دأبت المجتمعات الغربية على عد الحجاب تخلفا وعلى المرأة التحرر منه، متذرعين بحجج واهية ولكن هدفهم ساقط مختبئ بين طياته عناوين تحمل هموم ومضامين هدامة، وراءها الدعوة لنزع الاخلاق والتسيب والانفلات والخلاعة بعنوان التحرر من القيود والتطور؛ وأي تطور ذاك الذي يدعو الى نزع لباس الحشمة؟ هل التطور بالإنهيار الخلقي والسفور؟ فاذا كان كذلك فاتعس به من تطور يقوده الشيطان، لأن الانسان كلما تسافل رحمانيا تصاعد شيطانيا والعكس صحيح، انهم بحربهم ضد الحجاب يحاربون الفضيلة والاخلاق، وينشرون الميوعة الجنسية بتعرية المرأة.
واذا كانت الأسرة تعد اللبنة الأساسية في بناء هيكل المجتمع؛ فان تفككهها وخرابها وتناحرها يؤدي الى دمار المجتمع. وعلى المرأة ان لا تجعل الحجاب لغرض الجمال والزينة بل القصد لغرض العفة والشرف والقيم الإسلامية؛ لأن الحجاب علاج نفسي ومادي وليس محجما لطاقات المرأة، ولا يكون عائقا لها في كل الأمور، والدليل هناك الكثير من المحجبات موظفات وعاملات وطبيبات ومترجمات من غير أن يسحب جزءا كبيرا من انشغال المرأة بزينتها وتبرجها وتركيزا في عملها، فتكون اكثر توجها في عملها.
ان تشريع الحجاب في ديننا الحنيف جاء لسعادة وسلامة وحفظ المرأة والرجل معا في الدارين؛ فان المرأة الملتزمة اذا حفظت نفسها بالحجاب تصبح قدوة لغيرها، كما ان فاطمة الزهراء ع اصبحت سيدة نساء العالمين لحرصها الشديد وحفاظها على عفافها وحجابها، ولا ننسى عقيلة آل أبي طالب زينب الحوراء ع؛ اذ انها تحملت دورها كاملا في كربلاء، وهي بكمالها وحجابها هي واخواتها اللواتي كان لهن دور في فضح الظلم والفساد الأموي البغيض.
وللحجاب دور في كشف الحقد على الإسلام، والجميع منا يتذكر الضجة الاعلامية التي حدثت في تركيا عندما فازت النائبة المحجبة (مروة قاوقجي) في عضوية البرلمان متحدية الأفكار العلمانية الفاسدة التي ترفض دخول المحجبات لمراكزها...
وهناك فوائد كثيرة للحجاب منها؛ أنه يقلل بصورة كبيرة من حصول الفتنة والإفتتان عند الشباب، ويحول دون انزلاقهم في الطرق غير الشرعية لإشباعها، ولاسيما الشباب الأعزب. والحجاب يوطد العلاقة بين الزوج والزوجة فهو يساهم في تقليل الغيرة لانتفاء موضوعها؛ فلا شيء يجذب انتباه الزوج خارج البيت، فتبقى نفسه وروحه متوجهة نحو زوجته. وبالنسبة للمرأة فهو يورثها الثبات والاطمئنان؛ فلا يظهر منها ما يسبب اعتداءات الاخرين عليها او يجلب نظراتهم المحرمة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat