المحدق من قبل العدو وليس ارتجالا وتعسفا يتطاول زمنه الى ماعدا ظرف المواجهة العسكرية كما صنعت وتصنع الامبريالية الامريكية وحليفتها بريطانيا مع شعب العراق المسلم المجاهد الصابر ومع غيره من الشعوب المستضعفة حيث تعدت الولايات المتحدة بعنجهيتها ظرف المواجهة العسكرية، وتجاوزت حدود صلاحيتها، وخرقت قرارات وضوابط الامم المتحدة من اجل مصالحها وراحت تلتزم سياسة الكيل بعشرة مكاييل لا بمكيالين كما اصطلح عليه من تعبير في حقها لانها لا تكيل بكيال فحسب بل راحت تكيل للمسلمين بمكاييل عدة نصبتها على أرض الاسلام والمسلمين لضرب مقدرات ومقدسات الاسلام في العراق وفي فلسطين ولبنان وافغانستان.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat